ما بين الترحيل والتأجيل للترسيم البحري نصرالله يحدّد الخيارات السبت المقبل | أخبار اليوم

ما بين الترحيل والتأجيل للترسيم البحري نصرالله يحدّد الخيارات السبت المقبل

| الإثنين 12 سبتمبر 2022

 خط الترسيم ومسار التنقيب باتا متوازيين ولا يمكن الفصل بينهما

"النهار"-عباس صباغ

يكثر الحديث عن اعتزام تل أبيب تأجيل استخراج الغاز من حقل "كاريش" لأسابيع ربطاً بأسباب تقنية واستحقاقات اسرائيلية داخلية ابرزها الانتخابات النيابية في مطلع تشرين الثاني المقبل. وسبق لـ"حزب الله" ان اعلن في اكثر من مناسبة انه غير معني بالاستحقاقات تلك وان الهدف هو الحصول على كامل حقوق لبنان في التنقيب والاستخراج. فهل من تداعيات للتأجيل في حال حصوله أم ان الترحيل يضمن حقوق لبنان؟

انهى الوسيط الاميركي في ملف  ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية آموس هوكشتاين جولته الاخيرة بعدما التقى الرؤساء الثلاثة. وهو كان قد مهّد لتلك الجولة بإشاعة اجواء غير تشاؤمية عقب سلسلة لقاءات اوروبية ومع مسؤولين اسرائيليين. إلا ان ما كان لبنان ينتظره لم يحصل، وبالتالي لم يصل الرد الكامل على طلبه بشأن الحصول على كامل حقوقه ضمن الخط 23، اضافة الى حقل قانا كاملاً، وظهر مطلب اسرائيلي يتعلق بخط الطفافات، أي الخط الرقم 1، وانعكاس ذلك على انطلاق الخط 23 من رأس الناقورة.

فتل ابيب تريد الاحتفاظ بمنطقة بحرية "تحمي" منطقة برية قريبة من نفق القطار وفيها منتجع سياحي، ولذلك عملت على ازاحة نقطة برية في اتجاه الاراضي اللبنانية قبل انسحابها عام 2000 ووضعت شريطاً شائكاً مخالفاً للحدود المرسّمة بين لبنان وفلسطين قبل قرن من الزمن.


"الترحيل يبرّد الاجواء"
اكثر من مرة اعلن "حزب الله" انه غير معني بأي استحقاق خارجي يتصل بملف تثبيت حقوق لبنان في ثروته الغازية والنفطية، وخصوصاً في البلوكات الحدودية 8 و9 و10، اضافة الى حقل قانا كاملاً، أي المطلب الرسمي اللبناني الموحد الذي حمله هوكشتاين الى تل ابيب بعد لقائه الرؤساء الثلاثة في الاول من آب الفائت في بعبدا. هذا الموقف هو البوصلة التي تتحرك وفقها المقاومة بحسب متابعين للملف، ويذكر هؤلاء ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كرر في اكثر من مناسبة "ان كل ما يُعلن خارج حصول لبنان على حقوقه كاملة لا يعني المقاومة" التي وضعت اجندة متكاملة للوصول الى ذلك الهدف بدءاً من عملية المسيّرات في الثاني من تموز الماضي وصولاً الى رفع مستوى الجاهزية على خطوط التماس المتصلة بثروة لبنان.

أما عن "خيارات المقاومة" في حال التأجيل، فيؤكد هؤلاء المتابعون للملف ان السقف الزمني الذي وضعه "حزب الله" هو شهر ايلول الجاري، وان ذلك مرتبط بمصير الاستخراج من "كاريش" وكذلك بملف التنقيب والاستخراج من الجهة اللبنانية من الحدود.

وفي انتظار موقف الحزب بعد تبلّغه رسمياً نتائج جولة هوكشتاين بعيداً من التحليلات والتسريبات سواء في بيروت او تل ابيب، فإن موقفه الواضح سيكون السبت المقبل في كلمة لنصرالله.

لكن ومع كثرة الحديث عن التأجيل الى ما بعد ايلول وتخطي المهلة التي حددها الحزب، يوضح متابعو الملف "ان هناك فارقا جوهريا ما بين التأجيل وترحيل الملف، ولا سيما اذا كان الترحيل يشمل العناصر التقنية الايجابية التي تحققت بدءاً من تحقق مطلب لبنان الرسمي بالحصول على الخط 23 وكامل حقل قانا وصولاً الى عودة شركة "توتال" الى الحفر والتنقيب والاستخراج من حقل قانا بعدما احجمت لأشهر طويلة عن القيام بما تم الاتفاق عليه، وان هذا لم يكن ليحصل من دون عناصر القوة التي اضافتها المقاومة الى الموقف الرسمي الموحد". وهذا الامر يخلص الى ان خط الترسيم ومسار التنقيب باتا متوازيين ولا يمكن الفصل بينهما، ما يعني ان في ذلك مكاسب للبنان، والدخول في مرحلة جديدة لم تكن قواعدها واضحة البتة قبل المتغيرات الميدانية، وخصوصاً اثر عملية المسيّرات والتهديد بمنع تل ابيب من استخراج الغاز من "كاريش" ما لم يترافق ذلك مع استخراج الغاز من الحقول اللبنانية.

وفي موازاة ذلك، فإن الوضع الميداني لن يتغير ولن يسجِّل تراجعاً بالنسبة الى الخطوات المقبلة التي رسمها "حزب الله"، وستسلك طريقها بشكل متدحرج سواء بما يوازي عملية المسيّرات أو في استخدام وسائل اخرى ضمن المسار التراكمي المخطط له مسبقاً لضمان تحصيل حقوق لبنان كاملة. وعلى ضوء ما سيتبلغه الحزب رسمياً من الدولة بشأن نتيجة الجولة الاخيرة لهوكشتاين تبقى خلاصة موقفه انه جاهز لكل الاحتمالات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار