ما هي الاوراق التي مرت تحت طاولة الصفقة الاميركية اللبنانية الاسرائيلية؟
رانيا شخطورة - وكالة أخبار اليوم
لن تُكشَف راهنا كل اوراق الصفقة التي ادت الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، ففي كل صفقة هناك اوراق عدة ممررة من تحت الطاولة.
حتى اللحظة وما لم يحصل التوقيع بشكل رسمي لا يمكن الخروج من القول المأثور: "لا تقول فول غير ما يصير بالمكيول"، فقد تأتي العرقلة في اللحظة الاخيرة وتطيح بكل تقدم انجزه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وهي تحديدا متوقعة من الجانب الاسرائيلي اكثر منها من الجانب اللبناني "الرسمي" الذي ارتضى بالحصة التي حصل عليها وطالب فقط "بتعديلات طفيفة"...
ولكن المستغرب في هذا المجال، موقف حزب الله، فمن يتابع مواقف الحزب على مدى السنوات، لا سيما لجهة المطالبة بآخر حبة تراب وآخر قطرة مياه... وصولا الى تحرير فلسطين، لكن في المقابل بشكل او بآخر اعترف بوجود اسرائيل، لا بل "اعترف بالدور النزيه" الذي قام به الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي "وُلد في إسرائيل. كان والداه يهوديان اميركيان مهاجران إلى إسرائيل. خدم آموس في الجيش الإسرائيلي من عام 1992 حتى 1995. بعدما أنهى خدمته العسكرية، انتقل هوكستين إلى واشنطن دي سي كمتدرب في كاپيتول هيل".
انطلاقا مما ورد اعلاه، لا يمكن لاي كان ان ينفي "قبة الباط" الايرانية، للمضي قدما في الملف، الامر الذي دفع امين عام الحزب السيد حسن نصر الله للاعلان عن الوقوف وراء الدولة اللبنانية، ودعم خياراتها.
ولكن من الاسئلة المطروحة هل يتمدد ترسيم الحدود الى اتفاقات على ملفات اخرى، منها اقتصادية ورئاسية؟
يرى مصدر مراقب ان الازمة الاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان، في قسمها الكبير هي نتيجة الفساد والسرقات وسوء الادارة والتهريب واستقبال النازحين، لكنها ما كانت لتشتد الى هذا الحدّ لو لم يُصب لبنان بـ"شظايا" العقوبات الاميركية على سوريا وايران نتيجة انضمامه الى محور الممانعة، ويضيف المصدر: اذا انضم الحزب او تحديدا ايران الى التسوية "الشرق اوسطية"، لتأمين النفط باتجاه اوروبا، فان الانهيار الاقتصادي الراهن سيصل الى قعر ما وعندها يمكن وضع الاسس للخروج منه.
اما على المستوى الرئاسية، فسئل المصدر المراقب: هل موقف حزب الله من الترسيم سينسحب على اسم الرئيس العتيد، فتميل الدفة نحو اسم مقبول به اميركيا؟ يجيب: لم يحن بعد موعد انجاز الاستحقاق الرئاسي، ومن المرجح ان يتجه لبنان الى مرحلة من الفراغ تمتد لاشهر –وليس لسنوات على غرار الـ2014 – 2022 ، ولكن هذا الملف ايضا مرتبط باستحقاقات آخرى في المنطقة، معتبرا ان اي تسوية بالنسبة الى الملف النووي الايراني، ستنعكس تلقائيا على لبنان، واذا كان الاخير "من الحصة الاميركية"... وبالتالي فان اي مرشح يدور في الفلك الاميركي تصبح حظوظها مرتفعة.