الحزب كي يكرّم "ميّاس" | أخبار اليوم

الحزب كي يكرّم "ميّاس"

| السبت 17 سبتمبر 2022

أميركا هي "الشيطان الاكبر" والرقص "رِجس من أعمال الشيطان؟

"النهار"- أحمد عياش

لم يصدر أيّ اهتمام عن "حزب الله" وإعلامه المباشر وغير المباشر بفوز الفرقة اللبنانية "ميّاس" بجائزة برنامج "أميركا غوت تالنت"، على رغم ان هذا الحدث واكبه باهتمام ملايين اللبنانيين في الوطن وخارجه.

ربما يفسر البعض ان سلوك الحزب وإعلامه ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير. فهذا الفريق الذي ينتسب الى ثقافة الثورة الإسلامية في إيران، قلّما أعار اهتماما بهذا النوع من الفن الذي يُظهر جمال الرقص وإبداعه، وهو بالكاد اعترف بان هناك سينما في إيران قدمت نجاحات باهرة بعد تاريخ يعود الى عام 1900 أيام الشاه مظفر الدين شاه عندما كان في زيارة لإحدى الدول الأوروبية وأحضر معه أول آلة تصوير، علما ان هذه السينما وبعد انتصار ثورة الامام الخميني عام 1979 خضعت لقيود، لأنها صناعة تنتمي الى وضع "غير مناسب!".

من حسن طالع لبنان، على رغم جحيم الازمات الغارق فيها حاليا، انه لم يصبح تابعا كليا لهذه الثقافة السائدة لإيران. ومن الدلائل الى حسن الطالع هذا، ان وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، وهو المنتمي الى الفريق الوزاري التابع للثنائي الشيعي، أثنى على "ميّاس" خلال استقباله في وقت سابق مؤسّس الفرقة نديم شرفان ومجموعة من أعضاء الفرقة، وقال ان "ميّاس" فرقة لبنانية "تعكس التنوّع اللبناني ... وليست أهميتها بالأداء الفنّي فقط، بل هي تحمل رسالة ذات مغزى بأنّ التنوّع ليس سبباً للاختلاف".

لماذا تجاهل "حزب الله" وإعلامه نجاح هذه الفرقة التي قال فيها سايمون كاول المنتج وعضو فريق التحكيم بالبرنامج الأشهر في العالم "إن ميّاس ستغيّر العالم؟".

الجواب هو في المعايير التي يعتمدها الحزب كي يبدي الاهتمام بأي شأن عام. وهذه المعايير تجلّت الشهر الماضي عندما عاد الى بيروت آتياً من أبو ظبي الملاكم شربل أبو ضاهر الذي أحجم عن مواجهة لاعب اسرائيلي في بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة للناشئين التي اقيمت في دولة الامارات العربية المتحدة. وهذا الموقف من الملاكم أبو ضاهر إستحق شكر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي نوّه بما قام به هذا الرياضي اللبناني. ولاحقاً سارع المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان كُميل باقر الى تكريم الملاكم اللبناني.

كذلك قام الوزير المرتضى بتكريم أبو ضاهر ومعه ناديا قاسم فواز ويوسف وسام عبود لـ"مواقفهم البطولية في رفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي".

ماذا لو ان فرقة "ميّاس" رفضت ان تواصل الاشتراك في برنامج "أميركا غوت تالنت"، وأعلن مؤسّس الفرقة نديم شرفان ان رفضه مبنيّ على ان أميركا هي "الشيطان الاكبر"، فضلاً عن ان الرقص هو "رِجس من أعمال الشيطان؟".

بالتأكيد كان نصرالله وباقر والمرتضى وغيرهم من فريق الممانعة سارعوا الى التهليل والى تقديم دروع التكريم. لكن، لو فعل شرفان ذلك، لكان ملايين اللبنانيين حُرموا من فرحة نادرة في زمن يندر فيه الفرح.

هذا ما يهمّ "حزب الله"، وهذا ما يهمّ لبنان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار