لعبة "عضّ أصابع" بطعم الدولار واليورو والروبل واليوان... فماذا عن لبنان؟ | أخبار اليوم

لعبة "عضّ أصابع" بطعم الدولار واليورو والروبل واليوان... فماذا عن لبنان؟

انطون الفتى | الأربعاء 07 سبتمبر 2022

عبود: مصلحة لبنان الأساسية هي بأن يوفّر حاجاته من المحروقات بأرخص سعر ممكن

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

وسط تزايُد مشاكل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإدارته، والدائرة السياسية والاقتصادية والعسكرية المقرّبة منه، مع الولايات المتحدة الأميركية، يمضي الرئيس الروسي بحربه على الدولار الأميركي، باحثاً عن زيادة عدد "الأصدقاء"، و"الشركاء"، في تلك الحرب، لإنجاح أهدافها تدريجياً.

 

الروبل واليوان

ففي الجلسة العامة لمنتدى "الشرق الاقتصادي"، لفت بوتين الى أنه سيتمّ استخدام الروبل الروسي واليوان الصيني، في مدفوعات الغاز مع الصين، بنِسَب متساوية، وذلك بُعَيْد إعلان روسي عن اتّفاق بين شركة "غازبروم" الروسية، وشركة "سي أن بي سي" الصينية على تحويل مدفوعات الغاز المورَّد عبر أنبوب "قوة سيبيريا" الى الروبل واليوان، وهي خطوة تأمل موسكو بأن تشكّل نموذجاً لشركات أخرى، وفي عمليات أخرى، أوسع من قطاع الطاقة.

 

"زمن الدولار"

ولكن ماذا عن مستقبل الصين الاقتصادي، في هذا الإطار، خصوصاً أنها تنشد المرتبة الاقتصادية العالمية الأولى، فيما هي تعمّق تعاملاتها بعملة وطنية، هي الروبل، لا تزال ضعيفة على المستوى العالمي، وبمبالغ ضخمة؟ فروسيا، ما عاد يوجد لديها ما تخسره، من جرّاء أي خطوة تقوم بها، بعدما باتت تتربّع على "عرش" العقوبات الغربيّة، وبعدما أدّت حربها على أوكرانيا الى تعميق مشاكل الاقتصاد الروسي. ولكن ماذا عن بكين؟

فهل ان التبادُل بالعملات الوطنية، بين بكين وموسكو، سيسرّع من وتيرة تربُّع الصين على "عرش" الاقتصاد العالمي، أم ان العكس سيكون صحيحاً؟ وهل تُضحّي الصين ببعض السنوات، أو ربما بأكثر من عقد كامل من الزّمن، قبل أن تُصبح القوّة الاقتصادية الأولى، لرغبتها بـ "احتلال" تلك المرتبة، بعد كَسْر هيمنة الدولار الأميركي على الأسواق العالمية بالكامل، وليس من ضمن "زمن الدولار"؟

 

جاهز أكثر؟

رأى الوزير السابق فادي عبود أن "الاستفادة من جراء التبادُل بالعملات الوطنية لا تقتصر على روسيا والصين وحدهما، بل انها ستشمل كل الدول النامية، مستقبلاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تغيير زمن سيطرة الدولار على كل العملات العالمية، هو هدف يتردّد على مسامعنا منذ سنوات، وقد يكون اقترب وقت المضيّ به، خصوصاً مع الظروف الدولية الراهنة. فالأوروبيون يتفرّجون على "اليورو" يتدهور، وعلى الاقتصاد الأوروبي ينهار حالياً، ودخولهم في حروب قد لا يكون لمصلحتهم. وهذا ما قد يسرّع المضيّ في كَسْر كل أنواع الاحتكارات، على مستوى عالمي، بما سيزيد التنافس والفرص. وبالتالي، قد يكون آن الأوان لإعادة النّظر بسيطرة الدولار، في وقت يبدو فيه أن العالم بات جاهزاً أكثر لذلك.

 

حياة أو موت

وتمنّى عبود أن "لا تتعامل الولايات المتحدة الأميركية مع هذه المستجدات كتحدٍّ موجّه ضدّها، بل كخطوة قادرة على أن تصل بالعالم الى اقتصاد متوازن أكثر".

وردّاً على سؤال حول انعكاسات ذلك، على دول مثل لبنان، تعاني من مشاكل اقتصادية ومالية كثيرة أصلاً، وهي تحتاج الى التعامُل مع المتغيّرات العالمية بطريقة منظّمة، وبعيداً من حالات "عَدَم اليقين"، أجاب:"من المهمّ جدّاً أن لا تذهب واشنطن باتّجاه ردّات فعل قاسية، على إمكانية تزايُد حجم التبادل العالمي بالعملات الوطنية، خصوصاً أنه من الواضح أن لا مصلحة لدى الولايات المتحدة بتشكيل تكتّلات اقتصادية من خارج إرادتها".

وأضاف:"لم تقبل الدولة اللبنانية هبة من الفيول الإيراني حتى الساعة، وذلك رغم أن الهبات لا تُطَبَّق عليها العقوبات الأميركية، حتى بموجب "قانون قيصر". مع العلم أنه إذا وجّهنا طلباً رسمياً لإيران، للحصول على هبة الفيول تلك، أو إذا تمكنّا من شراء المحروقات من روسيا مثلاً، بأسعار مخفَّضَة، أي كما تفعل الهند تماماً، فإن ذلك سيُنعش الاقتصاد اللبناني. فبعيداً من السياسة، مصلحة لبنان الأساسية هي بأن يوفّر حاجاته من المحروقات بأرخص سعر ممكن. فهذه عملية حياة أو موت".

 

"عضّ أصابع"

وعن انعكاسات التداوُل بالروبل الروسي على الصين، وعلى سرعة تقدّمها الاقتصادي، أوضح عبود أن "في هذا الإطار، لا بدّ من مراقبة ردّات الفعل الأميركية، والعالمية".

وختم:"الاقتصاد الأميركي مرتبط بنظيره الصيني، ارتباطاً عضوياً. والشركات العملاقة الموجودة في الصين، تتمتّع بغالبيّتها بعلاقات طيّبة جدّاً مع الولايات المتحدة الأميركية. فضلاً عن أن الصين، هي المورّد الأول لألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، حول العالم. وبالتالي، النتائج بعيدة المدى للتبادل الصيني - الروسي، وربما العالمي في وقت لاحق، بالعملات الوطنية، تتعلّق بردّات فعل المعسكر الغربي، وعلى رأسه الولايات المتّحدة، عليه، وكيفيّة تعاطي العالم الغربي معه. وأكثر ما نتمنّاه، هو الوعي الى ضرورة تجنيب الاقتصاد العالمي، وسوق المحروقات العالمية، وحركة تبادل البضائع، لعبة "عضّ الأصابع" السياسية بين الدول".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة