تساؤلات عدة... وساعات قليلة حاسمة
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
كثيرون يسألون: هل الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل سيتم قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون الذي يسعى جاهداً الى ختم عهده به، نظراً لما له من انعكاسات معنوية إيجابية، أم يودّع عهده دون انّ يستلحقه؟
وفي ضوء مقولة "الحذر سيّد الموقف"، لجهة ما ستحمله الايام والساعات الآتية قبل الحسم النهائي، خصوصا ان هناك من يخشى من ألغام ضمن الاتفاق، وهذا يتوقف على مضمون الطرح الاميركي بعد تطابقه مع الحقوق اللبنانية، وبالتالي تبيان أنّ كل الشروط التي يريدها لبنان قد تمّت تلبيتها، خصوصاً وفق ما قالهُ نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، بتصريحٍ لإحدى المحطات، انّ هناك ملاحظات من الجانب اللبناني على مسودة الاتفاق وسيتم إرسال الرد خلال 24 أو 48 ساعة.
بعد الكثير من الاخذ والردّ، يبدو أن الحلّ البحري في امتاره الاخيرة بعد أشهر من التوتر الأمني، لكن بإنتظار اجتماع الحكومة الأمنية الاسرائيلية المصغرة الخميس المقبل للمصادقة على المسودة النهائية للاتفاق، ووفق اعلام العدو، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس قد ابديا موافقتهما، تبقى موافقة "الكنيست الاسرائيلي" بحيث تصبح مبرمة على هذا الصعيد، اضف الى ذلك التساؤلات التي طرحت في ضوء استقالة رئيس التفاوض البحري الاسرائيلي لمعارضته اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وفي هذا السياق، من غير المستغرب ان يأتي خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله هادئا منذ ايام، الذي أعلن فيه انّ لبنان امام ايام حاسمة بإنتظار رأي لبنان الرسمي بالاقتراح الاميركي، محدداً أولويات الحزب في ملف الترسيم، وهي التنقيب والاستخراج والوقوف خلف قرار الدولة النهائي في الترسيم وهذا ما سيحصل عملياً من جهة أهمية هذا الملف واستراتيجيته بالنسبة للحزب، خاصة في هذه المرحلة.
في المقابل، يبدو انّ الرئيس عون يصر على انهاء هذا الملف كإنجاز له في آخر عهده، لكنّ كل ساعة ولها ملائكتها، نظراً لمدى حساسية هذا الموضوع واستراتيجيته، والذي لا يُسمَح فيه بارتكاب أي دعسة ناقصة أو التفريط بكوب ماء، يبقى السؤال هل ستجري الرياح بما تشتهي سفن عون والتيّار الوطني الحر، الذي بدأ انصاره فعلاً يحتفلون عبر السوشيل ميديا والمجالس الخاصة، انهّم انتصروا على خصومهم اللدودين، بدءاً من رئيس البرلمان نبيه برّي وانتهاءً بالقوى المناهضة لهم؟