إسرائيل: نصرالله محبط من الأنوار ببلدنا والعتمة الشاملة ببلده | أخبار اليوم

إسرائيل: نصرالله محبط من الأنوار ببلدنا والعتمة الشاملة ببلده

| الإثنين 12 سبتمبر 2022

مسؤول إسرائيلي: أن تكون نصرالله ليس بالأمر السهل هذه الأيام

سامي خليفة - المدن
وسط الاستنفار المستمر على جانبيّ الحدود، يتخوف اللبنانيون من تطورات أمنية وعسكرية دراماتيكية، تسبق الوصول إلى حلٍّ في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. ويترافق ذلك مع تقييمٍ استخباراتي إسرائيلي محدث عن أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، يُظهر تضارباً في الأراء داخل الدولة العبرية بشأن نواياه، مع استنفار حزب الله ورفعه جهوزيته العسكرية بشكلٍ كامل، بما في ذلك إبقاء كوادره وعناصره في مراكزهم بأعلى جهوزية ووقف الأذونات.

تخبط شديد
التقرير الاستخباراتي الجديد الذي نشره موقع "مونيتور" الأميركي، ينقل عن بعض المصادر الأمنية الإسرائيلية رفيعة المستوى اعتقادها بأن أمين عام حزب الله لن يتردد في إشراك إسرائيل في صدام محدود لعدة أيامٍ، من أجل تعزيز صورته التي روّج لها بكونه "المدافع عن لبنان"، وللمطالبة بالفضل في ثروات الغاز إذا تم استخراجها.

لكن التقرير ذاته، يسلط الضوء على التخبط الكبير في تل أبيب حيال ما يضمره نصرالله. فالقيادة الشمالية الإسرائيلية لا توافق على ما أفصحت عنه المصادر الأمنية الإسرائيلية التي ذكرناها آنفاً. إذ يقول ضابطٌ كبير في القيادة، تحدث مع "مونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنّ نصرالله لا يريد الحرب. موضحاً "لقد كان في حالة حرب معنا ويعرف معناها. وحتى حلفاؤه الإيرانيون ربما لن يقبلوا بمثل هذه الحرب. هذا التنظيم نشأ على مبادئ مواجهة إسرائيل، وليس من ضمن عقيدته شن قتالٍ لأجل الغاز الطبيعي، بل غايته خلق تهديدٍ استراتيجي لإسرائيل في حال قررت مهاجمة إيران. نصرالله يعرف ذلك؛ وهو يعرف أننا نعرف ذلك أيضاً".

وينقل هذا الضابط الكبير، وجهة نظر القيادة الشمالية حول نوايا نصرالله المستقبلية. وحسب اعتقاده، فهو محبطٌ من التناقض بين حالة بلاده القاتمة وحالة عدوه. فيتطلع إلى إسرائيل من جنوبه ويرى الازدهار الذي تعيشه، والأنوار في الليل، وعندما ينظر إلى لبنان يراه مظلماً وقريباً سيكون بارداً بسبب أزمة الطاقة فيه.

التحولات في المجتمع الشيعي
في الأثناء، تقوم المخابرات الإسرائيلية بتحليل التطورات بين قاعدة نصرالله في الطائفة الشيعية، وخصوصاً في الجنوب. وفي هذا الصدد، قال مصدر أمني إسرائيلي لـلموقع الأميركي "لقد تغيرت الأمور ولم تعد كسابق عهدها. انتهى مفهوم الانتحاري الشيعي، وهي عمليات حدثت في إسرائيل سابقاً مع مفجرين انتحاريين فلسطينيين هاجموا الإسرائيليين".

ويعزو المصدر الأمني ​​هذا التحول إلى الاعتراف بقدسية وقيمة حياة الإنسان. فيضيف "إنهم ليسوا على استعداد للانتحار. يريدون الحياة والعيش بشكلٍ جيد. إنهم يرون ما يدور حولهم. وفي عصر الشبكات الاجتماعية، من الصعب بيعهم أوهام".

يراقب الجيش الإسرائيلي، وفق الموقع الأميركي، وسائل الإعلام اللبنانية، والتفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتماسك السكان ونسيجهم الذين يشكلون قاعدة حزب الله. ويقول أحد هؤلاء المراقبين داخل الجيش، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "هناك استياء عند جزءٍ من قاعدة الحزب. الناس يسخرون من نصرالله، ويكتبون أشياء مثل نريد أن نكون مثل بعض من هزمتهم، محذرين إياه من أن أولئك الذين يعيشون في قصر زجاجي يجب ألا يرشقوا الجيران بالحجارة".

معضلة نصرالله
ويشدد المراقب العسكري على فكرة دخول نصرالله في معضلةٍ لا تُطاق. فهو من ناحية غير متحمسٍ للمفاوضات للرسمية بين الحكومة اللبنانية، التي هو جزء منها، وإسرائيل. ومن ناحيةٍ أخرى، لا يمكن أن يكون الجهة التي تنسف اتفاقاً يمكن أن يُطلق العنان لعملية تنقذ لبنان من بعض مشاكله الاقتصادية.

في غضون ذلك، ذهب مسؤولٌ عسكري إسرائيلي كبير لوصف نصرالله بأنه شخصية مأساوية. معتبراً إنه وحيد، وفقد جميع كبار شركائه والمقربين منه. مضيفاً "لا يزال يمضي معظم وقته في ملجأ، ولا يرى ضوء النهار، ويعاني من زيادة الوزن، ويثقل كاهله بمشاكل لبنان المتصاعدة. أن تكون نصرالله ليس بالأمر السهل هذه الأيام. نأمل أن يعود إلى شخصه القديم، هذا لصالحه وصالح لبنان والمنطقة بأسرِها".

الحسم مؤجل
هذا، وأشار مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة "رويترز"، بأن حكومة بلاده ستقدم مقترحاً إسرائيلياً جديداً، يتضمن حلاً يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها، مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل. فيما أوضح مسؤول لبناني للوكالة أن المقترح سيسمح للبنان بالتنقيب في منطقة قانا بالكامل، وهي منطقة يمكن أن تحتوي على مواد هيدروكربونية وتتجاوز الخط 23.

من ناحيةٍ ثانية، يبدو بديهياً من اعتراف المسؤولين الإسرائيليين لموقع "والاه" العبري، بوجود بعض الثغرات في طريق المباحثات الثنائية، التي تُدار عبر الوسيط الأميركي، بأن حسم هذا الملف مؤجل، حتى ما بعد الانتخابات النيابية في إسرائيل، وربما إلى ما بعد الانتخابات النصفية الأميركية. وذلك لعدم رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، استثمار بنيامين نتانياهو الطامح إلى العودة لرئاسة الحكومة في إسرائيل، هذا الملف انتخابياً.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار