التصعيد يتمادى... والترسيم أمام مفترق جدّيّ | أخبار اليوم

التصعيد يتمادى... والترسيم أمام مفترق جدّيّ

| الثلاثاء 26 يوليو 2022

تلاشت إمكانات تاليف الحكومة تحت وطأة التباينات بين الرئاستين

وانقطاع أواصر التنسيق بين الرئاسات الثلاث

"النهار"

تتجه الأوضاع الداخلية الى حقبة يطبعها الغموض المثير للقلق وسط انسداد سياسي لم يعد ممكنا اختراقه بدليل القطيعة المتمادية الطويلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي وضع جانبا صفته الملاصقة، أي الرئيس المكلف، بعدما تلاشت تقريبا إمكانات تاليف حكومة جديدة تحت وطأة التباينات العميقة بين الرئاستين وانقطاع أواصر التنسيق بشكل شبه تام بين الرئاسات الثلاث. ولن يكون انعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب في جلسة تشريعية اليوم، سوى مؤشر إضافي الى اشتداد الحاجة الى تطبيع تصريف الاعمال في كل الاتجاهات، علما ان الجلسة لن تؤدي الى "العجائب " نظرا الى غياب مشاريع القوانين الأساسية المطلوبة من صندوق النقد الدولي باستثناء مشروع قانون السرية المصرفية، الذي حتى في حال اقراره، فان التاخر في إقرار المشاريع ذات الطابع الإصلاحي الأخرى المتصلة بمشروع الموازنة العامة ومشروع الكابيتال كونترول ومشروع إعادة هيكلة القطاع المصرفي وخطة التعافي المالية سيعني مزيدا من انكشاف صدقية لبنان حيال التزاماته الدولية التي غالبا ما تعهد تنفيذها كلاميا ولم يترجم أيا منها بعد.

على ان التعقيدات الداخلية لا تقتصر على تداعيات القطيعة بين المسؤولين والتفلت الذي يطبع معظم قطاعات ومؤسسات الدولة فحسب، بل ان تصاعد التوتر والشحن السياسي وبلوغه سقفا خطيرا من التشنج السياسي والإعلامي، وحتى الطائفي في بعض الجوانب، في الأيام الأخيرة، بدأ يرسم مخاوف جدية على الاستقرار السياسي، وحتى الأمني، عشية مرحلة محفوفة باستحقاقات مصيرية في مقدمها الاستحقاق الرئاسي، كما استحقاق بت مصير ملف الترسيم البحري للحدود بين لبنان وإسرائيل الذي سيعود الى مواجهة التطورات في نهاية الشهر الحالي مع الزيارة الجديدة التي سيقوم بها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين لبيروت، وسط تقديرات لا تستبعد ان يحمل هوكشتاين معطيات جدية في ملف الترسيم واستخراج الغاز عبر نقله الى الجانب اللبناني جواب إسرائيل على الطرح اللبناني الذي كان تبلغه هوكشتاين من رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة للبنان . ولم ينحسر التوتر المتصل بقضية المطران موسى الحاج، بل تواصل التصعيد الكلامي والإعلامي والسياسي في هذا الشأن، الامر الذي يبدو معه ان انفجار هذا الملف سيتسع بجوانبه الخلفية الى مناخات الاستحقاق الرئاسي وربما ابعد، وهو الامر الذي اثار ويثير قلقا متناميا من مناخ التعبئة الطائفية التي يبدو ان اشعاله كان متعمدا ومقصودا لغايات ستنكشف لدى أصحابها من خلال فشل الضغوط التي تمارس على الكنيسة المارونية للتراجع في هذا الملف، والرضوخ لما يدرج في اطار قانوني مزعوم، فيما يراد لهذه القضية ان تشكل عامل استهداف واضعاف وابتزاز للبطريركية المارونية ولعديد من القوى السيادية تحت وطأة التخوين في مستهل العد العكسي للاستحقاق الرئاسي.

وتحدث الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليلا عبر محطة "الميادين" وتناول ملف الترسيم فاتهم الدولة اللبنانية بانها "عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته ولذلك فان المقاومة مضطرة الى اتخاذ هذا القرار". وهدد بانه "اذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول قبل ان يأخذ لبنان حقه فنحن ذاهبون الى مشكل". وهدد أيضا بانه "لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر او البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة". واعلن نصرالله "اننا جاهزون لاستقدام الفيول الإيراني مجانا كهبة اذا قبلت الدولة اللبنانية ذلك".

وفي قضية المطران موسى الحاج قال نصرالله " أقول لكل الشعب اللبناني وخصوصا للمسيحيين انه ليس لحزب الله أي علاقة بقضية المطران موسى الحاج ولن نتدخل فيها" .
وسط هذه المناخات الحارة التقى امس الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في السرايا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي أعلنت اثر اللقاء "جئت لأبلغ الرئيس ميقاتي عن لقاء مجلس الأمن الذي عقد في 21 تموز الحالي في نيويورك حيث قدمت عرضا عن التطورات في لبنان. وأستطيع أن أقول بأن الجو في مجلس الأمن كان ايجابيا، وأيد أعضاء المجلس إنجاز اصلاحات اقتصادية واجتماعية في لبنان، وتأليف حكومة في أسرع وقت ممكن واحترام الدستور، وفي الوقت المحدد انتخاب رئيس جديد يدعم الاستقرار في لبنان ومصلحة اللبنانيين" .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار