"حزب الله" يغنّج باسيل لمقتضيات المرحلة ونصرالله يطلّ قريباً | أخبار اليوم

"حزب الله" يغنّج باسيل لمقتضيات المرحلة ونصرالله يطلّ قريباً

| الجمعة 09 سبتمبر 2022

حراك فرنسي – سعودي مرتقب لدفع انتخاب الرئيس


 "النهار"- وجدي العريضي

اختلط حابل المواقف السياسية التصعيدية، بنابل تفاعل الانهيار الاقتصادي والحياتي وما بينهما من تساؤلات حول الغياب الدولي المدوّي عن هذا الوضع غير الطبيعي الذي يمر به لبنان، في حين بدأت تتكون الجبهات السياسية والاصطفافات بين هذا الفريق وذاك، وتصفية الحسابات بين هذه المكونات، ولا سيما على خط عين التينة - ميرنا الشالوحي، وكذلك مع بعبدا حيث ينتظر رئيس المجلس النيابي نبيه بري رئيس الجمهورية ميشال عون على "الكوع"، وقد نُقل عنه في الساعات الماضية أنه لن يعطي لا عون ولا باسيل أي فرصة لاستنهاض الساحة المسيحية واللعب على الوتر الطائفي والشعبوي. وكشف وزير سابق ان رئيس المجلس يتشاور مع المعنيين لتحديد جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وان ثمة ارتياحا الى الاجواء المسيحية بعد الأصداء الإيجابية التي وصلت من روما حول كلمة بري في صور في ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر، على خلفية تحديده مواصفات الرئيس العتيد والتي تماهت وتناغمت مع بكركي والفاتيكان وأكثرية اللبنانيين.

في السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، الى تساؤلات تتمحور حول موقف "حزب الله" حيال هذا التصعيد، وتحديداً من قِبل حليفه "التيار الوطني الحر" بعد مواقف رئيسه النائب جبران باسيل التي تناولت بري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بمعنى هل من "قبّة باط حبّية" لباسيل، أم توزيع أدوار في هذه المرحلة على اعتبار أن الحزب لديه أجندته الإقليمية والاستراتيجية؟ وثمة أجواء في المنطقة بالغة الخطورة من خلال المناورات الإسرائيلية في غور الأردن والجولان والتهديدات الإسرائيلية للبنان، مع الإشارة الى اللقاءات الأخيرة التي عقدها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مع قيادتَي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، أي هل ما زالت حارة حريك الراعي الرسمي لـ"التيار البرتقالي" ولرئيسه في ظل الحاجة الى حليف مسيحي قوي، لا سيما في هذه الظروف المفصلية التي يمر بها لبنان والمنطقة؟

هنا يؤكد المتابعون لهذا المسار ان الاتصالات واللقاءات مستمرة بين التيار والحزب على أعلى المستويات، والأخير لن يتخلى لا عن رئيس الجمهورية ولا عن صهره، وهذه المسألة من الثوابت والمسلّمات وفق أجواء الطرفين، وثمة معلومات أن السيد نصرالله سيطل قريباً في كلمة متلفزة ليعلن مواقف في غاية الأهمية من شأنها أن تحدد المسار والمصير حول ثلاثة عناوين رئيسية: ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، الوضع الحكومي والانتخابات الرئاسية، وعندئذ يتبين الخيط الأبيض من الأسود على ضوء ما سيعلنه في هذا الاطار ربطاً بالقلق والمخاوف من عودة سيناريو الثمانينات والتهديدات التي أطلقها باسيل. وفي الحصيلة ان "حزب الله" يتعاطى مع المسائل الداخلية من المنظار والمصلحة الاستراتيجية والإيرانية. وبعض الممانعين ممن يلتقون قيادات "حزب الله" باستمرار، يؤكدون أن المقاومة لا يمكنها أن تغامر في مثل هذه الظروف الداخلية والإقليمية والدولية بانتخاب رئيسٍ يسمى مرشحا توافقيا، باعتبار ان المرحلة الراهنة ما زالت وفق قراءتهم تحتاج الى رئيس يشبه الرئيسين اميل لحود وميشال عون، ولهذه الغاية قد يصر الحزب على انتخاب زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي يتماهى مع لحود وعون في المسائل الاستراتيجية التي تخص الحزب، ومن هنا يُطلق العنان لباسيل في قول ما يشاء ورفع سقف مواقفه بما في ذلك هجومه على رئيس المجلس النيابي.

وتتابع المصادر أنه أمام هذه الأجواء والوقائع، اللافت الغياب المدوي للعواصم الدولية عن الشأن اللبناني ولا سيما واشنطن وباريس، ولكن ثمة معلومات عن أن موفدا فرنسيا سيصل الى لبنان في وقت قريب جداً بعد بلورة المشاورات التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الأميركيين والأوروبيين وبعض كبار المسؤولين في الخليج وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، اذ هناك تنسيق بين الرياض وباريس حول الوضع اللبناني يتخطى الشق الإنساني والتنموي، الى ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها والحفاظ على أمن هذا البلد واستقراره، لذا يرتقب أن تكون زيارة الموفد الفرنسي لتحريك المياه الراكدة وحضّ المسؤولين اللبنانيين على انتخاب الرئيس العتيد على غرار ما قامت به فرنسا قبيل الانتخابات النيابية عندما أصرت على حصولها في موعدها المحدد، وهذا ما سينسحب على الاستحقاق الرئاسي، وربما تفاعل هذا الدور توصلاً الى تسوية دولية عربية أكبر من الدوحة، باعتبار ان الوضع اللبناني الراهن مغاير لتلك المرحلة، من الإفلاس المالي الى انهيار الدولة ومؤسساتها وامساك "حزب الله" بمفاصلها، وعطفاً على هذه الأجواء سيرتفع منسوب التحرك الفرنسي والسعودي في الفترة المقبلة تجنباً لعودة لبنان الى حقبة الثمانينات، ما ينذر بشرّ مستطير في حال تجدد هذا السيناريو ولم يُنتخب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار