بدلاً من الانتخابات الرئاسية... المستثمرون في "البلوكات" يفتتحون مرحلة جديدة؟... | أخبار اليوم

بدلاً من الانتخابات الرئاسية... المستثمرون في "البلوكات" يفتتحون مرحلة جديدة؟...

انطون الفتى | الخميس 13 أكتوبر 2022

مصدر: وظيفة اتّفاق الترسيم في وقت قريب هي الحدّ من مسار الانهيار

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي حقبة سياسية جديدة بدأت في لبنان، باتّفاق الترسيم البحري الجنوبي، بمعزل عن المدّة الزمنية التي سيستغرقها انتخاب رئيس، أو الفراغ الرئاسي، أو تشكيل الحكومات... بعد اليوم.

فلبنان بات مُلزَماً بهذا الاتّفاق، تجاه الأميركيين أوّلاً، والمجتمع الدولي ثانياً، مهما كانت الأسماء والشخصيات التي يُمكن انتخابها لرئاسة الجمهورية، أو تلك التي يُمكن تكليفها لرئاسة الحكومات، أو التي يُمكن انتخابها للنيابة، أو لرئاسة مجلس النواب، أو تلك التي يُمكن توزيرها.

 

صفقات

صحيح أن الترسيم ليس اتّفاقاً داخلياً، ولا هو تعديلات دستورية داخلية، ولا هو اتّفاق سياسي يُعنى بالأوضاع الداخلية في لبنان، إلا أنه حقبة سياسية جديدة بدأت.

ولكن هل تكفي الاستثمارات النّفطية مستقبلاً، وأموال النّفط والغاز، لرسم معالم المستقبل اللبناني، والاقتصاد اللبناني؟ وهل ننتقل من اقتصاد الدّعم، وتثبيت الدولار عند 1500 ليرة، الى الاقتصاد الذي ترسمه شركات النّفط، والذي يتحكّم به المستثمرون في "البلوكات" اللبنانية، وصفقات أهل السلطة معهم، أو مع بعضهم بحدّ أدنى؟

 

فريسة

حقبة الدّعم، والـ 1500 ليرة، كانت في مكان ما، لتسهيل الاحتلال السوري على اللبنانيين، ولجعلهم يتكيّفون معه، على طريقة أن خذوا هذا الاستقرار، واصمتوا، طالما أن لا شيء ينقصكم، والأسعار مضبوطة عند أرقام تمكّن معظم اللبنانيين من الحصول على كل شيء تقريباً.

فماذا عن حقبة الترسيم، في بلد ما عاد بالإمكان الاعتماد على شيء فيه، وحيث ينتظر الجميع أموال النّفط والغاز، لينقضّوا عليها، تماماً مثل أسد جائع، يتحضّر لالتهام فريسة؟

 

سدّ فجوات

لفت مصدر مُطَّلِع الى أن "استثمار اتفاق الترسيم البحري لن يتجاوز سدّ عجز وفجوات سنوات الانهيار السابقة. فنحن أنجزنا الاتّفاق في قلب مرحلة من الحصار، جعل اقتصادنا، وماليّتنا، وأوضاعنا، بحالة صعبة جدّاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الترسيم سيفتح الباب لاستعادة أنفاس بلد "مهرهر". ولكن من المُبكر جدّاً الحديث عن فارق حقيقي في النّظرة الدولية الى لبنان، خصوصاً أننا لن نكون دولة نفطيّة بالمعنى الكامل للكلمة".

 

عمل كثير

وأوضح المصدر:"ما نمتلكه من الغاز مثلاً، ليس بحجم ما هو موجود لدى قطر، أو السعودية. كما أن الواقع الجيوسياسي لا يسمح لنا بالتصرّف مع المجتمع الدولي، كما تتصرّف إسرائيل، أو مصر معه، وهما من دول المنطقة التي تمتلك الغاز، وتصدّره".

وأضاف:"الوظيفة الأساسية لاتّفاق الترسيم بالنّسبة الى لبنان، في وقت قريب، هي ترتيب الوضع الداخلي، والحدّ من مسار الانهيار، وبداية مشوار انتشال الشّعب اللبناني من المساوىء التي هو فيها حالياً. وهنا تبرز حاجة ماسّة الى إدارة سياسية سليمة، تحقّق تلك الأهداف".

وختم:"المهمّ أن لا نضيع كثيراً، وأن لا "نصدّق حالنا" أننا دولة نفطية، بالمعنى الكامل للكلمة، مع هذا الكمّ الهائل من المشاكل الاقتصادية، والاجتماعية. فهناك الكثير من العمل الداخلي، والموازي لتأمين الاستثمارات النّفطية اللازمة، و(الموازي) لانتظار التنقيب، واستخراج النّفط والغاز، وإيجاد أسواق له، وتصديره، وتأمين المال من خلاله، قبل أن نُصبح دولة نفطيّة بالفعل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار