ترسيم الحدود بعيد المنال... ولا يمكن التنازل مجانا | أخبار اليوم

ترسيم الحدود بعيد المنال... ولا يمكن التنازل مجانا

عمر الراسي | الخميس 11 أغسطس 2022

ترسيم الحدود بعيد المنال... ولا يمكن التنازل مجانا
كان يمكن للبنان ان يتمسك بالخط 29 ويعدل حدوده في الامم المتحدة

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

اتخذ ملف ترسيم الحدود في الاسابيع الاخيرة منحى ايجابيا، حيث هناك ضخ للاجواء التفاؤلية ما يوحي ان الموضوع قد انتهى ولم يبق الا التوقيع!.. "لكن الواقع لا يقود الى الكثير من التفاؤل، لا بل ما زلنا في فصل من فصول المماطلة وتضييع الوقت والتسويف" بحسب خبير في التفاوض.
واذ ينطلق الخبير في مقاربته انه لا يمكن الوثوق بالاسرائيلي وما يروج له، يقول عبر وكالة "أخبار اليوم": لا بد من العودة الى الاساس، فكيف يمكن لاي طرف من اطراف التفاوض ان يطلب امرا ويأخذه كاملا، وبالتالي كيف للبنان ان يضع سقف الخط 23 وحقل قانا كاملا دون ان يقبل باي تنازل، في حين انه في علم التفاوض السقف الذي يتم الانطلاق منه في اي مفاوضات يكون خاضعا للاخذ والرد، وقد يتم التنازل عنه من اجل الوصول الى صيغة مشتركة مقبولة من جميع الاطراف.
ويضيف: طرح لبنان "الخط 23 وقانا" واعطاء مهلة اسبوعين للوسيط الاميركي ليعود بالموقف الاسرائلي ليس استراتيجية سليمة، فلا يمكن ان يكون الجواب الاسرائيلي "تكرم عيونكن".
وهنا سئل الخبير: ألم يتنازل لبنان عن الخط 29، يجيب: مشكلتنا في هذا المجال انه لا يمكن التنازل مجانا، بمعنى ان التنازل عن الخط 29 كان يجب ان يكون مرتبطا او نتيجة لقبول الطرف الآخر بالخط 23، ولكن هذا لم يحصل، واعلان لبنان مطلبه بالخط 23 ظهر كمنطلق للتفاوض، في حين انه لغاية اللحظة لم يحصل اي تنازل من قبل الاسرائيلي الذي يتمسك بالخط رقم واحد الذي هو الخط الرسمي الذي تقدمت به اسرائيل الى الامم المتحدة وعلى اساسه اعترضت على دورة التراخيص التي كان لبنان قد طرحها سابقا. ويضيف: في الواقع لم نر لغاية الآن قصاصة ورق تشير الى ان الاسرائيلي تنازل عن موقفه هذا.

وفي السياق عينه، يشرح الخبير عينه انه في علم التفاوض على اي طرف ان يساعد الآخر الى ان يأتي اليه، وذلك من خلال اعطائه حججا يستطيع ان يقدمها للرأي العام الذي يمثله تظهره انه منتصر في التفاوض، بمعنى آخر مساعدته على تطبيق نظرية victory speech ، وهذا ما لم يقدمه الجانب اللبناني.
الى ذلك، يشكك الخبير في التفاوض بان الاسرائيلي قبل بما طرحه لبنان وينتظر الاتفاق، لافتا الى ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين عبر انه يريد حفظ ماء وجه الاسرائيليين على ابواب الانتخابات عندهم، وهذا ما يدفع الى السؤال: على اي اساس قبل الاسرائيلي بانه قبل بالطرح اللبناني.
ويلفت الخبير الى انه كان يمكن للبنان ان يتمسك بالخط 29 خصوصا وان القانون الدولي الى جانبه كما يمكن الارتكاز الى ترسيم الحدود بين كينيا الصومال في تشرين الاول الفائت.
وعن الضغوط التي يمارسها حزب الله، يقول الخبير: لا شك ان مواقف حزب الله تساعد في الملف لا سيما لجهة ممارسة الضغوط على اسرائيل، لكن لبنان "زرك نفسه في الزاوية" اذ كان يفترض به ان يعدل حدوده في الامم المتحدة من خلال اعتماد الخط 29 كحدود رسمية له، لكنه ترك حدوده عند 23 وصولا الى مرحلة التفاوض.
ويخلص الخبير الى الاشارة ان الاسرائيلي لن يعطي صورة سلبية امام جمهوره بانه يخضع للتهديد ويعطي لبنان ما يريده خلال فترة اسبوعين. يختم: يا ليت، لكن ليس بهذا الشكل يتصرف الاسرائيلي!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار