المدارس الكاثوليكية: كيف تلتزم بالـ 515 وتؤمن الاستمرارية؟!

الاب نصر لـ"اخبار اليوم": نسعى الى اجراءات استثنائية وسنفعّل المساعدات

رانيا شخطورة- "أخبار اليوم"

لم يأخذ الهمّ التربوي والدراسي عطلة صيفية هذا العام، بل استمر مرافقا للاهالي، كانعكاس طبيعي لازمة دون افق لم تترك قطاعا او انسانا في لبنان الا وانهكته.
ومع اقتراب فتح ابواب المدارس بدءا من مطلع ايلول، يلامس الدولار سقف الـ 35 الفا، حيث لا يمكن للمعلم ان يتقاضى راتبه على اساس سعر صرف 1500 او 3900 او 8000 ل.ل. على غرار ما تفاوتت الرواتب في العام الماضي. وكانت المدارس الخاصة لا سيما الكاثوليكية منها في محاولة لتسديد جزء من هذا الراتب بالفريش دولار او رفع الراتب بما يتناسب مع الغلاء الحاصل قد حددت مبلغا يتوجب على الاهالي دفعه بالفريش ما بين 300 و600 دولار...
في المقابل، الاهالي احوالهم ليست افضل من المعلم، فاعترضوا، ورفعوا الصوت الى وزير التربية عباس الحلبي، الذي قال بعد اجتماع تربوي عقد الثلاثاء في السراي الحكومي، تعليقا على هذا الواقع: "قلت في أكثر من مناسبة، وأكرر بأن المدرسة التي تطلب قسطا بالدولار الأميركي تكون في حالة مخالفة للقانون رقم 515 ".
وينص هذا القانون على انه لا يحقّ لإدارة أي مدرسة فرض دفع القسط أو أيّ زيادات بعملة غير الليرة اللبنانية.
فهل كل تلك المدارس مخالفة للقانون؟!

يشرح امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الاب يوسف نصر، عبر وكالة "أخبار اليوم" اننا نلتزم بالقانون ولا نريد مخالفته، ولكن ايضا نريد ان نستمر، موضحا ان القانون 515 بواقعه الحالي لا يضمن هذه الاستمرارية، وفيه الكثير من الشوائب، مع العلم انه تم اقراره في ظروف معينة في العام 1996 ، ومنذ ذلك الحين ولغاية اليوم الظروف تغيرت بالكامل، لا سيما خلال هذه الازمة، في السنوات الاخيرة وبشكل خاص، حيث مع تفاقم الازمة الاقتصادية لا يمكن الالتزام بالقانون الساري المفعول ليس لاننا لا نريد، ولكن هناك شيئا اضافيا يجب القيام به حتى نستطيع ان نستمر.
ويقول: اننا سنلجأ الى حلول اخرى ووسائل بديلة حتى نتمكن من الاستمرارية بعملنا وبتأدية رسالتنا التربوية.
وهنا، يلفت الاب نصر الى اننا امام عام استثنائي ويتطلب اجراءات استثنائية لضمان استمرارية التعليم ولضمان مستقبل اولادنا في المدارس لذلك سنحافظ على ما هو اعتيادي، وسنلتزم بالقانون 515، انما اضافة لذلك ونتيجة لمطالب المعلمين ولامكانية تغطية التكاليف التشغيلية في المدارس سننشئ صندوق دعم بالدولار يتغذى من الاهل ومن المساعدات ويستخدم لدعم المعلمين وتغطية المصاريف، هذا الى جانب المساعدات الاجتماعية وتفعيل المكاتب الاجتماعية لاستيعاب الطبقة الاكثر فقرا من خلال دراسة كل حالة والاطلاع على واقعها وتقديم اللازم.
ويشدد على انه لا يمكن للمؤسسات ان تستمر كما كانت الامور عليه في العام الدراسي الماضي، فنحن امام ظرف استثنائي يتطلب واقعية وحلولا استثنائية وهذا ما دفعنا الى اتخاذ بعض الاجراءات.
وماذا عن تلك المساعدات، وهل تغطي عجز او تعثر بعض الاهالي؟ يجيب الاب نصر: هناك مساعدات تصل الى المدارس الكاثوليكية لكنها ليست كافية لتغطية كل الحاجات، لا سيما وان الطبقة الفقيرة باتت هي الاكبر والاوسع، مشددا على ان هناك حاجة ماسة لدى الاهل قد تساهم هذه المساعدات بتغطية جزء منها لكن يجب التفتيش عن مصادر اخرى حتى نستطيع تغطية الحاجة كما هي اليوم انطلاقا من واقع الحال بين موظفي القطاع العام والعائلات الفقيرة...
ويؤكد: المساعدات التي تصل ليست كافية لتغطية كل المصاريف، نحن بحاجة الى اكثر من 30 مليون دولار لتغطية كل الحاجات والمصاريف، والمبلغ الذي يصل لا يشكل ثلث القيمة المرتقبة.
وعن النزوح الى المدرسة الرسمية في ظل الازمة الراهنة، يجزم نصر انه لم يحصل نزوحا في العام الدراسي الماضي من الخاص الى الرسمي، بل كان النزوح معاكسا. ويضيف: اما اليوم الجميع يترقب ما سيحصل من تطورات خلال شهر ايلول مع بداية العام الدراسي كيف سيكون واقع الدولار وما ستشهده الساحة من تطورات جديدة، ويشير الى اننا لا نستطيع اعطاء اي رقم لاننا في حالة ترقب وحذر.
ويختم: ان شاء الله نستمر في تأدية رسالتنا مع كل المواطنين والتلامذة اللبنانيين، ودائما الاتكال على الله.