خلفيات دعوة باسيل إلى عقد لقاء في بكركي... مصادر مقرّبة من الراعي: البطريرك قال كلمته | أخبار اليوم

خلفيات دعوة باسيل إلى عقد لقاء في بكركي... مصادر مقرّبة من الراعي: البطريرك قال كلمته

| السبت 08 أكتوبر 2022

أدرك استحالة وصوله الى رئاسة الجمهورية وان مرشحاً توافقياً قد يُنتخب رئيساً أو قائد الجيش

"النهار"- وجدي العريضي

تتجه الأنظار الى بكركي في كل الأزمات والحروب والاستحقاقات المفصلية، الأمر الذي تفاعل في حقبة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وصولاً الى المرحلة الراهنة حيث لا يمضي يوم إلا ويكون للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي موقف حاسم وحازم يحمّل فيه الطبقة السياسية مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في البلد وخصوصاً في الأيام الماضية، وهو الذي التقى من الديمان الى بكركي معظم المرجعيات الرسمية والسياسية، داعياً الى الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم قبل الغد، فيما لوحظ أنه منذ فترة لم يزر الرئيس ميشال عون تاركاً ذلك للتوقيت المناسب وربما في زيارة وداعية قبيل انتهاء ولايته، وربماً أيضاً لمواكبة مسار الاستحقاق الرئاسي وما ستؤول اليه الاتصالات والمساعي الجارية لانتخاب الرئيس العتيد، عندها يبني سيد بكركي على الشيء مقتضاه.

في السياق، قالت مصادر سياسية متابعة لـ"النهار"، إن الكلام الذي أطلقه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير عندما دعا الى لقاء في بكركي من أجل مناقشة الوضعين الرئاسي والحكومي، لأمر مستغرب في التوقيت والمضمون وقبيل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بأيام، في حين أن باسيل هو من يعطّل الحكومة ومن اقترعت كتلته في الجلسة الأولى بأوراق بيض. وهنا تكشف جهة مقرّبة من بكركي أن الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي أراد زيارة الصرح البطريركي بعد مناشدات الراعي لتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا حقه كمرجعية مسيحية ووطنية، ليكشف له كل الأوراق، اذ وضعه بتفاصيل ما جرى قبل توجهه الى نيويورك وما تمّ التوافق عليه مع رئيس الجمهورية حكومياً ليعود الى بيروت ويُصدم بالشروط الجديدة التي وضعها صهر الرئيس وهي أكثر من تعجيزية، إضافة الى كل ما أحاط بمسألة التعديل الحكومي، فذلك تركه في عهدة البطريرك، ليردّ باسيل عشية زيارة ميقاتي الى الصرح البطريركي، والمفاجأة أنه دعا الراعي لاستضافة لقاء مسيحي كما كان يحصل في محطات سابقة.

وتلفت المصادر الى أن باسيل وبعدما أدرك أولاً استحالة وصوله الى رئاسة الجمهورية وان مرشحاً توافقياً قد يُنتخب رئيساً أو قائد الجيش العماد جوزف عون، وتالياً ان البيان الثلاثي المشترك السعودي – الفرنسي – الأميركي كان واضحاً حيال خيارات وعناوين أساسية تمّ التطرق لها، من الطائف الى مواصفات الرئيس، وهاتان المسألتان ردّ عليهما رئيس "التيار البرتقالي" عندما تنصّل من كلمة مواصفات واعتبرها لزوم ما لا يلزم، الى إصراره على تعديلات دستورية، أي أنه ما زال يسعى الى تعديل الطائف، أضف أنه أيضاً بدأ يشعر بصعوبة تأليف الحكومة كما يريد ولم يُستجَب لمطالبه وشروطه من إضافة وزراء من صقور "التيار"، ومطالبته بثلاثة مواقع أساسية، أي حاكم مصرف #لبنان وقائد الجيش ورئيس مجلس القضاء الأعلى. من هنا حاول أن يرمي كرة النار عبر اقحام بكركي ودفعها للمواجهة أكان مع الشريك الآخر في البلد أم مع المجتمع الدولي ومحاولة الالتفاف على الدول التي بدأت تُمسك بالاستحقاق الرئاسي والملف اللبناني عموما وتحديداً التماهي الفرنسي – السعودي، حيث باسيل منزعج الى حد كبير من حراك السفير وليد البخاري، وهذا ما يردده في مجالسه، في وقت أن بكركي باركت لقاء دار الفتوى وبيانه الوطني الجامع، والأمر عينه للدور السعودي حيث التواصل لم ينقطع بين البخاري والبطريرك الراعي.

وحيال "الدعوة الملغومة" لرئيس "التيار" لعقد لقاء في بكركي، يستبعد أحد الوزراء السابقين وهو مقرّب من البطريرك الماروني، أن يحصل لقاء مسيحي يدعو اليه الكاردينال الراعي، لأنه في هذا التوقيت يُقحم الصرح في ما لا يريده البطريرك بعد التجارب المريرة التي نتجت عن اللقاءات السابقة وبقيت حبراً على ورق، فالمؤكد، ان "القوات اللبنانية" لن تؤيد أو تشارك في لقاء لتقدّم هديّة مجانية لباسيل وعمه عشية انتهاء ولايته الرئاسية، والأمر عينه للأحزاب المسيحية الأخرى، كي يحاول باسيل أن يدغدغ مشاعر المسيحيين وهو الذي ذهب الى فريق الممانعة وسياساته التي أوصلت البلد الى ما هو عليه، لا بل إن البطريرك الراعي، وذلك كلام موثوق به نقلاً عنه، لا يريد أن يخطو أي خطوة تأخذ الطابع الطائفي والمذهبي، وتالياً لن يدخل في لعبة الأسماء أي المرشحين للرئاسة وترك للفاتيكان أن تتواصل مع باريس وهذا ما يحصل، وهو يعبّر في عظاته ومواقفه عما يجري اليوم على كل المستويات، ومن يحاول التلطّي تحت عباءة بكركي كان عليه ألّا يعطل الحياة الدستورية والسياسية في البلد، إضافة الى ان سيّد الصرح يمثله بيان دار الفتوى على صعيد مواصفات الرئيس والحفاظ على الطائف والتمسك بالرئيس المسيحي للجمهورية، والأمر عينه للمواقف الفرنسية والسعودية. وفي الحصيلة فان دعوة باسيل هي هروب الى الأمام في الوقت الضائع لتحميل بكركي وزر سياساته، مع تأكيد البطريرك أنه على مسافة واحدة من كل الأطراف.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار