أوكرانيا "أبْدَعَت" في استعمال الدّعم الغربي أما لبنان فلا... "مزبلة" للشرق الأوسط!؟ | أخبار اليوم

أوكرانيا "أبْدَعَت" في استعمال الدّعم الغربي أما لبنان فلا... "مزبلة" للشرق الأوسط!؟

انطون الفتى | الجمعة 29 يوليو 2022

مصدر: المسألة اللبنانية تتعلّق بمستقبل الدور الإيراني على مستوى المنطقة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مهما اشتكى اللبنانيون أو تذمّروا، من جراء غياب أي دعم دولي ملموس لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني، إلا أنه لا يمكنهم أن يتجاهلوا أبداً حقيقة أن الأوكرانيّين مثلاً، "أبدعوا" في استعمال الدّعم الغربي لهم، بينما هذا الدّعم نفسه إذا توفّر للّبنانيّين فإنهم لن "يُبدعوا" في استعماله، ولا حتى في استثماره.

 

"إبداع"

فعلى سبيل المثال، يشتكي اللبناني اليوم من انقطاع الكهرباء، ومن فقدان الخبز، و...، و...، و... فيما هو، وباقتراعه في أيار الفائت، أدخل وزراء "العتمة" الى مجلس النواب.

وهو اللبناني نفسه الذي يقبل، ويصمت، ويغطي تحالفات داخلية مع جهات سياسية، يتوجّب عليها تقديم الكثير من الأجوبة في ملف انفجار مرفأ بيروت. وهو (اللبناني) نفسه الذي "يستولد" نواب الفقر، والجوع، والمرض، والموت، ويُعيدهم "مفنجرين"، و"مشنفخين" الى مجلس النواب.

فالمسألة لا تتعلّق بمن يصنّف من، بأنه إرهابي أو غير إرهابي، بل بفقدان أي جهة سلطوية أو شعبيّة داخلية، قادرة على أن "تُبدِع" في استثمار أي دعم دولي للبنان.

 

عاجزة

أشار مصدر سياسي الى أنه "توجد دولة في أوكرانيا، قائمة بذاتها، وهي تحظى بتأييد شعبها، وتتعرّض لغزو من دولة خارجية. وهي دولة تضامن الكلّ معها، ومع مقاومتها، لكونها نقطة تقاطع أساسية في أوروبا، وسقوطها يهدّد بإسقاط دول أخرى غيرها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السلطة الحاليّة في لبنان، هي عملياً غاشمة، تفتقر الى دعم شعبها، وهي بعيدة من المجتمع الدولي، وعاجزة عن الحصول على غطاء منه، لكونها تعزل البلد بقراراتها وتوجّهاتها، على غرار الدولة الإيرانية".

 

ظروف أخرى

وتمنّى المصدر "الانتقال نحو دعم دولي "يقبع" هذه السلطة من لبنان، ولكن ذلك غير قائم حالياً. فتنفيذ القرارات الدولية، يعني نزع السلاح غير الشرعي من البلد، ورفع الاحتلال الايراني عنه، وتحرير الدولة اللبنانية. ولكن المجتمع الدولي لا يتحرك بهذا الاتجاه في الوقت الحاضر، مع الأسف، ولا يجد أن لديه حاجة ملحّة لذلك".

وأضاف:"لبنان ليس أوكرانيا، التي تتعرّض لحرب، بينما نحن لا. فعندما تقاتل اللبنانيون مع بعضهم خلال الحرب الأهليّة، تمكّن كل طرف من استقدام دعم خارجي له. بينما اليوم، لبنان متروك في قلب المحور الإيراني، وأي دعم يحظى به، لا يهدف الى أكثر من تمكينه من الصّمود، ومن عدم الانهيار بشكل كامل، بانتظار ظروف أخرى في مراحل لاحقة".

 

صمود

وشدّد المصدر على أن "المسألة اللبنانية تتعلّق بمستقبل الدور الإيراني على مستوى المنطقة. فميليشيا طهران في لبنان، ليست مشكلة داخلية، ولا هي فريق لبناني، والصراع معها ليس سلطوياً أو داخلياً، بل على مستوى إقليمي، لكونها تنتمي الى "الحرس الثوري" الإيراني، أي انها جزء من دور إيراني إقليمي".

وختم:"المطلوب من المجتمعَيْن الدولي والعربي أن يقوما بدورهما، من أجل وضع حدّ للنفوذ الإيراني على مستوى المنطقة، وبالوقت نفسه، صمود اللّبنانيين. وهذا ما تقوم به المعارضة في البلد، في وجه الآلة التي تحوّل لبنان الى "مزبلة" للشرق الأوسط".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار