دولة "يروحوا يبلّطوا البحر"... "حكومة المهمّة" لن تُبصِر النّور أبداً ولا ما يُشبهها! | أخبار اليوم

دولة "يروحوا يبلّطوا البحر"... "حكومة المهمّة" لن تُبصِر النّور أبداً ولا ما يُشبهها!

انطون الفتى | الخميس 04 أغسطس 2022

مصدر: فرنسا تمهّد لسيطرة الفساد على لبنان خصوصاً إذا دخلنا مرحلة الفراغ الرئاسي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في عودة بالذّاكرة الى الظّروف التي أحاطت بلبنان، خلال الأسابيع والأيام الأخيرة التي سبقت انفجار مرفأ بيروت، في 4 آب 2020، نتذكّر التحذيرات الدولية المتكرّرة، لا سيّما تلك التي أُطلِقَت على لسان وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، جان إيف لودريان، الذي تحدّث جهاراً عن خطر زوال لبنان، إذا استمرّت الأوضاع فيه على ما كانت عليه، من فساد، ورفض للإصلاحات، وجمود في التفاوض مع وفد "صندوق النّقد الدولي"... الى جانب رفض أي نقاش داخلي حقيقي حول ضرورة إنهاء حقبة الدّعم، وحول ضبط الحدود، ووقف التهريب... مع إصرار بعض الأطراف الداخلية على تحميل مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي، للولايات المتحدة الأميركية، ولشروطها السياسية حصراً، مع تشديد تلك الجهات على وجوب التوجُّه شرقاً، مع الحديث عمّا ينتظر لبنان من فرص في الصين، وإيران، وروسيا.

 

"تبليطة"

كما نتذكّر في الوقت عينه، دولة "يروحوا يبلّطوا البحر"، التي لطالما كانت تتحكّم بلبنان، والتي "انتعشت" كثيراً في مرحلة ما بعد الانهيار الاقتصادي والمالي الخانق، في خريف عام 2019. وهي الدولة نفسها التي رفضت حكومة "التكنوقراط"، ودولة تكريس "القديم على قدمه"، و"اللّي مش عاجبوا يضرب راسو بالحَيْط"، التي هي بدورها دولة "نيترات الأمونيوم"، الذي "تربّى" بـ "عزّها"، على مدى سنوات وسنوات، وفق منهجيّة أن "اللّي ما بيعجبوا يروح يبلّط البحر".

وبقيَ بعض من في لبنان "يبلّطون البحر"، الى أن "تبلّط تبليطة" كبرى، وانفجر في 4 آب 2020، في وجه الشعب اللبناني الذي دفع الأثمان الكبرى من حياته، وصحته، ومسكنه، ومستقبله... وهو لا يزال يدفع، حتى الساعة.

 

دولة "النيترات"

ولعلّ أكثر ما يُبكي ويُدمي القلب، هو أن الاهتمام الدولي الذي سلك طريقه الى لبنان، بعد انفجار ٤ آب ٢٠٢٠، ما كان اهتماماً به، ولا بشعبه، بل بكيفية رسم الخطوط الدولية الحمراء الجديدة، لدولة "يروحوا يبلّطوا البحر" فيه (لبنان)، لا أكثر.

وأبرز مثال على ذلك، هو زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، بعد يومَيْن من الانفجار. تلك الزيارة التي أتت بردّة فعل عكسية على البلد، وشعبه.

فلا "حكومة المهمّة" أبصرت النور، حتى الساعة، ولا ما يُشبهها، كنتيجة لزيارته. وانحصرت نتائج حراكه في بلادنا، بتأكيد غير مقصود لأمر أساسي، وهو أن "تحرير" لبنان، وإرساء العدالة فيه، "مهمّة مستحيلة"، لصالح دولة "يروحوا يبلّطوا البحر"، دولة "النيترات"، أكثر من أي شيء آخر.

 

الفساد

رأى مصدر واسع الاطلاع أن "لا سبيل للتفاؤل بأن مسؤولاً لبنانياً سيتحمّل المسؤولية، في أي شيء".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "السبب في ذلك، هو ما تمارسه بعض الدول الكبرى على الساحة اللبنانية. ففرنسا مثلاً، توفّر الدعم لإحدى الشخصيات اللبنانية حالياً، بما يساعد على عدم تشكيل حكومة. وهذا تمهيد، يسمح للفساد بالسيطرة على لبنان كلياً، بعد أشهر، خصوصاً إذا دخل البلد في مرحلة من الفراغ الرئاسي".

 

"غَزَل"

وشدّد المصدر على أنه "لا يمكن الصّمت عن ذلك، ولا عن الأفكار التي تطرحها بعض الشخصيات الأجنبية في لبنان، وهي (الأفكار) نفسها التي تحكّمت بالمنهجية الحاكمة في البلد، في المرحلة التي سبقت ٤ آب ٢٠٢٠".

وختم:"العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت، رهينة "الغَزَل"، بين بعض الأطراف المحلية والخارجية. فالانفجار "قتل" لبنان، على أكثر من مستوى، من دون أي تحرّك، وفي ظلّ غياب أي نيّة بالتحرّك".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار