حقيقة مرفأ بيروت... في مذكّرات ماكرون أو في "حشوة" المدافع و"هدير" الطائرات!؟ | أخبار اليوم

حقيقة مرفأ بيروت... في مذكّرات ماكرون أو في "حشوة" المدافع و"هدير" الطائرات!؟

انطون الفتى | الخميس 04 أغسطس 2022

شديد: توازن الرّعب النووي يمنع الحرب الشاملة بين الجبابرة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن أن لا جهة دولية تدفع بالملموس، باتّجاه الحقيقة في ملف انفجار مرفأ بيروت، التي يبدو أن ظروف إعلانها لم تنضج بَعْد، والتي من المُمكن أن لا تنضج أبداً إلا بعد عقود، وفي مذكّرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ربما، تطلّ الذّكرى الثانية للانفجار، وسط أجواء دوليّة شديدة الاضطّراب، تزخر بسلوكيات روسيّة - صينيّة شديدة الفوضوية، ولا تحترم أي قواعد.

 

مرفأ بيروت

أكثر ما نلاحظه، في الظّروف الدولية الرّاهنة، هو تقلُّص فرص الاتّكال على أي جهة خارجيّة، يُمكنها أن تجد مصلحة لها في تحقيق العدالة، في أي ملف، ومن ضمنها انفجار مرفأ بيروت.

فهل نتّكل على الغرب مثلاً، الذي لا همّ لديه حالياً، سوى مُقارَعَة روسيا في أوكرانيا، وطردها من اقتصاداته كلياً، ومهما كثُرَت المقايضات الجانبيّة في أكثر من منطقة وإقليم، لتحقيق تلك الأهداف؟ أو هل نتّكل على روسيا، في توفير الحقيقة والعدالة، فيما لا هاجس لدى الروس سوى "مَسْح" أوكرانيا عن خريطة العالم، بتعامٍ تامّ عن أي حقّ وعدالة؟

 

فوضى عالميّة

وهل نتّكل على الصين، لتأمين الحقيقة والعدالة لضحايا مرفأ بيروت، رغم أن زيارة أميركية واحدة، قادرة على التسبُّب بهجوم صيني دموي على تايوان، قد يُشبه مشاهد "نزالات" عصور ما قبل الحضارة؟

أو هل نتّكل على دول "شقيقة" للبنان، للدّفع باتّجاه الحقيقة والعدالة فيه؟ فتلك الدول تُطالب نهاراً وليلاً، بوضع حدّ للإرهاب الإيراني، وللممارسات الميليشياوية الإيرانية في المنطقة، لنجدها مُنضوية مع روسيا في اتّفاق "أوبك بلاس"، وذلك رغم أن موسكو تستعمل هذا الاتّفاق كسلاح سياسي واقتصادي، في الطريق لـ "مَسْح" أوكرانيا عن الخريطة، من دون أي عدالة.

وهو الاتّفاق نفسه، الذي يتسبّب بزيادة الأزمات الاقتصادية في أفقر دول العالم، وليس في الغرب فقط. وبالتالي، هل ننتظر العدالة ممّن لا يحترمون، ولا يريدون أن يحترموا أي قواعد، في مناوراتهم السياسية بين الغرب والشرق، وممّن يجدون فرصهم، في الفوضى العالمية الحاصِلَة منذ أشهر؟

 

ستار حديدي

أشار سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد الى أن "النّظام العالمي الذي عشنا على وقعه خلال العقود الماضية يتغيّر، سواء بما يحصل في أوكرانيا، أو بأصوات المدافع والطائرات الصينية حول تايوان. وبالتالي، نحن أمام نظام عالمي جديد يخرج من حروب، ومن أزمات حادّة جدّاً. ولا بدّ من الانتظار بعض الوقت، قبل رؤية نتائجه العسكرية والاقتصادية مستقبلاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الولايات المتحدة الأميركية "رأس حربة" في فريقها العالمي، مع أوروبا طبعاً. وفي الضفة الأخرى، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يرغب باسترجاع أمجاد الأمبراطورية الروسية، وموقعها الجغرافي. بالإضافة الى الصين، وهي القوّة الاقتصادية والعسكرية الكبرى، التي تطمح الى مزيد من الأدوار العالمية أيضاً، والى إلغاء الزعامة الدولية لواشنطن. هذا مع العلم أن هناك ستاراً حديدياً في كلّ من روسيا والصين، لا يسمح بمعرفة ما في داخلهما تماماً".

 

مشلولة

ورأى شديد أن "مخاطر اندلاع الحروب موجودة. ولكن توازن الرّعب النووي، يمنع الحرب الشاملة، بين الجبابرة. وربما نكون أمام مجموعة من الحروب، قد نرى نتائجها بعد أعوام قليلة، أي عندما تتوضّح الرؤية حول أساس وكيفية تركُّز النّظام العالمي الجديد".

وأكد أن "الأمم المتحدة باتت مشلولة تقريباً. فهي عاجزة عن الحدّ من الحروب، وعن تركيز السلام، وهي تحوّلت الى أداة تُستَعمَل عند توفُّر مجالات الاستعانة بها من قِبَل الدّول، لترتيب وضع معيّن. ومن غير الواضح حتى الساعة، أي نظام عالمي جديد سينتج مستقبلاً، ولا أي أمم متّحدة جديدة، فيما الاقتصاد سيلعب دوراً أساسياً، في الشّكل العالمي الجديد، وسيكون بمستوى الجوانب العسكرية".

 

الحياد

وردّاً على سؤال حول أن بعض دول المنطقة توقّع اتّفاقيات مع واشنطن، حول الـ 5 والـ 6 "جي" الأميركيّة، وتحصل على صواريخ "باتريوت" و"ثاد" الأميركية، بموازاة احتفاظها بمناوراتها السياسية والاقتصادية مع روسيا، في اتّفاق "أوبك بلاس"، أجاب شديد:"قد يكون "أوبك بلاس" بيد روسيا حالياً. ولدى تلك الدول مصالحها الخاصّة أيضاً. ولكن قد يتغيّر الوضع بعد عام أو أكثر، أي عندما تجهز مشاريع الطاقة البديلة في أوروبا، وحول العالم، أو بحسب الشكل الذي قد تتطوّر فيه الأمور، سواء في أوكرانيا، أو تايوان".

وأضاف:"في الوقت الرّاهن، ستحصل تلك الدول على الـ 5 والـ 6 "جي"، وعلى الأسلحة من واشنطن، بموجب صفقات مدفوعة الثّمن. أما مستقبل اتّفاق "أوبك بلاس"، فمن المُبكر البتّ به منذ الآن".

وختم:"الشرق الأوسط سيتأثّر بالمتغيّرات العالمية الحالية كثيراً. وبما أن المستقبل ليس واضحاً، تبقى القاعدة الأساسية لدول مثل لبنان، ولغيره أيضاً، هي أن "عند تغيير الدول إحفظ رأسك". ومن هذا المُنطَلَق، يتوجّب جعل الحياد سيّد الموقف، في الوقت الحاضر".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار