الإمام الصدر... فكر تخطّى حدود الزمان والمكان! | أخبار اليوم

الإمام الصدر... فكر تخطّى حدود الزمان والمكان!

فالنتينا سمعان | الأربعاء 31 أغسطس 2022

بإلمامه الواسع وصوابيّة تفكيره رسم ملامح حاضرنا رغم غيابه

 فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"

الإمام موسى الصدر... اسم مطبوع في ذاكرة كلّ من عرفه، وحاضر في زمن الأجيال التي لم يتسنَّ لها التّعرف إليه، فاسمه لا يشبه أي اسم من أسماء رجال الدّين، مجبول بالفرادة والاستثنائيّة، القيادة والوطنيّة ومزيّن برقيّ وانفتاح شامل يتخطّى حدود الزّمكان.

طبع بصمته الخاصّة في نفوس كثر، واستطاع بشخصيّته المميّزة أن يجذب إليه الكبار والصّغار ممّن عرفوه أو سمعوا باسمه. آمن بتعدديّة لبنان وتنوّعه، فاعترف بالطّوائف ونبذ الطّائفيّة، ورأى أنّ غاية الأديان واحدة وهي محاربة الطّغاة ونصرة المستضعفين وأنّ الإيمان يتجلّى ببُعدين: بُعد سماوي وبُعد يسعى لصيانة الإنسان وحفظه.

آمن بالإنسان- كلّ إنسان- وأدرك ألّا وطن يُصان إلّا بالحفاظ على أبنائه فلا يُترك مظلوم أو محروم أو فقير، ولعلّ أبرز ما قاله في هذا الإطار: "لبنان بلدنا، البلد الذي رصيده الأوّل والأخير هو إنسانه، لذلك إذا أردنا أن نصون لبنان، إذا أردنا أن نمارس شعورنا الوطنيّ، إذا أردنا أن نمارس إحساسنا الدينيّ، فعلينا أن نحفظ إنسان لبنان، كلّ إنسانه وطاقاته، لا بعضها".

بإلمامه الواسع وصوابيّة تفكيره رسم ملامح حاضرنا رغم غيابه، إذ اعتبر أن "الطاّئفيّة بالشكل التي تمارس به هي بلاء لبنان وأساس محنته، وأن مرضَيْن خطيرَيْن وعدوَّين لدودَيْن يهدّدان مصيرنا من الداخل، وهما الفساد والإنشقاق"، ورأى أن عدم تطبيق العدالة الاجتماعيّة ووضوح النّظرة المسؤولة إلى المستقبل ستؤدّي حكمًا إلى خلل في البنية المجتمعيّة اللبنانيّة.

منذ أكثر من أربعة عقود، حمّل الإمام الصدر "تجّار السياسة" مسؤوليّة تغذية النّعرات الطائفيّة معتبرًا أن الوطن عندهم "كرسي وشهرة ومجد وتجارة وعلو في الأرض وفساد"، واصفًا التّنافس السّياسي في لبنان بـ"الحرب المصيريّة" التي يُقضى فيها على المغلوب.

ومنذ أكثر من أربعة عقود، سألهم ماذا يعرفون عن وطن الإنسان والحضارة والتّاريخ، داعيًا إيّاهم إلى الرّحيل: "أنتم أيّها السياسيّون، آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه وكلّ مصيبة، إنّكم الأزمة، إرحلوا عن لبنان، ليس بين المسلم والمسيحي إلّا التّآخي والتّكاتف والمساواة، حتّى في الحرمان".  

...إمام الوطن والإنسان أحاط باللّعبة منذ البدء، فيا ليته ما غُيّب، ويا ليته كان بين اللّبنانيين في هذا الزّمن البائس، لوفّر عليهم آلامًا كثيرة!

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة