مخاوف من "حفلة" وعود "رئاسية" تستكمل خيبة الأمل "النيابية"! | أخبار اليوم

مخاوف من "حفلة" وعود "رئاسية" تستكمل خيبة الأمل "النيابية"!

انطون الفتى | الجمعة 12 أغسطس 2022

مخاوف من "حفلة" وعود "رئاسية" تستكمل خيبة الأمل "النيابية"!
مصدر: من يرى أن لديه خطّة لتسويقها أو تنفيذها لن ينجح في مسعاه أبداً

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"


رغم ضرورة عَدَم الاستسلام، والامتناع عن ترك البلد للمجهول، إلا أن الخوف كلّ الخوف، هو من أن نكون أمام "حفلة" جديدة من الوعود بإيجابيات، كتلك التي وُعِدنا بها خلال الأشهر القليلة التي سبقت الانتخابات النيابية، والتي صوّرت لنا أن المجتمع الدولي يراقب وينتظر نتائج ما ستخرج به صناديق الاقتراع، ليتمكّن من قول كلمته في لبنان.

إحباط
وما ان انتهى زمن "النيابية"، وفَرْز الأصوات التي أظهرت تغييراً واضحاً في المزاج الشعبي، حتى عاد الجميع الى قواعدهم، مُتحدّثين عن "انتصاراتهم" بمعزل عمّا أفرزته الصّناديق، ومن دون أي اهتمام بما سيُصيب الناس من إحباط، وصولاً الى حدّ نَسْج الاتّفاقات القديمة نفسها، لإعادة "القديم" مع "متفرّعاته"، وتمكينه من التحكُّم بأصول العمل البرلماني، وبتشكيل الحكومات، وبالاستحقاقات الرئاسية.
وهذا كلّه تمّ بحضور سفراء الدّول الكبرى، وتلك الأصغر منها، والأصغر... وبعلمهم، وبمشاركة من بعضهم، وبتوزيع ابتسامات، رغم أن الشعب اللبناني قال كلمته، فيما لا أحد يريد الاستماع إليها، لا في الداخل، ولا في الخارج، كما يبدو.

حاضنة مختلفة
وبالتالي، ما الذي يمنع تكرار السيناريو نفسه، في الانتخابات الرئاسية، هذا طبعاً إذا لم ندخل في مرحلة من الفراغ الرئاسي؟
فبمعزل عن أهميّة رفض أي مرحلة من الفراغ (الرئاسي)، شبيهة بتلك التي عرفها لبنان بين عامَي 2014، و2016 تحديداً، نظراً الى ما سيكون لها من تبِعَات على الاقتصاد اللبناني المتردّي أصلاً، إلا أننا لا نلمس حتى الساعة أي فارق حقيقي، يُمكن أن يحمله إنجاز الاستحقاق الرئاسي بحدّ ذاته، إذا لم ترافق الرئيس الجديد حاضنة سياسية وأمنية، محليّة - دوليّة مختلفة، توفّر له القدرة على الضّرب بيد من حديد، أو من فولاذ.

"مضروبة"
فأن تُنتَخَب شخصيّة من فريق "8 آذار" لرئاسة الجمهورية، هو تمديد للحصار المالي والاقتصادي، وهذا صحيح، ونعرفه منذ عام 2020. ولكن ماذا لو وصلت شخصيّة "سيادية" الى قصر بعبدا، أو "صديقة" للخطّ "السيادي" بحدّ أدنى، مُكبَّلَة بسلاسل الحوار الوطني، و"مضروبة على رأسها" بأحاديث عن إجماع وطني، وشراكة وطنيّة، ووحدة وطنيّة باتت سمِجَة منذ سنوات، لأنها ما عادت سوى ذريعة لممارسة بعض الأطراف الداخلية "احتلالاتها" للقرار اللبناني الرسمي، السياسي والعسكري؟

"تكسير الأرض"
فهل هذا سيكون تغييراً، مُعَوِّضاً للخسارة التي تعرّض لها الشعب اللبناني بعد الانتخابات النيابية، بعدما أقفلت تلك الأخيرة على إعادة الرّغبة بالتغيير الى صناديق الاقتراع، وعلى الإبقاء عليها سجينة فيها؟
وهل هذا النّوع من الرؤساء، سيشكّل فرصة لـ "تكسير الأرض" بالتغيير المُنتَظَر، أم مادّة إحباط جديدة للشعب اللبناني، تستكمل دفن رغبته بلبنان جديد، منذ الأيام الأولى التي أعقبت انتهاء "نيابية 2022"؟

مرحلة خطيرة
عبّر مصدر سياسي عن "أننا في مرحلة خطيرة في الوقت الرّاهن، سترافقنا خلال الأيام الأخيرة من المدّة الرئاسية الحالية".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ارتقاء الشعب اللبناني الى مستوى مقبول من الحكمة، خلال تلك المدّة، الى جانب تحلّي القوى السياسية المختلفة، والنّاشطة في البلد، بمستوى عالٍ جدّاً منها (الحكمة) أيضاً، وانصرافها الى محاولة البحث عن حلول، منذ الآن، قد يكون أقصى ما يُمكن أن نتمنّاه، حالياً".

لن ينجح
وبرّر المصدر "انخفاض سقف توقّعاته الإيجابية، وانتظاراته، خلال الأشهر القليلة القادمة، بعَجْز كل الأفرقاء عن تحقيق أي شيء ملموس، أو عن إحداث أي فارق في وقت قريب".
وختم:"من يرى أن لديه خطّة لتسويقها أو تنفيذها، من الآن والى ما بَعْد مدّة زمنية قريبة، لن ينجح في مسعاه أبداً، سواء بانتخابات رئاسية، أم من دونها. فالمستقبل اللبناني القريب، والأَبْعَد منه بقليل هو للتروّي، وللكثير منه، ريثما تتوضّح بعض الظروف الإقليمية، وتتبلور بعض الشّروط الدولية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار