هل يفتح الترسيم بابَي الحكومة والاستحقاق الرئاسي؟ | أخبار اليوم

هل يفتح الترسيم بابَي الحكومة والاستحقاق الرئاسي؟

| الثلاثاء 04 أكتوبر 2022

هل يفتح الترسيم بابَي الحكومة والاستحقاق الرئاسي؟

حزب الله" يستثمر والعهد يهلّل لتعويض إخفاقاته


"النهار"- وجدي العريضي

هل سيطرق التوافق الرئاسي والسياسي على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بابَي الحكومة والانتخابات الرئاسية؟ هنا، تجمع معظم الأوساط السياسية على أن الترسيم تقني وفني وقيادة الجيش هي المعنية بهذه المسألة، ولكن ما حصل انما يدخل في إطار سياسي جاء ضمن سلّة متكاملة انطلقت وفق المتابعين لهذا المسار من زيارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الى نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبالتالي لم يكن ضمن الوفد الرسمي أو مشاركاً في أعمال هذه الجمعية بل موفداً من رئيس الجمهورية ميشال عون. "ومن الآخر" كما قال مرجع سياسي أن عون "يريد مغادرة قصر بعبدا وقد حقق الترسيم كإنجاز يعتبره مكسباً كبيراً له في ظل الإخفاقات التي حفل بها عهده وعلى نحو غير مسبوق منذ الاستقلال الى اليوم".

وفي السياق عينه، تضيف المصادر المتابعة، أن بو صعب فاوض باسم عون وسياسياً في ظل تغطية ومواكبة ومتابعة من حليف رئيس الجمهورية "حزب الله"، الذي دخل على خط الترسيم عبر ثلاث مسيّرات كانت مسيّرات سياسية ورسائل لإسرائيل، ما أدى الى استثمار الحزب لعملية الترسيم، معتبراً أنه من خلال فائض القوة ومواجهة العدو الإسرائيلي تمكّن من فرض شروطه وقبول إسرائيل بهذه المعادلة، الأمر الذي تحدث عنه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله ونوابه وقادته، مقدّماً هدية نهاية العهد للحليف العوني كي يغادر قصر بعبدا حاملاً معه هذا الإنجاز في حال سارت الأمور كما هو مرسوم لها. الا أن كل الاحتمالات تبقى واردة بحيث ان التوقيع النهائي لم يحصل وهناك ضجة في إسرائيل بين رئيسي الوزراء الحالي يائير لابيد والسابق بنيامين نتنياهو في ظل السباق بينهما على رئاسة الحكومة وترقب نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية. وعليه فان "حزب الله" يصور نفسه بأنه مَن حقق للبنانيين الترسيم وسلاحه لا يزال ضرورة، بمعنى انه سيستغل هذه المسألة، ناهيك عن دوره في الخطوتين المقبلتين الحكومة ورئاسة الجمهورية، إذ يُنقل أنه من خلال الضغوط على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي قال "لن يملي عليّ الحزب أو سواه ما لا أقبل به"، تمكن من إقناعه واستطاع بعد لقاءات بعيدة عن الاعلام بين مسؤول رفيع من "حزب الله" وباسيل من خفض سقف شروطه، ما يعني أن الترسيم ساهم في حلحلة حكومية قد يتوضح مسارها خلال الساعات المقبلة اذا سارت الأمور على ما يرام.

أما على الخط الرئاسي، فإن هذا الاستحقاق مغاير للشأن الحكومي باعتباره خلطة داخلية وخارجية، وكما توضح المصادر يحتاج الى توافق دولي - إقليمي ربطاً بإجماع داخلي على شخص الرئيس العتيد، الامر الذي لا يزال مدار مشاورات واتصالات وسيصار الى تفعيل هذا الدفع الدولي للوصول الى انتخاب رئيس وتجنب الفراغ وان كانت اللعبة قابلة لكل المفاجآت والاحتمالات. وهذا ما يُدركه "حزب الله" اذ لا قدرة لديه على إيصال رئيس على غرار ما قام به في الانتخابات السابقة وجاء بميشال عون رئيساً للجمهورية، فالأكثرية ليست بحوزته اليوم، وتالياً ثمة قرار دولي وعربي لانتخاب رئيس أضحت مواصفاته معروفة وتحددت في البيان الثلاثي المشترك السعودي- الفرنسي- الأميركي، الى بيان دار الفتوى، وبشكل آخر فإن المملكة العربية السعودية ساهمت في توجيه الخيارات لبنانياً ولا سيما رئاسياً، وهي ناخب أساسي في الاستحقاق المقبل، لذلك فإن الحزب سيناور رئاسياً لكنه ليس ناخباً أساسياً.

من هذا المنطلق، فان ترسيم الحدود حمل في طياته أكثر من معطى مما أدى للوصول الى خط ما قبل النهاية والذي بات في لمساته الأخيرة، وكان للحرب الروسية – الأوكرانية اليد الطولى في الوصول الى التوافق اللبناني- الإسرائيلي، بمعنى أن ما يجري في أوروبا من أزمة وقود وتلقف تداعيات هذه الحرب وتحديداً أزمة الغاز لا سيما تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً في أزمة الترسيم، لم يأتِ من فراغ بل يريد الغاز من حقل كاريش وتكريره في قطر التي لها باع طويل وخبرة في هذا المضمار لسد حاجة السوقين الأميركية والأوروبية. وهذا ما أفضى الى حلحلة كل العقد التي كانت عالقة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي وسرّع الحلول، وقد بات تسييلها قريباً بغضّ النظر عن حصة الدولة ومن سيستثمر، الى ما يمكن أن يحصل من محاصصات وصفقات، باعتبار ان ما جرى يحمل إنجازات سياسية واستثمارات واضحة المعالم لا تحتاج الى اجتهادات، وهذا ما ستبرزه الأيام القليلة المقبلة، في حين أن الاستحقاق الرئاسي قد يكون تلقّى جرعات إيجابية من الترسيم، ولكن له في هذه المرحلة تحديداً ظروفه ومعطياته الدولية والخليجية بعيداً عن استثمار "حزب الله" والعهد وفريقه السياسي للترسيم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار