الحرب في غزة... رسالتُها الأخرى موجّهة إلى "حزب الله" | أخبار اليوم

الحرب في غزة... رسالتُها الأخرى موجّهة إلى "حزب الله"

| الثلاثاء 09 أغسطس 2022

"النهار"- أحمد عياش

من الصعب معرفة مَن انتصر أو مَن خسر في حرب الأيام الثلاثة التي شهدها قطاع غزة. فعلى ضفتيّ هذه الحرب، هناك حديث عن انتصار لكل من الفريقين، الى حد ان حركة "الجهاد الإسلامي" التي استهدفتها إسرائيل، وصفت ما انتهت اليه الجولة بـأنه "انتصار تاريخي". أما الجانب الإسرائيلي، وبلسان رئيس الحكومة يائير لبيد، فقد قال ان الحرب انتهت، لأن أهدافها من الناحية الإسرائيلية قد تحققت.

في موازاة ذلك، ما يهم لبنان في هذه الحرب أو سواها، هو مدى تأثّره بنتائجها تبعاً لموقف " حزب الله" من هذه الحرب او سواها، والتي تدور رحاها في ساحة فلسطينية محسوبة على إيران. ولطالما وصفت حركة "الجهاد الإسلامي" بأنها "حزب الله" الفلسطيني، تماما كما هي حال النسخة اللبنانية من هذا الحزب، فكلاهما مرتبط عضويا بطهران، وتحديدا "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.

والآن ما قصة "التهديد الإسرائيلي" الموجّه ضد "حزب الله" كما ورد في عنوان المقال؟
جواباً، أوردت صحيفة "النيويورك تايمس" غداة التوصل الى اتفاق لوقف النار في حرب غزة الآتي: "قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، صوّر المحللون الإسرائيليون إلى حد كبير الحادثة (حرب غزة) على أنها انتصار، وحتى تحذير لأعداء إسرائيل الآخرين في المنطقة - وبخاصة حزب الله، الميليشيا الإسلامية في لبنان - من المصير الذي ينتظرهم إذا دخلوا هم أيضا في قتال واسع النطاق مع إسرائيل في المستقبل القريب".

على المقلب الآخر، أي "حزب الله"، لفت الأمين العام حسن نصرالله في إطلالته الوحيدة خلال الحرب الى شبهة سعي إسرائيل الى توريط حزبه فيها، فقال: "أخطأ العدو بأن قام باغتيال قائدَي حركة الجهاد. ويخطىء حينما يتوجه بالخطاب إلى لبنان عندما يظن أنه يستطيع ترهيبنا". وأضاف: "أنا أقول له لا تخطىء التقدير كما يحصل معك في غزة... لا تخطىء التقدير مع لبنان فكل ما تقوله أو تفعله لا يمكن أن يؤثر لا في معنوياتنا ولا في قوّتنا".

إذاً، أصبح من المؤكد ان الشق اللبناني من حرب غزة، معزز بالادلة من جانبيّ إسرائيل و"حزب الله" على السواء. ولعل هذا ما يفسر لماذا اختار قائد "فيلق القدس" الجنرال اسماعيل قاآني الحديث عن قوة "حزب الله" في مناسبة حرب غزة والتي يفترض ان تكون محور كلامه. فهو قال: "أبناء حزب الله (ابناء جبهة المقاومة) يخططون لتوجيه الضربة الأخيرة للكيان الصهيوني في الوقت المناسب". وأضاف: "ان ابناء حزب الله بقضائهم على هذا الكيان المزيف سيحققون أمل الامام الخميني ألا وهو محو اسرائيل من الخريطة والكرة الأرضية". وخلص الى القول: "إن جمهورية إيران الإسلامية تدعم قوات حزب الله بقدر ما تستطيع، رغم انهم حققوا تقدمًا جيدًا وفقًا لقدراتهم الحالية التي توفر جميع حاجاتهم داخليا"، لافتا الى انه "في حرب الايام الـ 12 (حرب تموز 2006) اطلق حزب الله أكثر من 3 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل، وكل هذه الصواريخ صُنعت من قِبل حزب الله".

إنها الحرب في غزة، أما رسالتها الأساسية فموجهة الى لبنان. وخلال إضاءتها على موقف نصرالله من حرب غزة، إستعادت وسائل إعلام إسرائيلية تحذير مسؤولين كبار في مؤتمر لمجلس الوزراء الأمني الاسرائيلي الأربعاء الماضي من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في النزاع الحدودي البحري مع لبنان، فقد يتم جرّ إسرائيل إلى صراع عسكري مع "حزب الله"، حسبما ذكر موقع "واللا" الإخباري. ولفتت هذه الوسائل الى ان كبير المستشارين الأميركيين لأمن الطاقة آموس هوكشتاين، يساعد في التوسط في محادثات بشأن النزاع منذ أكثر من عام. ووفقا لهوكشتاين، فقد وافق لبنان على إسقاط مطالب السيطرة على جزء من حقل كاريش، مقابل السيطرة الكاملة على حقل قانا للغاز الذي يمتد أيضا بين المناطق الاقتصادية البحرية للبلدين.

بالعودة الى "النيويورك تايمس"، فهي كتبت تقول: "يبدو أن الهدنة تنهي صراعا استمر ثلاثة أيام في غزة، وبالكاد تغيّر الوضع الراهن في إسرائيل والأراضي المحتلة، لكنه كشف عن انقسامات بين الميليشيات الفلسطينية المتنافسة...القتال كشف عن توترات متصاعدة بين الجهاد الإسلامي، الميليشيا التي قادت المعركة الأخيرة ضد إسرائيل، وحماس، الميليشيا التي تدير غزة، والتي اختارت البقاء على هامش الصراع. وشعرت حركة الجهاد الإسلامي بالحرج من مقاطع الفيديو التي أظهرت على ما يبدو أن صواريخها تتعطل وتضرب المناطق المدنية في غزة". وخلصت الصحيفة الى القول: "من الناحية الموضوعية، سيفوز الإسرائيليون إذا صمد وقف إطلاق النار". وقال إبرهيم دلالشا، مدير مركز هورايزون، وهو مجموعة أبحاث سياسية فلسطينية: "لقد عزلوا الجهاد الإسلامي. بخلاف القول بأننا أطلقنا الصواريخ، فإن الجهاد الإسلامي ليس لديها حقا أي شيء ملموس لتقوله للناس. وحماس لم تشارك لأن لديها الكثير لتخسره، وهو إنجاز لإسرائيل".

قد يتفق البعض مع "النيويورك تايمس"، وقد يختلف معها البعض الآخر. لكن ما يبدو واضحا هو ان عبء المواجهة الفعلية بين محور المقاومة الذي تدعمه إيران، وبين إسرائيل، صار اليوم ملقى على عاتق "حزب الله". هذا ما انتهت اليه حرب غزة الجديدة، فاتحة الأفق على ما ستكون عليه حرب لبنان، إذا ما وقعت!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار