اللّبنانيون تغيّروا وظروف 2006 أيضاً... الحلّ برئيس "سيادي" وببروز شخصيّة شيعية "جديدة"!؟ | أخبار اليوم

اللّبنانيون تغيّروا وظروف 2006 أيضاً... الحلّ برئيس "سيادي" وببروز شخصيّة شيعية "جديدة"!؟

انطون الفتى | الخميس 11 أغسطس 2022

قاطيشا: بغير ذلك ستولّد ممارسات "حزب الله" لامركزيات واقعية وموسّعَة على الأرض

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن وجوب إعادة تأكيد ضرورة إمساك الدولة اللبنانية، بمؤسّساتها الرسمية، وبقواها الأمنية والعسكرية، هي وحدها، بملف الترسيم الحدودي البحري جنوباً، وبمستقبل مشاريع النّفط والغاز، لا بدّ من تذكير بعض المتحمّسين لإشعال الحروب، وكأنها "أكلة ملبَّس"، بضرورة التوقُّف عن "التسويق" لذلك، لأن المبادرة الى فتح حرب من لبنان هذه المرّة، قد تنتهي بإشعال حرب أهليّة في البلد، تجعل "الأعداء" يتفرّجون على اللبنانيين، وهم يتقاتلون مع بعضهم البعض، ومن دون الحاجة الى أي هجوم خارجي.

 

انتهت

فقبل "التبشير" بالحروب، لا بدّ من الجلوس الى الطاولة، ليس لبحث "الاستراتيجيا الدّفاعية" فقط، بل لمناقشة ما إذا كان يُمكن لأي لبناني أن ينزح الى أي منطقة لبنانية أخرى، وأن يجد من يستقبله فيها، كما حصل في عام 2006.

فالأوضاع المعيشية والحياتية الصّعبة، والأزمة الاقتصادية والمالية الحادّة في البلد، والحدّ الأدنى الباقي من الأزمات الوبائية، الى جانب النّفور الشعبي لدى شرائح لبنانية واسعة، من فريق الحروب، والتهديدات، والمشاكل الأمنية المتوالَدَة والمتنقّلة، كلّها عوامل ستُقفِل المناطق والمنازل أمام أي نازح، من أي منطقة كان. وهذا كلام حقيقي وملموس، ولا يُمكن التغافُل عنه، لجرّ البلد الى حروب.

فظروف عام 2006 انتهت. وما كان مُمكِناً آنذاك، ما عاد كذلك اليوم.

حتى إن التعويل على نزوح أو لجوء باتّجاه سوريا، ما عاد سهلاً تماماً. فتلك الأخيرة لم تَعُد اليوم، هي نفسها قبل 16 عاماً، إذ إن المجاعة تنخر مناطق كثيرة فيها. وهي عاجزة عن إحداث أي فارق حياتي أو معيشي لموجات النّزوح اللبنانية، من أي حرب.

 

ليس قادراً

أشار العميد المتقاعد، والنائب السابق وهبه قاطيشا، الى أن "خطاب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الحربي ليس موجَّهاً لإسرائيل، بقدر ما هو إظهار قوّة للبيئة الحاضنة لـ "الحزب". فهو يهدّد، لأنه يرى أن الاتّفاق على الترسيم البحري قد يكون مُمكناً، ويرغب بإظهار أنه (الاتّفاق) تمّ نتيجة تهديداته، في شكل سيسمح له باستثمار ذلك، أمام جمهوره".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بعد انتهاء حرب تموز 2006، قال نصرالله "لو كنتُ أعلم"، رغم الاحتضان اللبناني للنازحين من جنوب لبنان، ومن المناطق التي تعرّضت للقصف، والذين وصل عددهم آنذاك الى نحو 800 ألف نازح، سواء في لبنان، أو حتى في الداخل السوري. أما اليوم، فالداخل اللبناني ليس قادراً على احتضان أحد، لا اقتصادياً، ولا سياسياً، خصوصاً بعد التهديدات بـ 100 ألف صاروخ، وبغيرها من الأمور، فيما (الداخل) السوري يدفّق شعبه الى لبنان".

 

الفراق

وشدّد قاطيشا على أن "تهديدات "حزب الله" بإشعال حرب، تزوّر الواقع أمام الرأي العام اللبناني، وأمام البيئة الحاضنة لـ "الحزب" أيضاً، وتتعمّد التّضليل. وهي تُشبه خطابات كل الذين تاجروا بالقضيّة الفلسطينية خلال العقود الماضية، وخربوا العالم العربي، مع الأسف".

وأضاف:"ثقافة "حزب الله" مستجدّة على الساحة اللبنانية، ومُضادّة للثقافة اللبنانية، لا يقبلها اللبنانيون، ولا غالبيّة الشيعة في لبنان، وهي عاجزة عن فعل أي شيء، سوى الوصول باللبنانيين الى الفراق".

 

الصّدر

وأكد قاطيشا أن "من بين الحلول الضرورية للأزمة في لبنان، انتخاب رئيس سيادي، وبروز شخصيّة لبنانية شيعية من مستوى زعيم "التيار الصدري" في العراق، مقتدى الصدر، تُخرِج البيئة الشيعية اللبنانية من ثقافة "حزب الله". وبغير ذلك، ستولّد ممارسات "الحزب" لامركزيات واقعية وموسّعَة على الأرض، تتعاون مع بعضها، وترفع صوتها في وجهه، وتقول له إن ما عاد باستطاعة أحد أن يشاركه في هذه الدولة التي يسيطر عليها، والتي أوصلها الى الجوع".

وختم:"لن يتمكّن "حزب الله" من استعمال أسلحته وصواريخه في إطار داخلي من هذا النوع، خصوصاً أن عدداً مهمّاً من أبناء الطائفة الشيعية، سيُشاركون برفع الصوت في وجهه، في تلك الحالة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار