أدوار غربيّة - أميركيّة كبرى لإيران فهل تنطلق "الصّداقة" اللبنانية - الإيرانية قريباً؟ | أخبار اليوم

أدوار غربيّة - أميركيّة كبرى لإيران فهل تنطلق "الصّداقة" اللبنانية - الإيرانية قريباً؟

انطون الفتى | الخميس 01 سبتمبر 2022

مصدر: الأميركيون لا يريدون أن يخفّفوا قوّة إيران بل أن يلجموها فقط

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يقول المثل الشّائع، "إن اللّبيب من الإشارة يفهم". وقد يتوجّب على اللبنانيين، وعلى غير اللبنانيين في المنطقة، أن يفهموا الكثير، من جراء الإشارات الكثيرة التي حملتها أحداث الأيام الماضية.

 

ماكرون

فرغم الغارات الإسرائيلية المستمرّة على سوريا، والهجمات الأميركية (الأسبوع الفائت) على بعض المواقع ومخازن الأسلحة التابعة لمقاتلين يعملون وفق "الأجندا" الإيرانيّة في سوريا أيضاً، طار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الى موسكو أمس، مُعلناً أن هدف زيارته هو التوسُّط لحلّ الأزمة في أوكرانيا، بطلب من دول غربيّة، وذلك بموازاة إعلان نائب رئيس ديوان الرئاسة الإيرانية للشؤون السياسية محمد جمشيدي، عن أن "أحد كبار قادة أوروبا الغربية" طلب من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، المساعدة في الوساطة بشأن الأزمة الأوكرانية، وسط أكثر من معلومة حول أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان هو المقصود بالحديث الإيراني عن "أحد كبار قادة أوروبا الغربيّة".

 

رسالة

ولم تقف الأمور عند هذا الحدّ، إذ سلّم عبد اللهيان موسكو، عبر وزير خارجيّتها سيرغي لافروف، رسالة من "زعيم أوروبي" (هو ماكرون على الأرجح)، بعدما وجّهها هذا الأخير الى الرئيس الإيراني.

كما أشار وزير الخارجية الإيراني الى استعداد بلاده للمشاركة في تعزيز الهدوء والأمن في محطة زابوريجيا الأوكرانيّة للطاقة النووية (وذلك بدفع غربي، ورغم المدّ والجَزْر الغربي تحديداً، حول الملف النووي الإيراني)، لافتاً الى محادثات روسية - إيرانية حول ملف أسرى الحرب في أوكرانيا.

وهذا كلّه، فيما كشف لافروف عن أن العمل حول الوثيقة الشاملة الخاصة بالتعاون بين روسيا وإيران، بات في مرحلته النهائية، وعن أنها ستحدّد المبادئ التوجيهية الأساسية لمواصلة بناء العلاقات الروسية - الإيرانية خلال العقود القادمة.

 

ثقة

الإشارات التي ربما يتوجّب على "اللّبيب" اللبناني، والشرق أوسطي عموماً، أن يفهمها، هي أن إيران، ورغم إدراج "حرسها الثوري" على لوائح الإرهاب، ورغم أنشطة ميليشياتها، ورغم مشاكلها النووية وغير النووية الكثيرة مع الغرب، إلا أنها وكما يبدو، أكثر دولة في المنطقة تحظى بثقة الغربيين، سواء كانوا في الولايات المتحدة الأميركية، أو في أوروبا، لعلمهم ربما بأنها الأكثر تأثيراً، في موسكو (وبكين أيضاً).

فأن يُوسِّط زعيم إحدى أكبر الدول الأوروبية طهران، وليس أي طرف خليجي أو دولي غيرها، في أزمة حسّاسة مثل الحرب الروسيّة على أوكرانيا، التي هي عبارة عن تقاتُل غربي - شرقي على مستوى دولي، يعني أن واشنطن مُوافِقَة على ذلك، وإسرائيل ضمناً. كما أن هذا يعني أن الجميع يُدرِك مدى ثقة روسيا بإيران، أكثر من أي دولة شرق أوسطيّة أخرى، وذلك رغم أن بعض دول المنطقة باتت تلتقي مع الروس منذ نحو عام، على إزعاج الأميركيين بالملف النّفطي، وبجعل نفسها مساحة لالتفاف موسكو على العقوبات الأميركية والغربيّة، لا سيّما منذ آذار الفائت.

 

شروط

كما أن الدّور الغربي الذي أُعطِيَ لإيران في الملف الأوكراني، بموازاة الفرص التي يُمكن للتوقيع الأميركي على الاتّفاق النووي أن يوفّرها لطهران، وبمعيّة وضع اللّمسات الأخيرة على وثيقة تعاون شاملة بين طهران وموسكو، تؤكّد كلّها أن لا دولة خليجية قادرة على منافسة إيران، لا في الغرب (كما كان مُشتهى البعض)، ولا في موسكو أيضاً، وصولاً الى بكين، و(يؤكد) أن سياسة بعض دول المنطقة في شراء التحالفات الاستراتيجية مع الدول الكبرى عبر تعميق العلاقات الاستثمارية، والتجارية،... قد لا تكون ناجحة تماماً، لأن ما يتحكّم بتلك التحالفات هو شروط كثيرة، من نوع آخر، تبدو غير متوفّرة إلا في إيران.

 

لا حاضنة

فهل تُوقِف بعض الأطراف اللبنانية أحاديثها عن التحرُّر من الاحتلال الإيراني للبنان، في وقت قريب؟ أو هل يتوقّف اللبنانيون عن شراء الأوهام، عبر الاستعانة بذاكرتهم، التي ستذكّرهم بأن المبادرة الفرنسيّة التي حملها ماكرون الى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت (4 آب 2020)، ما كانت إلا بموافقة أميركية، وأنها لا تهدف أساساً الى إخراج طهران من لبنان؟

وهل سيتمكّن اللبنانيون من الانصراف الى العمل على فكّ الحصار عنهم، من ضمن الظّروف الإقليمية والدولية المتوفّرة، بدلاً من مواجهة جمود الاحتلال الإيراني، بجمود آخر، من نوع "سيادي"، لا حاضنة غربيّة أو شرقيّة له؟

 

تخفيف قوّة

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "إيران ستُصبح أقوى أكثر، إذا أُبرِم الاتّفاق النووي معها. فهذا الاتّفاق سيحرّرها اقتصادياً، وسيجعل منها قوّة فاعلة في المنطقة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأميركيين لا يريدون أن يخفّفوا قوّة إيران، بل أن يلجموها فقط، خصوصاً أن الخطاب الإيراني عن تدمير إسرائيل، ليس أكثر من مجرّد كلام".

 

حرب اليمن

وشدّد المصدر على أنه "أمر مهمّ جدّاً، أن تُكلَّف إيران غربياً، بالتوسُّط في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا. وهذا دليل على أنها قد تُصبح قوّة أولى في الشرق الأوسط، بالفعل. فالأوروبيون يريدون أن يزيدوا علاقاتهم بطهران أكثر، لأن ذلك سيعوّض لهم الكثير من نقص الغاز الروسي. كما أنه سيُريحهم والعالم، على صعيد أسعار النّفط العالمية. ولكن لا تزال طهران متمسّكة بضمانات حول عَدَم انسحاب أي رئيس أميركي "جمهوري" من الاتّفاق النووي مستقبلاً".

وختم:"نقطة أخرى أيضاً، وهي أن الاتّفاق على الملف النووي بين الأميركيين والإيرانيّين، تمّ بنسبة مهمّة، ولكن من دون القدرة على الاتّفاق حول ملفات أخرى خارجه، ومنها حدود القوّة الإيرانية المقبولة في لبنان، وسوريا، والعراق. كما أن وقف حرب اليمن، هو من ضمن شروط الصّفقة غير الرسمية مع إيران".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار