نصرالله و"أكل العنب": هوكشتاين يتحرّك وإسرائيل تتجاوب؟ | أخبار اليوم

نصرالله و"أكل العنب": هوكشتاين يتحرّك وإسرائيل تتجاوب؟

| الثلاثاء 20 سبتمبر 2022

 خط وسيط بين المطلب اللبناني في ما يتعلق بموقع الحدود  والطلب الإسرائيلي 

"النهار"- أحمد عياش

"نحن نريد ان نأكل عنبا". هذه العبارة وردت في الكلمة المتلفزة التي ألقاها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن #نصرالله السبت الماضي في مناسبة مرور أربعين يوما على كربلاء. أما "العنب" الذي يريد نصرالله "أكله"، فهو، كما اوضح بنفسه، يتعلق بتسوية موضوع الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل. وبين السبت وأمس الاثنين، حمل تحليل صحافي في إسرائيل نبأ يفيد بأن قطاف التسوية قد دنا على يد الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وأن إسرائيل ستكون حاضرة أيضا لـ"أكل العنب" على الجانب الآخر من الخط البحري على حدودها الشمالية. فماذا جاء في هذا التحليل؟

تحت عنوان "فكرة أميركية جديدة حول الحدود البحرية مع لبنان تدعم الإسرائيليين"، كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في مقدمة التحليل ان "الخط المقترح أقرب إلى مطلب لبنان، لكن القدس تريد منع حدوث صدام وهي متفائلة بأن الخلاف ستتم تسويته في المستقبل القريب".

وقال: "قدّم آموس هوكشتاين، المبعوث الأميركي الذي يتوسط بين لبنان وإسرائيل حول حدودهما الاقتصادية البحرية المتنازع عليها، للطرفين الأسبوع الماضي اقتراحا وسطا جديدا بشأن المسار الدقيق للحدود في البحر الأبيض المتوسط". وأضاف: "يتزايد التفاؤل بين المسؤولين السياسيين والدفاعيين في إسرائيل بشأن فرص تسوية النزاع في المستقبل القريب. ويأتي هذا التقدم وسط استعدادات إسرائيلية لبدء الحفر في حقل كاريش البحري للغاز الطبيعي وتهديدات حزب الله بتعطيل الحفر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق".

وتابع: "يركز اقتراح التسوية على الخط 23 – وهو خط وسيط بين المطلب اللبناني في ما يتعلق بموقع الحدود (أبعد جنوبا) والطلب الإسرائيلي (أبعد شمالا)، وإن كان أقرب إلى المطلب اللبناني. والقيادة الإسرائيلية مستعدة لتقديم تنازلات، معتبرة أن تحقيق الاستقرار في العلاقات بين الطرفين في البحر وتجنب تصعيد عسكري محتمل بسبب النزاع في المستقبل هو الهدف الأكثر أهمية. وقد أصرت إسرائيل على بقاء كاريش داخل أراضيها، وستفعل ذلك بموجب الاقتراح الأميركي الجديد".

وخلص تحليل "هآرتس" الى القول: "إسرائيل مستعدة لأن تكون أكثر استعدادا للبنان في تحديد الحدود في منطقة حقل قانا، شمال شرق كاريش، استنادا إلى افتراض أن بدء الحفر سيساعد على تحقيق الاستقرار الطويل الأجل. وكما قال وزير الدفاع بيني غانتس، بمجرد وجود منصتي حفر تعملان في المنطقة، واحدة إسرائيلية والأخرى لبنانية، سيكون لكلا البلدين مصلحة في ضمان تشغيلهما السلس من دون عوائق".

في سياق متصل، سجَّل مراقبون واكبوا الاطلالة الاخيرة للامين العام لـ"حزب الله"، ان نصرالله قال الآتي:"بعثنا برسالة بعيداً عن الاعلام، بعثنا برسالة قوية جداً، وقلنا إذا بدأ الاستخراج يعني وقع المشكل، وحصل توضيح علني من قِبل الإسرائيليين، أنه لا، هذا ليس استخراجاً وليس ضخاً للغاز والنفط من كاريش إلى الساحل، وإنما هو بالعكس من أجل تهيئة الأنابيب ليوم الاستخراج".

ورأى هؤلاء المراقبون ان نصرالله يعلن صراحة عن "رسالة" قد بعث اليها الى إسرائيل، وإن بصورة غير مباشرة، وقد جاء الرد من إسرائيل عبر "توضيح علني"، كما أوضح نصرالله نفسه.

الامر الآخر الذي لفت المراقبين ما ورد في كلمة نصرالله: "جيد، إذاً نعود لتثبيت المعادلة، لا يمكن أن نسمح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه قبل أن يحصل لبنان على مطالبه المحقة، والتي دائما أقول لسنا نحن من حددها، لا نحن وضعنا الخط 23، ولا نحن تحدثنا عن حقل قانا، ولا نحن طالعين طلوع ولا نازلين نزول، هذا شأن الدولة اللبنانية".

وسؤال المراقبين هو: ماذا تعني إشارة نصرالله الى الخط 23، ولو في صيغة أن الدولة هي من وضعت هذا الخط؟ وهذا السؤال مرده الى ما تردد عن عودة الحديث عن الخط 29 الذي سبق وجرى طرحه لبنانيا، ما يعني ان حقل كاريش يصبح منطقة نزاع بين لبنان وإسرائيل، وليس كالخط 23 الذي يجعل الحقل ضمن الحصة الإسرائيلية بعيدا عن أي نزاع. ولهذا، تأتي إشارة نصرالله الى الخط 23 وكأنها دفع لمهمة هوكشتاين قدما الى الامام، وعليه أتت الإشارات الإيجابية من إسرائيل.

وأخيرا ، توقف المراقبون عند عبارة "أكل العنب" التي كررها نصرالله مرتين في كلمته الأخيرة، فبعد استخدامها في موضوع الترسيم البحري، عاد واستعمل عبارة مشابهة في موضوع "الفيول الإيراني" فقال: "اليوم يهمنا أن نأكل عنباً". ورأى المراقبون ان هذه العبارة بمضمونها، توحي نمطا جديدا من التعبير عند نصرالله، ولو في هذه المرحلة التي سبقها نمط آخر من التعبير الذي تميّز بتصعيد النبرة على مختلف الصعد، ومن بينها ملف الترسيم البحري.

انها مرحلة جديدة في ملف الترسيم البحري. وكان من المقرر أن تبدأ شركة إنرجيان البريطانية اليونانية التي تملك كاريش الحفر هذا الشهر. وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية في بيان يوم الجمعة الماضي إنها ستبدأ الأسبوع المقبل اختبارات لنظام التوصيل الذي سيشمل توجيه الغاز الطبيعي من الشاطئ إلى منصة الحفر من دون استخراج الغاز من الخزان. ومن المفترض أن يبدأ الحفر الفعلي في تشرين الأول.

إذاً، هي مرحلة "أكل عنب" كما قال نصرالله. وما يرجوه اللبنانيون هو أن "لا يضرس" هذا البلد، ولو كان ما سيقدَّم هو عنب وليس حصرما!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار