تدويل انفجار المرفأ ولو متأخّراً | أخبار اليوم

تدويل انفجار المرفأ ولو متأخّراً

| السبت 06 أغسطس 2022

يرفضون أيّ دعوة لوقف مسار العدالة

"النهار"- أحمد عياش

لم تكن هناك خلاصة أبلغ مما انتهت إليه الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت. فهي أظهرت أهمية التوجه الى التحقيق الدولي في بداية مسار يفضي الى العدالة الدولية التي لن يقف في وجهها هذا الصلف الداخلي، الذي أخذ هذه القضيّة الى متاهة الانقسام الطائفي والمذهبي والسياسي، وكأن ما حدث في 4 آب 2020، حدث عادي وقع قضاءً وقدراً!

عندما انطلقت حركة تدويل التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، أثمرت في نهاية المطاف نشوء المحكمة الدولية الخاصة التي أدانت قياديين في "حزب الله" بارتكاب الجريمة.

السؤال اليوم، وسط ركام الانفجار الذي دمّر ثلث بيروت قبل عامين: هل من جدوى في الذهاب نحو تدويل التحقيق في هذا الانفجار ولو متأخراً، وأمامنا نموذج محكمة الحريري التي أوصلت جريمة اغتياله الى الحكم لكن مع وقف التنفيذ؟

ليس سهلاً طرح مثل هذا السؤال على آلاف العائلات التي فقدت أفراداً منها، أو أصيب آخرون بجروح لم تندمل حتى اليوم، إضافة الى عشرات الألوف من المتضرّرين في هذا الانفجار الذي هو أحد أقوى التفجيرات غير النووية المسجّلة على الإطلاق. فهؤلاء ومعهم أكثرية اللبنانيين، يرفضون أيّ دعوة لوقف مسار العدالة، حتى ولو بدا هذا المسار اليوم سراباً.

يعود الرئيس فؤاد السنيورة الذي قاد عبر حكومته الأولى عام 2005، بعد أشهر على جريمة اغتيال رفيق الحريري، مرحلة التحقيق الدولي وصولاً الى قيام المحكمة الخاصة، الى تفجير مرفأ بيروت الذي هو "من أكبر التفجيرات غير النووية التي حصلت في تاريخ العالم" كما يقول، فيوضح "إننا كرؤساء حكومات سابقين، في صباح اليوم التالي لوقوع الجريمة، أي في الخامس من آب، أصدرنا بياناً طالبنا فيه الحكومة بوجوب تعيين لجنة تحقيق دولية نظراً لما يكتنف هذا التفجير الكبير والخطير من أشياء مريبة وشكوك". أضاف: "وقد تبيّن لنا في ما بعد، صحّة هواجسنا وصوابية موقفنا، وذلك من خطورة الملابسات التي ظهرت وتبيّن أنها تحيط بهذا التفجير. كيف أتت هذه الباخرة إلى لبنان، ولماذا وكيف أفرغت حمولتها في المرفأ، وكم كانت كمّيتها عندما أفرغت، وكيف كان يجري سحب وإخراج كمّيات كبيرة من تلك المواد إلى خارج المرفأ، بحيث يقدّر حجم التفجير بما يعادل 20% من المواد التي أنزلت وإلى أين خرجت تلك الكميات ولماذا؟" وقال: "على ما يبدو، لقد أخرجت تلك الكمّيات لخدمة أغراض ينبغي التحقق منها وربما استعملها البعض في البراميل المتفجرة التي كان يستخدمها النظام السوري أو غيره، كل هذه أسئلة ينبغي الإجابة عنها".

مجدّداً، هل من داعٍ لتكرار الدعوة الى تدويل التحقيق في انفجار المرفأ، على الرغم من احتمال أن تشملها نبوءة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله عندما قال ذات يوم بشأن التحقيق في اغتيال الحريري إن الحزب لن يسلّم المتّهمين في حزبه للقضاء ولو بعد مئة عام وأكثر؟
هذا الاحتمال موجود، لكنه يبقى أقل خطراً من المراوحة الراهنة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار