"التخمّر" يشعل الإهراءات... فهل من حلول؟ | أخبار اليوم

"التخمّر" يشعل الإهراءات... فهل من حلول؟

فالنتينا سمعان | الثلاثاء 02 أغسطس 2022
"

تخرج ألسنة اللهب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت منذ أكثر من شهر، بشكل شبه يومي من دون القدرة على إخمادها بشكل نهائي.

النيران هي نتيجة تحوّلات كيميائية طرأت على أطنان الحبوب المتروكة منذ ما يقارب السنتين تحت عوامل طبيعية تجعلها مشابهة لمشاحر إنتاج الفحم، فشكل الحبوب الطبيعي لا يسمح للهواء بالدخول إلى قلب الأكوام بشكل طبيعي، ويزيد تكوّن العفن على سطح أكوام الحبوب من احتباس الهواء، وعدم تهوئة نقاط متفرقة في الداخل.

بالتالي تبدأ عملية التفحم هناك، ومعها ترتفع الحرارة بشكل طبيعي، ويزيد من ارتفاعها عدم وجود تهوئة مناسبة حتى تصل حرارة بعض النقاط إلى 700 درجة مئوية فتشتعل النيران مباشرةً من دون تدخل خارجي.

ألسنة اللهب ستبدأ باستهلاك الحبوب الجافة من حولها وتشتد أكثر من دون أن تنطفئ بشكل طبيعي. لذلك، فاستخدام المياه لإخماد نيران مشتعلة في الصوامع، من دون التخلص من أكوام الحبوب سيؤدي وبشكل طبيعي إلى انطفاء النيران بشكل أولي.

ومن بعدها تتحضر لجولة ثانية أكثر شدة بسبب تحفيز المياه المتسرّبة إلى قلب الأكوام لعملية كيميائية أخطر وأسرع وهي التخمّر.

هذا التفاعل يُنتج الغاز الطبيعي القابل للاشتعال بشكل أسرع من الفحم. حتى قطع الهواء بشكل كلي عن أكوام الحبوب باستخدام الأتربة لن يخدم عملية إطفاء النيران في المرفأ، لأنها ستطلق عمليات أشدّ خطورة وهي "التخمر اللاهوائي"للحبوب الذي ينتج الغاز الطبيعي المعروف بالـ"ميثان".

بالتالي سنكون أمام تشكل جيوب غازية داخل الحبوب تنفجر كلّما ارتفع الضغط فيها إلى نقطة معيّنة وتعود للاشتعال مرة تلو الأخرى.

أما الخطر الأكبر بهذه الطريقة فيكمن في زيادة تصدّع الإنشاءات المتضرّرة، وتصبح احتمالات وقوع انهيار غير مسيطر عليه أكبر.


علمياً، نحن أمام حلّ واحد وهو التخلص من كلّ الحبوب الموجودة بالطرق الهندسيّة الممكنة، إما عبر سحبها، أو هدم الصوامع فوقها ومن ثمّ جرف الردم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار