الترسيم في خطاب صور: من المهادنة إلى المواجهة رفضاً للتسويف | أخبار اليوم

الترسيم في خطاب صور: من المهادنة إلى المواجهة رفضاً للتسويف

| الجمعة 02 سبتمبر 2022

لبنان على طريق انتزاع حقوق من دون المسّ بالبلوكات 8 و9 و10

"النهار"- عباس صباغ

للمرة الاولى منذ تولّيه ملف المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، يحمّل الرئيس نبيه بري الاميركيين مسؤولية المماطلة في تثبيت حقوق لبنان. فما هي دوافع هذا الموقف قبل ساعات من شهر الحسم في ايلول؟

اختار الرئيس بري مناسبة تعني الكثير لحركة "أمل" ولجماهيرها في المكان والزمان لاعلان مواقف متطورة تتصل بملف تثبيت حدود لبنان البحرية الجنوبية. فمن على منبر الامام موسى الصدر وعلى مسافة امتار من بحر صور والناقورة، استعاد العملية البحرية للاستشهادي هشام فحص عام 1997 ليعلن ان "كرة الترسيم هي في ملعب الاميركي"، وان الوسيط آموس هوكشتاين وعد مطلع آب بالعودة الى لبنان خلال اسبوعين ولم يأتِ بعد مرور شهر. لكن بري رفع السقف الى حد الذهاب الى الحرب في حال تهديد السيادة اللبنانية سواء في البر او البحر، وقال: "سنكون في الموقع القادر للدفاع عن حقوقنا وحدودنا وثرواتنا وحمايتها كعادتنا في كل مواقع التحرير".

ومعلوم انه لأكثر من عشر سنين خاض بري مفاوضات صعبة مع الاميركيين في ملف التفاوض لترسيم الحدود منطلقاً من رفض خط الديبلوماسي الاميركي السابق فريديريك هوف الذي كان يوزع مساحة الـ860 كيلومتراً مربعاً، أي المساحة بين الخطين 1 و23، وصولاً الى اتفاق الاطار الذي اعلن عنه مطلع تشرين الاول عام 2020، وهو اتفاق لم يحدد خطوطاً للترسيم لترك الباب مفتوحاً امام حدود الثروة وعدم الزام لبنان أي خط مسبق وانما الخط الذي يثبت الحقّ اللبناني كاملا.

ولكن بعد المتغيرات التي دخلت على الملف وفي ظل اخفاق المفاوضات غير المباشرة في الناقورة وتوقفها في ايار عام 2021، وفي موازاة ذلك استمر توقف شركة "توتال" عن اعمال الحفر، ولا سيما في البلوك 9، على رغم تحديد شهر اذار من العام 2019 في عقد التلزيم والذي تم تمديده الى تشرين الاول من ذلك العام.

وخلال كل تلك الفترة ظل الموقف اللبناني الرسمي ضمن سقف المهادنة والاستماع لما يحمله الوسيط الاميركي مع تكرار الموقف المتمسك بكامل الحقوق، الى ان وصلت سفينة التنقيب والاستخراج اليونانية الى حقل كاريش. عندها استدعى لبنان الوسيط هوكشتاين بعد مواقف عالية السقف لمباشرة تل ابيب العمل في منطقة متنازع عليها، ومن ثم جاءت عملية المسيّرات في مطلع تموز الفائت، وإذذاك انقلبت الامور وبات خيار التهديد العسكري المقرون بمهلة زمنية الى جانب طاولة التفاوض غير المباشر.

كل تلك الوقائع كانت في جعبة رئيس مجلس النواب فأفرغها امام حشد جماهيري مستبقاً عودة هوكشتاين ومتمسكاً بالثوابت التي تحفظ حق لبنان في استثمار ثروته بالاتكاء الى عناصر القوة، بدءاً من الموقف الرسمي الموحد وصولاً الى "قوة لبنان" المتمثلة بـ"المقاومة" ومعادلاتها الاخيرة مع دخول المهلة ايامها الاخيرة.

وبحسب متابعين لملف الترسيم فإنه عندما يصدر موقف من "كبير المفاوضين" لعقد من الزمن على هذا المستوى، فإن ذلك يشي بأن خاتمة الترسيم باتت قريبة، وان ذلك سيتزامن مع البدء بالحفر والاستخراج، وهو ما اثاره بري من خلال التساؤل عن سبب توقف شركتي "توتال" و"ايني" عن اعمال الحفر معللاً ذلك بـ"التسويف حتى تتآكل حقوقنا"، وداعياً وزارة الطاقة الى البحث عن بدائل "وهي كثيرة في الشرق أو الغرب". وهذا الموقف يتماهى مع مواقف سابقة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي سبق له ان طرح بدائل من الشركات الحالية في حال استمرت بالامتناع عن الحفر بسبب "الفيتو الاميركي".

في خلاصة الموقف الواضح الذي اعلنه بري "على رؤوس الاشهاد"، في اشارة الى الحشد الضخم في ساحة القَسم في صور، ان لبنان الرسمي وعناصر قوته على طريق انتزاع حقوقه من دون المسّ بالبلوكات 8 و9 و10 وايضاً رفض أي شكل من اشكال التطبيع المقنَّع من خلال طرح سابق بتقاسم الثروة في المكامن المشتركة تحت الماء. وكل تلك المواقف والمعطيات باتت لدى الوسيط الاميركي في انتظار ما سيحمله الى لبنان على وقع "انتفاضة بري في آب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار