هل نشر بوتين بعثات التبشير الروسيّة في إيران وسوريا والصين والهند وإسرائيل؟؟؟... | أخبار اليوم

هل نشر بوتين بعثات التبشير الروسيّة في إيران وسوريا والصين والهند وإسرائيل؟؟؟...

انطون الفتى | الإثنين 03 أكتوبر 2022

في عيد ميلاده الـ 70 في 7 تشرين... "أبو النووي" الروسي بدلاً من فلاديمير؟!

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه بالتّصفيق، و"سَكْرَة" فوضى اللّحظة، يُمكنه أن يخدع العالم كلّه بانتصارات وهميّة له في أوكرانيا، عبر استفتاءات، وعمليات ضمّ غير قانونية، وغير شرعيّة، لا هدف منها سوى التغطية على فَشَل جيشه المُخزي، وتهاوي صورة روسيا الدولية.

 

عاجلاً أم آجلاً

ولكن. ما يمكن لبوتين أن يضحك به على بعض "مبيّضي الطناجر" له، في هذا العالم، لا يُمكنه أن يخدع به شعوب الدّنيا كلّها.

فالتهديد باستعمال السلاح النووي، لن يحذف من كتب التاريخ سبعة أشهر (حتى الساعة) من العار الروسي الكبير في أوكرانيا. كما لن يسمح لبوتين بتجاهُل الأجوبة التي سيتوجّب عليه تقديمها، عاجلاً أم آجلاً، في شأن آلاف التوابيت الروسيّة "المخفيّة"، لجثث، وأشلاء... آلاف الجنود الروس الذين يسقطون في تلك الحرب.

 

الشّرف

وبعيداً من "حشرجات" شبك الأيادي، والاحتفال بضمّ الأراضي الأوكرانية المحتلّة، والتهديد بالدّفاع عنها "بدموع العين النووية" الروسيّة، نؤكّد أن كل دولة تتحلّى ولو بالقليل من الشّرف، يتوجّب عليها الإعلان عن بَدْء المشاركة بالعقوبات المفروضة على موسكو، منذ شباط الفائت.

فقول الحقّ هو حقّ، ولا يُمكن لـ "شريف" أن يدعم نوعيّة الممارسات الروسيّة "القَذِرَة" في أوكرانيا.

 

غائبة

يبدو صاعِقاً أنه بعد سبعة أشهر من حرب تضع البشرية وجهاً لوجه مع أسلحة الدمار الشامل، لا تزال معظم الكنائس الأرثوذكسية حول العالم غائبة عن أي تعليق على ما يجري.

فحرب بوتين على أوكرانيا، هي حرب شخص، يريد أن يسحق ملايين البشر، منعاً لكَسْر كلمته ومشيئته، وذلك رغم فشله الكبير. فماذا يكون هذا الرّجل؟ وبأي روح يعمل؟

ومن هو ذاك الذي يتكلّم بلسانه، وبألسنة "أعوانه" في الكرملين، الذين يتحدّثون عن السلاح النووي؟

 

عيب

عيب، وألف عيب، أن تكون أي كنيسة أرثوذكسيّة صامتة عن الحقّ والحقيقة، تجاه حرب بهذا المستوى.

وعيب، وألف عيب، أن يدعم بعض رجال الدين الأرثوذكس هذا النّوع من الحروب، بحجّة أنها دفاع عن "روسيا المقدّسة"، وكأنهم يصدّقون كذبة أن الحرب الروسيّة على أوكرانيا، هي حرب أرثوذكسيّة ضدّ الغرب، وضدّ اليهود، وضدّ الإمبريالية العالمية، والنازية، والفاشيّة...

فلو كان هؤلاء "رجال الله" حقّاً، لكان من المُفتَرَض أن يعرفوا بالرّوح، أن تلك الحرب لا تدافع عن أي "مُقدَّس" في روسيا.

فهل ان بوتين، هو أكثر أرثوذكسيّة من "المعتّرين" الذين يموتون بنيران صواريخه في أوكرانيا؟

وما هي هذه الأرثوذكسية، التي تُقَدَّم القرابين الأرثوذكسية الأوكرانية، موتاً، وفقراً، ودماراً، ونزوحاً... للدّفاع عنها، وذلك بدلاً من أن تدافع هي عن حياة الإنسان الأرثوذكسي، في كل مكان؟

 

"روسوفوبيا"

وهل ان فلاديمير بوتين، لا ينام الليالي، لإنعاش الأرثوذكسية في روسيا؟

وهل ان اليهود ليسوا موجودين في روسيا والكرملين حالياً، وفي هذه اللّحظة بالذّات، ولا يؤثّرون على "الدولة العميقة" في روسيا، حتى يذهب بوتين ليُقاتلهم في أوكرانيا، قاتلاً آلاف الآلاف من الأرثوذكس هناك؟

من أشعل الـ "روسوفوبيا" في أوروبا، والغرب، ضدّ الروس، غير بوتين، بعد سلوكه العدواني في شرق أوروبا؟

 

من؟

ومن يسأل عن مصير أرثوذكسيّة آلاف الأنفُس الروسيّة التي تفرّ الى تركيا، ومنغوليا، وبعض الدول الإسلاميّة... منذ أشهر، هرباً من المفاعيل الاقتصادية للعقوبات على روسيا؟ ومن يُتابع تطوّر أحوالهم الروحيّة؟

ماذا بعد أشهر من الانقطاع عن القداس الإلهي، وعن المناولة المقدّسة؟ ومن يتقصّى عمّا إذا كان بعضهم لا يزال أرثوذكسياً أصلاً، أو لا، بعد وقوعه في أيدي ذئاب كثيرة، تُخفي خزائن كبرى من الأموال؟

وماذا عن بوتين الأرثوذكسي، الذي يشتري السلاح من إيران، وكوريا الشمالية، والذي يجنّد الشيشانيّين، والسوريين، وجحافل "ما هبّ ودبّ"، ليقتل بها الأرثوذكس في أوكرانيا؟

فهل هذا هو الأرثوذكسي، وصاحب الإيمان المستقيم؟

 

هل رأينا؟

وأكثر، بَعْد. مزيد من الأسئلة لمن يصدّق أن بوتين يقاتل في أوكرانيا، دفاعاً عن الأرثوذكسية، ضدّ اليهود، والغرب...

هل رأينا مثلاً بعثات التبشير المسيحية الأرثوذكسية، تنتشر في إيران، وسوريا، والصين، والهند، ودول الخليج العربي، وحتى في إسرائيل، وأفريقيا، وفي كل دول العالم، وأنها تزيد أعداد "المُهتدين" الى السيّد المسيح، بتخطيط من "رئيس الكرملين"، وكشرط يضعه لتعميق علاقاته بأي دولة؟

 

مفصول

هذه واحدة من أشرس "حروب الجحيم" على الأرض، ليس أكثر. وبات واجباً على كل الكنائس الأرثوذكسية العالمية، لا بعض الكنائس فقط، أن تقطع كافّة أشكال العلاقات "الأخوية" مع الكنيسة الروسية، المخطوفة حالياً، وذلك الى أن تُعلن تلك الأخيرة صراحة أن الحرب الروسيّة على أوكرانيا هي "حرب "ضدّ المسيح" على كنيستنا".

كما بات واجباً على تلك الكنائس الإعلان عن أن بوتين ليس أرثوذكسياً، وعن أنه مفصول عن المسيح، وعن الكنيسة، في ما لو استخدم السلاح النووي، أو أي سلاح من أسلحة الدّمار الشامل ضدّ الأوكرانيّين.

واجعلوا قطع العلاقات الأرثوذكسية هذا "عيديّة" لبوتين، في ذكرى يوم عيد ميلاده، الذي يُصادف في 7 الجاري، أي بعد أيام. وبذلك، يكون أنهى 69 عاماً أرثوذكسياً (ولو نظرياً) من حياته، قبل أن يبدأ عامه الـ 70، بصفته "أبو النووي الروسي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة