الشغور الرئاسي في لبنان يلوح من جديد.. طار النصاب قبل الدورة الثانية ولا تحديد لجلسة قبل التوافق | أخبار اليوم

الشغور الرئاسي في لبنان يلوح من جديد.. طار النصاب قبل الدورة الثانية ولا تحديد لجلسة قبل التوافق

| الخميس 29 سبتمبر 2022

هذه هي النتيجة المرتقبة بعد أول جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية

"القدس العربي"- سعد الياس 

إلى الشغور الرئاسي دُر.. هذه هي النتيجة المرتقبة بعد أول جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية حيث لم يختلف سيناريو جلسة انتخاب الرئيس عن سيناريو 2014 عندما كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مرشحاً في وجه رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” آنذاك العماد ميشال عون الذي كان حصل على وعد من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بانتخابه رئيساً. حينها حصل جعجع على 46 صوتاً في مقابل 60 ورقة بيضاء من فريق 8 آذار و18 صوتاً لمرشح “اللقاء الديمقراطي” النائب هنري حلو.

فيما آلت الجلسة الحالية إلى نيل المرشح النائب ميشال معوض 36 صوتاً هي مجموع أصوات نواب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة “تجدد” وبعض النواب المستقلين في مقابل 63 ورقة بيضاء هي مجموع أصوات الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق و”تيار المردة”، و11 صوتاً لرجل الأعمال سليم إده نجل رئيس الرابطة المارونية الوزير الراحل ميشال إده هي مجموع أصوات النواب التغييريين و10 أصوات حملت اسم “لبنان” هي مجموع أصوات بعض النواب السنّة في عكار وقدامى “المستقبل” إضافة إلى ورقتين حملت أحداها اسم الناشطة الإيرانية مهسا أميني وأخرى حملت اسم نهج رشيد كرامي.

ولم يُسجّل أي صوت لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لئلا يحوز على أصوات هزيلة بمعزل عن التيار الوطني الحر.

من حنين إلى إده
وقد بدّل النواب التغييريون في الساعات الأخيرة اسم مرشحهم من النائب السابق صلاح حنين إلى رجل الأعمال سليم إده كي لا يحرقوا اسم حنين معوّلين على تبنّيه من قبل الكتل السيادية والمستقلين وتسويقه لدى فريق 8 آذار ما يؤمن نصاب 86 نائباً، وبرزت خلافات بين هؤلاء النواب إذ أن ثلاثة من بينهم كانوا يفضلون السير بميشال معوّض الذي خسر 4 أصوات بسبب الغياب القسري بداعي السفر لكل من النواب فؤاد مخزومي وستريدا جعجع وسليم الصايغ ونعمة افرام.

وجاءت المفاجأة من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي قرّر التصويت لمعوض الذي يؤمن باتفاق الطائف وتأكيداً على موقفه بأن “يكون هناك رئيس سيادي ووطني يعيد دور لبنان وعلاقاته العربية” كما أعلن أمين سر “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن.

وكانت الجلسة التي ترأسها الرئيس نبيه بري شارك فيها 122 نائباً وتغيّب عنها 6 نواب. وبعد تلاوة المواد الدستورية 49،73 و75 من الدستور تمّ توزيع الأوراق والمغلفات على النواب. وانطلقت عملية التصويت عبر مناداة النواب إلى الصندوق لإسقاط ورقتهم فيه.

وإثر انتهاء عملية فرز الأصوات أعلن بري النتيجة كالآتي: ورقة بيضاء: 63، ميشال معوض: 36، سليم إده: 11، لبنان: 10، ورقة: مهسا أميني، ورقة: نهج رشيد كرامي وضعها النائب الطرابلسي كريم كبارة.

10 أصوات للبنان من قبل نواب سنّة.. وصوت للناشطة الإيرانية مهسا أميني وآخر لنهج كرامي
تطيير النصاب
وفور إعلان النتيجة بدأ نواب حزب الله و”حركة أمل” الخروج من الجلسة ومعهم نواب “تيار المردة” وبعض النواب السنّة الموالين، فيما بقي نواب التيار الوطني الحر داخل القاعة لئلا يُتهموا بالمساهمة في تطيير النصاب خلافاً للمرات السابقة.

ويمكن القول إن نواب المعارضة سجّلوا نقاطاً سياسية على نواب الممانعة من خلال بقائهم في الجلسة وعدم تحمّلهم مسؤولية تطيير النصاب امام الرأي العام وامام البطريركية المارونية.

ولدى طلب النائب نديم الجميّل من الرئيس بري المباشرة بالدورة الثانية، سأل الرئيس بري عن النصاب، فأبلغه الأمين العام للمجلس بأنه 85، فطلب بري استدعاء نائب من الخارج، وتوجّهت إليه النائبة التغييرية حليمة قعقور بالقول “استدع نواب كتلتك”.

عندها ختم الرئيس بري الجلسة وطلب تلاوة المحضر، ولدى سؤاله عن موعد الجلسة المقبلة قال: “إذا لم يكن هناك توافق وإذا لم نكن 128 صوتاً لن نتمكن من إنقاذ للمجلس النيابي ولا لبنان. وعندما أرى أن هناك توافقاً سوف أدعو فوراً إلى جلسة وإذا لا فلكل حادث حديث”.

خيارات معوض
وبعد انتهاء الجلسة سُجل العديد من المواقف، وأكد المرشح النائب ميشال معوّض أنه “لم يكن هناك أيّ توقّع بأن تُنتج الجلسة الأولى رئيساً للجمهورية وهناك 36 نائباً صوّتوا لي بالإضافة إلى 4 نواب تغيّبوا وأعتبر أنني أمثّل خيار السيادة والدولة والإصلاح والمصالحة والوفاق بين اللبنانيين من دون استقواء”.

ورأى أنه “لا يمكن أن يُبنى التوافق على السلاح أو فرض إيديولوجيات ولا يمكن أن يُبنى إلا تحت سقف الدولة اللبنانية وخياري هو إعادة ربط لبنان بالشرعية العربية والدولية”، مضيفاً “اقتصادنا لا يقوم إلا عندما نكون جزءاً من هذا العالم وخياري هو العودة إلى الدستور واتفاق الطائف ودولة المؤسسات واللامركزية الموسعة واستقلالية القضاء ومحاربة الفساد”.

وسئل إذا كان طرح ترشيحه حالياً هو بهدف حرق اسمه فأجاب “يتمنى كثر أن يُحرَق اسمي لكن الجميع جدّي وهناك أكثرية وازنة من المعارضة أعطتني ثقتها وأمدّ يدي إلى بقية المعارضة ومنهم من انتخب لبنان ونعرفهم وأيضاً نواب التغيير ولو كنّا لا نتفق على كل المقاربات”.

ضعضعة المنظومة
واعتبر النائب جورج عدوان باسم “الجمهورية القوية” “أن الجلسة أكدت أمراً واضحاً أنه فيما المنظومة مضعضعة وأكثر ما استطاعت القيام به هو أن تضع أوراقاً بيضاء، هناك معارضة قدّمت مرشحاً نتج عن تشاور بين كل المعارضة والشخص الذي أخذ أكبر عدد من الأصوات هو ميشال معوض ونحن صوّتنا له”.

وأكد أن “ما حصل اليوم هو خطوة أولى لتوحيد المعارضة، وهذه خطوة أولى لتوسيع البيكار، وأدعو كل قوى المعارضة لأن نتوحد لنستكمل الخطوة الأولى والتي أثبتت أنه يمكننا إيصال مرشحنا”. وتابع “المهم إيصال رئيس جمهورية سيادي وهناك قسم ممن صوّت بورقة بيضاء من قوى المعارضة”.

وختم “نحن غير معنيين بتفاهم الخارج، نحن سياديون ونريد رئيساً صنع في لبنان وهو ابن الشهيد رينه معوض الذي نعلم جميعاً من اغتاله”.

ولاحظ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل “أن الجلسة أثبتت أن لا أكثرية مع أي كتلة ولدينا جميعنا فرصة خلال هذا الشهر لأن نوحد صفوفنا كمعارضة”.

وقال رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون “الأوراق البيضاء لا تأتي برئيس جمهورية ولا تُحسّن وضع البلد، ولا يجب أن يحصل شغور في سدّة الرئاسة لأن البلد يحتاج إلى رئيس إصلاحي”.

في المقابل، أوضح عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل “أن جلسة اليوم دعوة لكل القوى لأن تتكلم مع بعضها ويجب ألا نضيّعها وأن نقدّر تداعيات الفراغ الرئاسي”. وقال “لن نقف عند توزيع الأصوات لأن النتيجة كانت معروفة أنه لن ينتخب أي رئيس اليوم. وفي غياب التوافق لا يمكن انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، مضيفاً “المجلس النيابي لا يفقد دوره التشريعي ولا حقه بإعطاء الثقة لأي حكومة جديدة ونحن أمام جلسات جديدة لانتخاب لجان نيابية”.

وأشار النائب قاسم هاشم إلى “أننا انسحبنا من الجلسة لأنه من البداية كان موقفنا واضحاً فنحن نريد التوافق على شخصية نقتنع بها تخدم الاستقرار، ونحن أصحاب رؤية ولبنان يحتاج إلى تفاهم وليس إلى تحدّ”.

وأعلن عضو “تكتل لبنان القوي” النائب آلان عون “أننا لم نبحث في موضوع تعطيل النصاب في الدورة الثانية وهذه الجلسة جلسة كشف أوراق والهدف ليس “تمريك” نقاط بل انتخاب رئيس للجمهورية”، لافتاً إلى أنه “لم يحصل اتفاق مع كتل معيّنة بما فيها الأقرب إلينا على أي مرشح ولهذا السبب اتخذنا خيار الورقة البيضاء”.

الورقة البيضاء مهينة
ورأى النائب التغييري ميشال دويهي أنه “من غير المعقول في بلد ينهار التصويت بورقة بيضاء، فهذا مُهين للنواب أما نحن فلدينا مرشحنا ومبادرتنا”، نافياً “معارضته انتخاب نواب التغيير لميشال معوض لأغراض شخصية”.

بالموازاة، أفيد أن الرئيس ميشال عون تابع في مكتبه في قصر بعبدا، وقائع الجلسة الأولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية التي انعقدت في مجلس النواب، مبدياً “ارتياحه لانطلاق مسار العملية الانتخابية في أجواء من الديمقراطية التي لطالما ميّزت النظام اللبناني على مرّ السنوات، على رغم أن تسلسل الأحداث خلال السنوات الماضية يحتّم إجراء تقييم للأداء السياسي العام في البلاد”.

وأعرب عون عن أمله في “أن تتوالى الجلسات الانتخابية ضمن المهلة الدستورية ليتمكن النواب من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يكمل مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد التي بدأت منذ ست سنوات، اضافة إلى مواجهة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، بفعل الاخطاء التي ارتكبت منذ أكثر من 30 سنة، واوصلت البلاد إلى ما نحن عليه”.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار