الاستحقاق الرئاسي انطلق داخلياً وخارجياً: عين التينة تنشط... والتسميات اختبارات أوّلية | أخبار اليوم

الاستحقاق الرئاسي انطلق داخلياً وخارجياً: عين التينة تنشط... والتسميات اختبارات أوّلية

| الإثنين 01 أغسطس 2022

زيارة فرنجية الى عين التينة لم تكن عادية بل ربما هي مؤشر وأكثر من رسالة

"النهار"- وجدي العريضي

انطلق السباق الرئاسي وبات حديث أهل السياسة في المجالس واللقاءات الضيقة مقتصراً على هذا الاستحقاق الذي تجاوز تشكيل الحكومة، لا بل نسي معظم اللبنانيين أن هناك رئيساً مكلفاً، من المفترض أن يشكل حكومة، لكنْ ثمة سياسيون بارزون ومخضرمون يؤكدون المؤكد أن لا حكومة جديدة في ما تبقّى من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون.

في السياق البارز، ان القطار الرئاسي انطلق من عين التينة على رغم زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الأخيرة الى بعض البلدان الأوروبية لاستكشاف أجوائها بعد حديث عن نيته السير في خوض غمار الانتخابات الرئاسية، على اعتبار أن كل ما جرى على خط بنشعي وميرنا الشالوحي لم يكن مشجعاً، واللقاءات التي حصلت جاءت برغبة من راعي الفريقين ومرشدهما السياسي "حزب الله"، ولكن الكيمياء ليست فاعلة وان كانت المساعي مستمرة...

بالعودة الى زيارة فرنجية الى عين التينة ولقائه الحليف والصديق رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فهذه الزيارة لم تكن عادية بل ربما هي مؤشر وأكثر من رسالة بمعنى انه من خلال ما تشير اليه مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، يظهر أن محاولات لتفصيل بذلة الرئاسة الأولى تجري في عين التينة بعدما سبق لبذلة الرئيس ميشال عون ان فُصّلت في حارة حريك، ولم يمشِ بري في هذا الخيار آنذاك. وفي الحصيلة، يبدو أن معركة تصفية الحسابات السياسية انطلقت، فرئيس المجلس ينتظر رئيس الجمهورية وصهره على "كوع" هذا الاستحقاق ولديه حماسة واضحة لدعم صديقه زعيم "المردة" في ظل تساؤلات وشكوك حول ما اذا كان ممكنا ان تتكرر مشهدية اعتلاء الحفيد منصة ساحة النجمة لتلاوة خطاب القسَم، مكرراً تجربة جدّه الرئيس سليمان فرنجية؟ هنا تردّ المصادر بأن معركة الرئاسة فُتحت على مصراعيها وستتفاعل في الأيام المقبلة، ولكن لا بد من قراءة بعض المحطات الخارجية التي لها دورها في هذا الاستحقاق الذي يُحسم في الدقائق القاتلة أو ما يسمى "ربع الساعة الأخير"، ربطاً بتوافق دولي إقليمي وتزكية الرئيس العتيد.

وتدعو المصادر إياها الى قراءة لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اذ ينقل سفير فرنسي سابق في لبنان وهو في الوقت عينه من أبرز المستشارين في الاليزيه اليوم، الى صديق ونائب لبناني أن هذا اللقاء كان مفصلياً حول لبنان وعلى كل الصعد، وتناول ثلاث مسائل أساسية: بداية القلق من الوضع الإنساني الذي يعانيه لبنان، واتفق على تفعيل المساعدات الإنسانية الفرنسية – السعودية، وتالياً عُرض ما يعانيه لبنان سياسياً وامنياً ولا سيما تدخّل "حزب الله" في شؤونه وشؤون المنطقة ما أدى الى تفكك الدولة على حساب الدويلة، وهنا ثمة تباين بين باريس والرياض حول مسألة إيران و"حزب الله" على اعتبار ان فرنسا تتواصل مع الطرفين وخاصرتها رخوة تجاه الشيعية السياسية منذ أن كان الامام الخميني منفياً في باريس، وصولاً الى اليوم، إضافة الى عرض الاستحقاق الرئاسي من حيث ضرورة حصوله في موعده الدستوري وأن يكون الرئيس توافقياً ويحظى بدعم كل اللبنانيين من دون الدخول في الأسماء. من هذه الزاوية، ترى المصادر ان من المبكر حسم الخيارات أو طرح الأسماء من دون اغفال استمرار التداول بقوة باسم قائد الجيش العماد جوزف عون داخلياً وخارجياً. وهنا ينقل عنه ناشط سياسي التقاه في اليرزة، أنه "لا يرغب ولا يدخل في هذه المسألة أو يطرحها مع أي زائر، فوجدته فقط مهتماً بتحصين المؤسسة العسكرية ودعمها اجتماعياً ولا سيما في عيد الجيش في الأول من آب، حيث عمل جاهداً لمساعدة العسكريين، فيلاحق أوضاعهم أول بأول من دون أن يخوض في الاستحقاق الرئاسي لا من قريب ولا من بعيد".

وتلفت المصادر الى أن ما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول الاستحقاق الرئاسي في إطلالته المتلفزة وما نفته مصادر الحزب لاحقاً بعد 12 ساعة من كلام صادر عنه، أنه يدخل في اطار المناورات السياسية وتأكيده للحلفاء والخصوم أنه لاعب على الرقعة السياسية، وتاريخ المختارة يصبّ في خانة اجراء فحص للمرشحين كما كانت الحال مع والده الشهيد كمال جنبلاط، بمعنى أنه يريد أن يحصّن موقعه ودوره في المرحلة المقبلة، وكل ما يُطرح ويقال رئاسياً في هذا التوقيت بالذات هو من المبكر لجهة حسم خيار هذا المرشح أو ذاك بما فيها الأسماء الأكثر تداولاً، لأن الساحة الداخلية أمام أسابيع ساخنة سياسياً، والمنطقة تشهد صولات وجولات ولقاءات لها تداعياتها على الداخل اللبناني، ولا سيما الحراك السعودي – الفرنسي، والى حين تبلور هذه المشهدية، عندئذ يبنى على الشيء مقتضاه على صعيد الملف اللبناني وفي صلبه الاستحقاق الرئاسي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار