ما هو ابعد من الترسيم... سلام ثم تطبيع؟! | أخبار اليوم

ما هو ابعد من الترسيم... سلام ثم تطبيع؟!

عمر الراسي | الأربعاء 12 أكتوبر 2022

مصدر مخضرم: قوى الممانعة شاركت وقبلت وسارت بالاتفاق
لا احد في لبنان يملك معلومات حول توقيت القرارات الاميركية


عمر الراسي - "أخبار اليوم"

ما زال الترحيب بـ "الاتفاق التاريخي" بين لبنان واسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية واستخراج النفط يتوالى، وكان آخرها اليوم موقف جديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون يجزم فيه "انجاز اتفاقية الترسيم سينتشل لبنان من الهاوية التي أُسقِط فيها"... ولكن ماذا عن الابعاد السياسية التي تتخطى المردود المالي والخطوط التقنية؟

فقد اعتبر مصدر سياسي مخضرم انه في ضوء الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية هناك اعتراف رسمي ليس فقط من قبل الدولة اللبنانية باسرائيل انما من القوى الممانعة وفي طليعتها حزب الله، قائلا: هذه القوى لم تعد ترفض اسرائيل كما كان سابقا وتحديدا ما قبل العام 2000، اي حين كان الحزب يطالب بالانسحاب الاسرائيلي الشامل، وصولا الى ربط سلاحه بازالة دولة اسرائيل، وبالتالي مشاركة حزب الله بشكل مباشر عبر الرئيس نبيه بري وموفدين رسمين مع الدولة اللبنانية تؤكد ان المنطق الذي كان حزب الله يأخذه مبررا لوجود سلاحه سقط كليا.

واضاف المصدر، مع اعتراف امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بدولة اسرائيل، اعترف ايضا بـ"الشيطان الاكبر" اي الولايات المتحدة لا بل منحها الثقة لتوصل البلد الى اتفاق مع اسرائيل يصب في "مصلحة لبنان"، وهذا ما يدعو القوى اللبنانية وفي طليعتها الدولة ان تسأل حزب الله بكل شجاعة، ما هو دوره على الصعيد العسكري بعد اليوم، طالما اعترف بدولة اسرائيل، وشارك وقبل بالاتفاق البحري لا بل اكثر قبل بتجزئة الحل ما بين الترسيم في البحر والترسيم في البرّ.

وردا على سؤال، اوضح المصدر ان الاتفاق البحري- وان كان من الناحية التقنية اتى لمصلحة لبنان واسرائيل في آن كونه يتعلق بالنفط والغاز وهو ما تحتاج اليه اوروبا واميركا بسبب الحرب بين اوكرانيا وروسيا وشح الامدادات باتجاههما- لم يترافق مع اتفاق بري، هو امر قد يكون حزب الله اصرّ عليه كي يبقى مبررا لسلاحه، من اجل الضغط باتجاه التفاوض في مرحلة لاحقة على انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا علما ان "الاحتلال في هذه المنطقة هو قضية مثلثة اسرائيلية سورية لبنانية.
ولكن، حذر المصدر من ان الفصل بين البرّ والبحر قد يكون له تفسير آخر وهو ان لبنان يدخل في التقسيط الى السلام ثم التطبيع اللبناني الاسرائلي، لا سيما بالنظر الى المحطات الاساسية السابقة، ومنها:اولا: الالتزام بالقرار ١٧٠١، ثانيا: القبول بالخط الازرق، ثالثا: الهدنة العسكرية القائمة منذ العام 2006، رابعا الاتفاق البحري وما له من تأثير على النفط والغاز، ربما النقطة الخامسة والاخيرة من هذه السلسلة لاتمام عملية السلام، هي الترسيم البري.
واضاف المصدر: على اي حال هذا المسار سيؤدي عاجلا ام آجلا الى سلام لبناني- اسرائيلي.

وفي هذا المجال شرح المصدر ان واشنطن التي ترعى المفاوضات والعلاقات اللبنانية - الاسرائيلية ستركز وتفرض بشأن السلام، انطلاقا من مبادرة السلام العربية التي اطلقت خلال قمة بيروت العربية العام 2002 ولبنان صوت عليها وقبل بها بحضور العديد من القادة العرب منهم الرئيس السوري بشار الاسد، وكان ذلك على ايام رئيس الجمهورية اميل لحود. او من خلال صفقة العصر التي تديرها اميركا وتنجح في ضم دول عربية اليها.

وهنا، اشار المصدر الى ان تحولات تحصل في المنطقة، ستصل تباعا الى لبنان، واول خطوة في هذا السياق تتمثل بـ"انجاز تاريخي- لتسهيل استخراج الغاز والنفط من دون مصالحة ، وفي وقت لاحق ستصل اليه بمصالحة او اقله سيتم التحضير للمصالحة.

واذ اعتبر المصدر ان الحرب في اوكرانيا وروسيا سرعت بالاتفاق ، نظرا للحاجة الى نفط المتوسط، الا ان اللافت في هذا الموضوع ان ايران -عرابة حزب الله- فصلت ما بين الاتفاق النووي مع اميركا، والاتفاق بين لبنان واسرائيل، سائلا: هل هذه نقطة ضعف عند ايران التي تريد ان تقدم شيئا ما للحؤول دون خسارة اتفاق فيينا ام هناك تفاهما ضمنيا بين اميركا وايران سيأتي توقيت اعلانه لاحقا؟ وقال: التوقيت الاميركي - الايراني ايضا مرتبط بنفس العنصر الذي ارتبط به الاتفاق اللبناني -الاسرائيلي اي الحرب الروسية والاوكرانية.
ورأى المصدر ان الدول المعنية بالصراع الاوكراني -الروسي اتخذت قرارا بمحاولة التخلص من كل المشاكل الاقليمية كي تتفرغ للحرب التي لا احد يعلم متى وكيف ستنتهي وهل ستبقى في اطارها الجغرافي والسلاح التقليدي او من الممكن لـ"حركة جنون روسية" ان تؤدي الى عمل نووي محدود؟
وختم المصدر: كل هذه المعطيات تجعل انتظار التطورات في الاسابيع والاشهر المقبلة مهم جدا، كون لا احد في لبنان يملك معلومات حول توقيت القرارات الاميركية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة