حصيلة اجتماعات نيويورك في الاستحقاقين والترسيم والمساعدات | أخبار اليوم

حصيلة اجتماعات نيويورك في الاستحقاقين والترسيم والمساعدات

| الثلاثاء 27 سبتمبر 2022

قطر قد تقدم هبة نفطية شهرية للبنان لتامين الكهرباء وفق شروط يتم بحثها

 "النهار" - سمير تويني

الوضع اللبناني على مفترق طريق ويمكن للانتخابات الرئاسية ان تشكل انطلاقة للبنان تعدل نظرة المجتمع الدولي والدول الصديقة اليه وتفتح باب المساعدات الحيوية.

اذ يشير مصدر ديبلوماسي الى ان خلاصة اجتماعات نيويورك توزعت على ثلاثة محاور اساسية بالنسبة الى مستقبل لبنان. المحور الاول هو عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل والمحور الثاني الانتخابات الرئاسية وابعادها حكوميا والمحور الثالث المطالبة بمساعدات دولية للعديد من القطاعات واهمها قطاع الطاقة وتامين الكهرباء والقطاع التربوي واخيرا القوى الامنية.

والبيان الفرنسي - الاميركي - السعودي يلخص هذه المحاور بعد ان التزم دعم سيادة وامن واستقرار لبنان فدعا الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهل الدستورية وتشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات الهيكلية والاعتراف بالدور الاساسي للقوى الامنية للمحافظة على السلام الداخلي وتطبيق الالتزامات الدولية التي تضمن سيادة لبنان واستقراره وسلامة اراضيه.

وتقول مصادر متابعة لملف الترسيم ان النقطة العالقة بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل ما زالت تتوقف عند تحديد المنطقة العازلة بين البلدين التي يعود الى القوات الدولية العاملة في لبنان تامين حمايتها. وفي حال اتفاق البلدين على ذلك يمكن توقيع الاتفاق خلال الشهر المقبل . فالطرفان اللبناني والاسرائيلي جاهزان لذلك والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين يعمل بجهد لتامين هذا التوقيع قبل الانتخابات التشريعية الاسرائيلية. وتعتبر هذه الاوساط ان توقيع الترسيم يمثل ضمنا بداية للتطبيع بين البلدين وان الخطوة التالية ستكون ترسيم الحدود البرية، فنقاط الخلاف الاثنتي عشر لا تشكل عائقا حقيقيا اذ ان اسرائيل وفق هذه المصادر جاهزة لتبني الموقف اللبناني لكن الترسيم البري يحتاج الى مزيد من الوقت لان فريقا لبنانيا يعارضه في الوقت الحاضر لاسباب غير خافية على احد.

اما انتخاب رئيس للجمهورية ورغم ان الاهتمام الدولي بلبنان ما زال ضعيفا لان العديد من الدول الصديقة للبنان سئمت التعامل مع الطبقة السياسية الفاسدة فان الملف الرئاسي اللبناني كان حاضرا في عديد من اللقاءات الثنائية فطالب النواب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية اي قبل انتهاء شهر تشرين الاول المقبل . وكان السؤال المطروح هو من هي الشخصية اللبنانية المارونية التي يمكنها استقطاب اكثرية داخل المجلس النيابي وفي البلد. وهل من الافضل للبنان في ظل الوضع الحالي انتخاب رجل اقتصاد او رجل سياسي او رجل امني، وكان بحث في مواصفات الرئيس المقبل لا هنالك مخاوف كبيرة على الاهتزاز الامني خلال الفترة الفاصلة عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وكان الرئيس ايمانويل ماكرون عبر عن هذه المخاوف خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مع العلم ان الملف اللبناني ما زال في يد باريس وان واشنطن لا تتابع سوى ملف الترسيم، وتامين مساعدات اهمها للقوى الامنية.

وتنوه هذه المصادر بان الملف الحكومي لم يكن حاضرا بشكل فعلي، فهذه الدول تعتبر ان لا جدوى من تشكيل حكومة جديدة لمدة وجيزة ويعود الى القوى السياسية القيام بالجهد اللازم لانتخاب رئيس للجمهورية ، وهذه الدول ستضغط بشكل فعال كما فعلت بالنسبة للانتخابات النيابية لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر. وانه في حال تشكيل حكومة لمنع اية اجتهادات دستورية حول شرعية الحكومة الحالية فان الحكومة الجديدة لن تشهد النور سوى قبل بضعة ايام من انتهاء عهد الرئيس ميشال عون لعدم جدوى الدخول في بازار التعيينات الكيدية. ولا تستبعد هذه المصادر امكانية انتخاب رئيس خلال شهر تشرين الثاني المقبل.
اما بالنسبة الى المساعدات التي تطالب بها الحكومة، فالعديد من الاطراف الدولية يعتبر ان الدولة اللبنانية لم تعد موجودة وان الفساد يعم الادارة وتتساءل عن جدوى تقديم مساعدات للبنان اذا استمر الوضع بما هو عليه حتى الان، وذهاب هذه المساعدات الى الطبقة السياسية الفاسدة.

وفي سياق مطالبة رئيس الوزراء بالعديد من المساعدات لعدد من القطاعات الحيوية في لبنان تشير هذه المصادر انه تم البحث جديا في ملف الكهرباء. فبعد زيادة التعرفة، وكانت مطلبا اساسيا لتامين المساعدات، ما زال عدم تشكيل هيئة ناظمة لمصلحة الكهرباء وعدم تامين الجباية عوائق نحو تامين مساعدات لتامين الطاقة الكهربائية. لكن يبدو ان العراق على استعداد لتامين مزيد من النفط للبنان وطالب الرئيس ميقاتي من الرئيس الكاظمي تامين المزيد من المازوت لمولدات الكهرباء، فوعد بذلك. وعلم ان قطر قد تقدم هبة نفطية شهرية للبنان لتامين الكهرباء وفق شروط يتم بحثها.

وتضيف المصادر انه يمكن ايضا ان تؤمن قطر مساعدات بحوالي ٨٠ مليون دولار للقوى الامنية. اما الملف الحيوي الاخر فكان بالطبع الملف التربوي. فطالب ميقاتي من العديد من المسؤولين مساعدات لهذا القطاع الذي يعاني شح في موارده المالية. وكانت دعوة الى اعادة تنظيم هذا القطاع الذي يفوق فيه معدل عدد الاساتذة المعدلات العالمية باضعاف وعدم وجود رقابة حقيقية من الدولة على هذا القطاع.

ويبدو فق هذه المصادر ان الوضع اللبناني على مفترق طريق مهم وان العديد من المساعدات المالية والاقتصادية والتربوية مرتبطة بانتخاب رئيس للجمهورية، غير ان رئيس الجمهورية لا يشكل الحل الكامل للازمات التي يعاني منها البلد ولكنه استحقاق ضروري جدا مرتبط ايضا برئيسين للرئاسة والحكومة يتعاونان على تشكيل حكومة تواجه العديد من التحديات والمشاكل التي تواجه البلد.والقيام بالاصلاحات الهيكلية التي يطالب بها المجتمع الدولي منذ مؤتمر "سيدر" في ربيع عام ٢٠١٨ ليحصل لبنان على المساعدات التي يمكنها انعاشه واعادة الثقة بالدولة .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار