جنبلاط "يُكوّع" 90 درجة.. و"اعلان نوايا" مع الحزب؟ | أخبار اليوم

جنبلاط "يُكوّع" 90 درجة.. و"اعلان نوايا" مع الحزب؟

شادي هيلانة | الثلاثاء 09 أغسطس 2022

الكفّ عن فتح الجبهات التي تضيق على البلد وأهله

شادي هيلانة – "أخبار اليوم"

إنقلب على ما يبدو  رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بين ليلة وضحاها، والانقلاب دمٌ يسري في عروقه، لا يستطيع الفرار منهُ، وهو بالطبع لن يكون الاخير، بحيث اخذ قراره بالانتقال من ضفة "المواجهة" الى ضفة "المهادنة" مع حزب الله.

فتح جنبلاط باباً واسعاً للجدال السياسي، وكثرت التحليلات بعد كلامه امس، اذ قال في حديثه التلفزيوني، أنّهُ لا بد من الحوار مع الحزب، بإعتباره ضمن نسيج المجتمع اللبناني، كاشفاً عن نوع المعادلة التي يسعى لإرسائها معهُ، وبدا انّهُ متمسك اليوم بسلاح الحزب أكثر من أي وقتٍ مضى باعتبار أنّ هناك خطراً إسرائيلياً يُهدّد لبنان.

بشكلٍ او بآخر مواقف جنبلاط هذه، توحي بأنّهُ حذرٌ في تقاربه من الحزب، مِمّا يُريح الاخير، اذ يبدو ان زعيم المختارة قرر تدشين معاركه في تحوله غير المفاجئ، ضد البطريرك الماروني بشارة الراعي، عندما اعتبر في حديثه انّ "الحياد" والعدو الإسرائيلي على الأبواب، هرطقة سياسية. 

توازياً، اعلن جنبلاط اختلافه مع القوات اللبنانية، اذ مرر اكثر من انتقاد ضمني لاذع لسياستها ولرئيسها سمير جعجع اكثر من مرة في المرحلة الاخيرة، كما اشار الى انّهُ لا يتفق مع القوات في الكثير من الامور بإستثناء الثوابت الاساسية او الخطوط العريضة.

وتُفسِّر مصادر مُتابعة للملف، أنّ جنبلاط اعتاد التقلبات في تموضعه عند الإستحقاقات الكبرى، وهذا ما يفعله على أعتاب الإستحقاق الرئاسي وموضوع ترسيم الحدود واستخراج الغاز، لافتةً إلى أنّ التواصل بين جنبلاط والحزب، سيستمر لا سيّما في الاشهر المُقبلة، طالما انّ جنبلاط بات مُقتنعاً اكثر من ايّ وقتٍ مضى انّه لا مهرب من الحوار مع الحزب خصوصاً في الامور المصيريّة، وربما بعدها "اعلان نوايا"، بحسب المصادر نفسها، لا بل اكثر التوجه الى إختيار إسم موحد للرئاسة الاولى دون تدخل السفارات على حدّ قوله، يضاف الى ذلك المشكلة مع عشائر خلدة التي سيلجأ اليهِ الحزب لحلها بشكلٍ نهائي في اللقاء المباشر المُرتقب بين الطرفين.

بالنسبة للمراقبين، فإنّ التقارب بين الإشتراكي والحزب، نصيحة  "عين التينة" لـ"وليد بيك"، في إطار "الحاجة أُم الاختراع"،  وذلك انّ الاثنين يحتاجان لبعضهما البعض على صعيد كبير. ولهذا، يبدو الحفاظ على التوازن السياسي طاغياً، فلا مشاكل جوهرية مع الحزب، في حين أنّ الشخصية التي يُواجه بها جنبلاط، أيّ الوزير السابق وئام وهاب، تعتبرُ من ضمن البيت الدرزي الواحد، أي أنها ليست عنصراً دخيلاً لضرب المختارة وإنهائها كما تم الترويج لهُ في الانتخابات النيابية الاخيرة لِشّد العصب الشعبي والمذهبي. 

وعلى المقلب عينه، يتحدث المحيطون بجنبلاط عن ضغوط يتعرض لها "البيك" من قواعده الشعبية، في حثّه على التهدئة، للحفاظ على المختارة ورفضه لمنطق الحرب في هذه المرحلة الدقيقة، ووفق المحيطين انّ خطورة الاستمرار في المواجهة والتصادم مع الآخرين، لم يعد بالمقدور تحمل تبعاتها، والدعوة  قائمة الى الكفّ عن فتح الجبهات التي تضيق على البلد وأهله.

 

 

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة