توظيف الترسيم في الطموحات الرئاسية! | أخبار اليوم

توظيف الترسيم في الطموحات الرئاسية!

| الأربعاء 03 أغسطس 2022

"النهار"- روزانا بومنصف

لا يعتقد سياسيون في ضوء الكلمة التي القاها رئيس الجمهورية ميشال عون في عيد الجيش وتمنيه الا تعرقل انتخابات الرئاسة كما تشكيل الحكومة ان عون اقتنع بفكرة عدم امكان وصول صهره الى الرئاسة.

ففي السعي المحموم الواضح الى انجاز ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل بسرعة وقبل انتهاء عهده الذي دخل في النزاع الاخير طموح الى امكان توظيف ذلك كمكسب ذريعة انه ووفقا لما انجزه يستحق ان تكون له ارجحية في تحديد من يخلفه في موقع الرئاسة لا سيما اذا تم تعجيز الداخل والخارج من فراغ يزيد الانهيار انهيارا واضطرارا الى الرضوخ لخياره . وهو سبق ان قال في حديث صحافي انه يحق له ان تكون له كلمته المؤثرة على هذا الصعيد وهو لن يستسلم لفكرة العجز عن تسليم رئاسة والقيام بالمستحيل من اجل ذلك . وينسحب الاحتمال على "حزب الله" والتوظيف للهدف نفسه من باب ان الحزب الذي ، لولاه لما خضعت اسرائيل وفق منطقه للترسيم الحدودي وفق شروط لبنان ، يحق له الرأي الحاسم وكذلك الامر بالنسبة الى ايران التي يعود اليها الفضل في السماح للبنان بان يذهب الى اتفاق حول الحدود البحرية . لا قيمة للمواصفات التي يفترض ان يتمتع بها الرئيس المقبل بل حسابات سلطوية فقط بناء على تجارب عون منذ 1989 وبناء على حسابات الحزب وايران في ضوء الذهاب الى المستحيل من اجل عدم انسحاب خسارة الاكثرية النيابية خسارة رئاسية ايضا، يضاف ايضا على هذا الصعيد بالنسبة الى ايران التحدي الكبير الذي تواجهه في العراق من باب الكباش الشيعي الشيعي واولوية الولاء للعراق . فخسارة ايران ولو جزئيا في العراق تكبر مخاوفها من خسارة في مواقع نفوذها الاخرى كذلك علما ان العراق يحتل اولوية قصوى بالنسبة الى ايران لا يضاهيها اي منطقة نفوذ منافسة .

يملك الحزب اوراقا اخرى غير باسيل الذي ستكون كلفته السياسية اكبر بكثير من كلفة الرئيس عون وفقا لمصادر سياسية وديبلوماسية عدة ، ولكنه ورقة كبيرة للمساومة في ظل هذه المعطيات ومن اجل ارضاء عون واستمرار الحاجة الى الحليف المسيحي الذي بات يزايد على الحزب في اهمية "المقاومة " ودورها . اذ يعتقد هؤلاء انه اذا قدر للحزب ان يقرر في الموضوع الرئاسي بكلفة اقل فهو يفضل ان يتم انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه توازيا مع سعيه الى الحصول منه على ضمانات لجبران باسيل من اجل ان يقبل الاخير بدعمه لا سيما بعد رفع الاخير سقفه التفاوضي باعتبار نفسه صانع رؤساء ، حيث اكثر ما يمكن ان ينطبق ذلك على منح فرنجيه اصوات كتلته المسيحية ، في حين ان اي مرشح اخر يمكن ان يحصل على اصوات من الكتل المسيحية الاخرى . والخيار الاخر امام الحزب في حال كان صعبا جدا ايصال مرشحه، هو قدرته على ممارسة الفيتو على خلفية ان عملية تعطيل الانتخابات ستثقل عليه ولن يمكنه تكرارها مجددا في حين يستطيع ان يمنع توافر النصاب لانتخاب رئيس جديد لا تأمين النصاب لانتخابه .

ثمة مواصفات للرئيس المقبل يتفق عليها رؤساء البعثات الديبلوماسية المؤثرة مع ما اعلنه البطريرك الماروني بشارة الراعي لجهة قدرته على جمع اللبنانيين اولا وتوافقهم من حوله وتمتعه بالقدرة على ان يكون مقبولا خارجيا ويمكنه من ايصال صوت لبنان الى الخارج . لكن ثمة شكوك ان يؤخذ ذلك في الاعتبار . ويرى البعض ان السؤال الاساسي هو من في الخارج سيكون له الدور للعب او للتأثير في هذا الاطار . اذ ان اقتناع اهل السياسة في لبنان بان الامر لا يتصل فقط بالرغبات او بالقدرات الداخلية فحسب يدفع الى انتظارات وراء الكواليس لتوافق خارجي يتم ايجاد اخراج له في توافقات داخلية او عبر المجلس النيابي. واذ يثار على سبيل المثال اسم رجل الاعمال المصرفي سمير عساف الذي يحضر اسمه في الصالونات السياسية والديبلوماسية كمرشح رئاسي من جعبة الرئيس ايمانويل ماكرون فانما يشكل ذلك نموذجا لاستحضار الخارج او تدخله في الاستحقاق الرئاسي من جهة ومن اجل استثارة رفض عفوي لهذا التدخل ولاسقاط "باراشوتي" لمرشحين مجهولين بالنسبة الى الغالبية العظمى من اللبنانيين وحتى من السياسيين .

ومع ان مصادر ديبلوماسية فرنسية كانت نفت ل" النهار " في وقت سابق انخراط فرنسا في لعبة اسماء المرشحين على ما يتردد في الاوساط السياسية ، فان الامر لا يقنع ذلك غالبية سياسية ترى ان التدخل الفرنسي حتمي من باب ان فرنسا هي اكثر من يهتم بلبنان راهنا . ولكن كون باريس الاكثر اهتماما لا يجعلها الاكثر تأثيرا باعتبار ان كل من الولايات المتحدة والمملكة السعودية يتمتعان بالقدرة على ان يكون لكل منهما رأي في الرئاسة اللبنانية . واللقاءات التي عقدت مع الرئيس الاميركي في جدة اخيرا وكذلك اللقاء بين الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارته الاخيرة لباريس كانت موضع اهتمام لا سيما من هذه الزاوية بالذات .

يقول مطلعون ان الوقت مبكر على حسم الموضوع الرئاسي فيما ان السعودية لم تبد اهتماما لا برئاسة الحكومة بعد الانتخابات ولا بتشكيلها ربما من اجل ان تحفظ لها كلمة اساسية لها في الانتخابات الرئاسية في حين ان الولايات المتحدة هي في مرحلة ان الانتخابات تهمها ولكن لا وقت لديها لها ولا رأي راهنا . لكن الملفت عدم اهمالها ان يحصل الترسيم الحدودي وبذلها جهودا لان يجري ذلك بسرعة من دون ممانعة ان يحصل عون في نهاية عهده على انجاز ما تعويضا له عن العقوبات على صهره التي تشكل عائقا رئيسيا لوصوله ، اقله في نظر عون في تجاهل كلي لحجم الرفض الداخلي والخارجي الذي يمكن تجاوزه في فلسفة عون اذا تأمين الدعم من الافرقاء الاساسيين .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار