خصوم "التيار" يتعاملون معه على أنه "ثمرة" آيلة إلى السقوط... | أخبار اليوم

خصوم "التيار" يتعاملون معه على أنه "ثمرة" آيلة إلى السقوط...

| الإثنين 26 سبتمبر 2022

خصوم "التيار" يتعاملون معه على أنه "ثمرة" آيلة إلى السقوط...

عطاالله : ردّنا على هذه "الأباطيل" سيكون قريباً


"النهار"- ابراهيم بيرم

قبل يومين ظهر أحد القادة من "التيار الوطني الحر" على شاشة المحطة الناطقة بلسان هذا التيار مطلقاً بلهجة حادة تهديدا لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من "رد عنيف" اذا ما سوّلت له نفسه ان يمدّ يده بالأذية الى التيار وقواعده في الشارع المسيحي.

التراشق الكلامي وتبادل التهديدات بين هذين الفريقين الاساسيين في الشارع المسيحي ليس بالامر المستجد، بل هو سمة من سمات العلاقة بين هذين الطرفين وقد ازداد في اعقاب سقوط ما عُرف بـ"تفاهم معراب" بينهما قبل اكثر من ستة اعوام. لكن ما يستشفّ من حجم ردة الفعل وعنف الكلام العوني ان "التيار البرتقالي" عموما يعيش منذ مدة حال توتر واحتقان واستنفار نتيجة استشعاره بضراوة هجمة الخصوم عليه من معظم الجهات.

فإلى جانب كلام فحواه ان التيار سيفقد جزءا اساسيا من دوره وحضوره وفاعليته بمجرد ان يخطو مؤسسه ووالده الروحي الرئيس #ميشال عون خطوته الاولى مغادرا قصر بعبدا الى الرابية حاملا معه تجربة حكم لم تكن على قدر الوعود والتعهدات الضخمة، بدليل الدرك الذي انحدرت اليه الاوضاع في الاعوام الثلاثة الاخيرة من عهده، ثمة كلام آخر فحواه ان التيار الذي وُلد ونما في خضم ازمات نهاية عهد الرئيس امين الجميل في النصف الثاني من عقد الثمانينات من القرن الماضي، صار حالة مائعة ورخوة وقابلة للاجتثاث سياسيا وجماهيريا، لاسيما في اعقاب تطورات دراماتيكية عصفت بفناء التيار وبيته الداخلي وهيكله السياسي المرتج، وابرزها:

- الإقالات والاستقالات غير الطبيعية من التيار والتي شملت رموزا تاريخية لها مكانتها وتاريخها النضالي. وثمة تقديرات تشير الى ان اكثر من 50 كادرا وقياديا "نزحوا" من التيار منذ ان تولى رئاسته النائب جبران باسيل وآخرهم النائب السابق عن جزين زياد اسود والنائب السابق ماريو عون، فيما سرت معلومات مفادها ان النائب السابق عن بعبدا حكمت ديب الذي مُنع من الترشح في دورة الانتخابات الاخيرة قد صار في حكم المستقيل من التيار، وقبلهم جميعا نعيم عون وزياد عبس ورمزي كنج وانطوان نصرالله، والاسماء تطول.

وفيما خرج هؤلاء الى فضاء مضاد يغرّدون فيه ويمارسون اعتراضهم المعلن على قيادة التيار الحالية وادائها وتراجع فاعليتها، فان آخرين اختاروا الخروج بصمت وهدوء وعزفوا عن اي فعل سياسي معترض.

- تواكب ذلك مع ارتفاع منسوب الكلام الداخلي عن تيار مغاير لتيار التأسيس نجح باسيل في "تفصيله وحياكته" على هوى توجهاته ورغباته، ادى الى عزله عن بيئات شكلت حواضن له في سنوات الجمر والرماد.

- الحديث عن عزلة سياسية بات التيار يعاني منها اكثر ما يكون وبرزت في الانتخابات النيابية الاخيرة حيث تراجع عدد ناخبي التيار الى نحو 120 الف ناخب، فيما كانوا سابقا ضعفَي هذا العدد. فضلاً عن ذلك، يتحدث المتحدثون عن ضربة اخرى تلقّاها التيار بفعل اخفاق كل المحاولات التي بذلها باسيل بغية تكبير حصته في الحكومة العتيدة المنتظرة من خلال رفع لواء المطالبة بحكومة ثلاثينية تضم 6 وزراء دولة. وقد اضطر باسيل الى التخلي عن هذا المطلب بفعل ضغوط مارسها حليفه "حزب الله".

وكان واضحا ان سعي باسيل الى ان يكون شريكا مضاربا في حكومة يُفترض ان تتولى صلاحيات الرئاسة الاولى المقبلة على فراغ، كانت آخر محاولاته لضمان دور اكبر في المرحلة المقبلة. وليس خافيا ان الرئيس نبيه بري شكّل حائط صدَ في وجه طموحات باسيل بالتعاون مع الرئيس نجيب ميقاتي.

وبذا تكون الحرب الضروس التي شنّها بري على العهد وحاضنته السياسية منذ البداية قد توّجت بهذا "النصر" الذي هو بحسب الخصوم وصفة تفضي الى "اجتثاث" كل عناصر القوة للعونية السياسية، وهو ما يغري صفّ الاعداء المتربصين برفع وتيرة الهجمة عليه وجعلها الشغل اليومي.

يعرف التيار انه منذ اعوام هناك من ينتظر لحظة الاجهاز عليه من خلال محاصرته ومن ثم اجتثاثه بعدما صار في نظرهم ثمرة يانعة آيلة الى السقوط وحان قطافها، وهم الذين عدّوه منذ البداية دخيلا على دورة الحياة السياسية وعلى المسرح السياسي الذي امتلكوا ناصية اللعب فيه.

ومع ذلك، فان التيار ما زال يعتبر نفسه انه قادر على "احتواء مفاعيل هذه الهجمة الشرسة عليه"، وانه استطرادا "قادر على القيام بهجمات مضادة"، وهو وفق احد قيادييه النائب عن الشوف غسان عطاالله قد أعدّ العدّة لذلك وفق خطة ممنهجة. ويقول لـ"النهار": "نحن نقرّ بعنف الهجمة التي تستهدفنا حاضرا وتاريخا، ولكن نقول ان التيار يشبه قائده ومؤسسه ورئيسه الفخري (العماد عون). فالتيار يقوى ويشتد عوده صلابة في خضم الازمات والمنازلات. وسيرى الجميع في الشهر المقبل، وتحديدا في 13 تشرين الاول، حجم حضور التيار ومدى تجذره وشعبيته".

وبمعنى آخر، يضيف عطاالله، "سيقدّم التيار دليلا اضافيا آخر على مدى هذا الحضور في 31 تشرين الاول، اي في اللحظة التي سيخرج فيها الرئيس عون من قصر بعبدا من خلال التظاهرة الحاشدة التي قرر التيار تنظيمها لمواكبة خروجه في طريقه الى الرابية حيث سيستقر ويواصل نشاطه".

وبالاجمال، يستطرد عطاالله، "نقول ان لبنان سيشهد حالة جماهيرية لم يرها من قبل. وهذا سيكون ردنا المفحم على كل الذين يطلقون الاقاويل والاضاليل عن تقلص مزعوم لدور التيار وشعبيته، وبمثابة التحية والشكر على الجهد الاستثنائي الذي بذله العماد عون ابان عهده الرئاسي لقيادة سفينة البلاد وسط العاصفة التي هبّت عليها".

ويؤكد: "من الآن نقول ان الجواب القاطع الذي لا يرقى اليه الشك على كل الاكاذيب سيتجسد في الحضور الشعبي المنتظر حيث سيؤكد التيار انه يتجوهر حضورا في الازمات والملمّات".

ورداً على سؤال عن الاقالات وعمليات الفصل التي شهدها التيار اخيرا، اجاب: "نحن نعلم ان كل القوى والتيارات السياسية تمارس دوما اجراءات وتدابير تنظيمية بحق من تراهم متمردين او مهملين، فلماذا كل هذه الضجة حول الاجراءات التي اتخذتها الهيئات المعنية في تيارنا بحق مخالفين؟ وعلى كل نقول ان التجارب قد برهنت منذ خروج اللواء عصام ابوجمرا الى اليوم ان الخروج من التيار لا يؤثر على قوة حضوره وفاعليته، بل العكس فان الازمات والظروف الصعبة هي بمثابة معموديات تقوّي التيار وتزيد من حضوره وفاعليته".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار