"أسرار" لم تروَ عن ترشيح فرنجية... وجعجع لو حكى؟ | أخبار اليوم

"أسرار" لم تروَ عن ترشيح فرنجية... وجعجع لو حكى؟

| الخميس 20 أكتوبر 2022

لم نشنّ حملة عليه لأن باسيل يتكفل بذلك


"النهار"- أحمد عياش

عندما ينعقد مجلس النواب اليوم مجددا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فلن تكون "الثالثة ثابتة" كما يقال، والسبب ان السعي الى الحصول على أكثرية الأصوات اللازمة لإنجاز هذا الاستحقاق دونه انقسام يعيد الى الاذهان أحوالاً مماثلة بين العامين 2014 و2016، قبل أن يُحسم الامر لمصلحة العماد ميشال عون بعد فراغ في منصب الرئاسة الأولى إستمر نحو سنتين ونصف سنة.

وعشية الجلسة النيابية، يقول نائب بارز في كتلة وسطية لـ"النهار" ان الاسم المعلَن والاقوى حتى الآن في السباق الانتخابي، هو إسم النائب ميشال معوض الذي ما زال مؤيَّدا من الكتل ذاتها التي أيدته منذ البداية، وفي مقدمها كتلة "القوات اللبنانية" والكتلة الجنبلاطية. وفي المقابل، ما زال الطرف الذي يتزعمه "حزب الله" يتحصن بـ"أوراق بيضاء" تكاد تلامس النصف زائداً واحداً وهو حجم لا يستهان به.

لكنّ هذا الانسداد الذي يحكم الاستحقاق الرئاسي، يتطلع اليه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب السابق الدكتور فارس سعَيد من زاويتين مختلفتين هما: انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو عمل داخلي بحسب جعجع، وانتخاب هذا الرئيس سيكون نتيجة قرار خارجي، بحسب سعَيد.

ما يقوله رئيس حزب "القوات" هو في محله تماما طبقا لما حصل في الجلستين السابقتين لانتخاب رئيس للجمهورية. وما يقوله القيادي البارز في المعارضة ينطلق من معطيات خارجية بعضها معلن وبعضها مستتر، ما يقودنا الى "صندوق الاسرار"، كما وردت إشارة له في عنوان الموضوع.

ما هو معلن من جهود خارجية لكي ينجح البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يتكرر اكثر من مرة هذه الأيام. وآخرها ما ورد على لسان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان ‎وليد البخاري، ولو في صورة غير مباشرة، من ان هناك "اتصالات بالغة الأهمية تقوم بها الرياض بعيداً من الأضواء والإعلام مع الدول المعنية بالملف اللبناني من أجل انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد ودعم هذا البلد"، وفق ما ورد في "نهار" امس. كما ورد في الإعلام أيضا نقلاً عن السفير البخاري "أن التواصل القائم بين الرياض وباريس شكَّل انعطافاً فرنسياً لجهة انتخاب رئيس لم يسبق له أن انخرط في فساد مالي أو سياسي من دون التطرُّق إلى اسم المرشح الذي تنطبق عليه المواصفات، ومنها السيادية، لأن الإصلاح لا يمكن أن يتحقّق من دون تمكين الدولة من بسط سيطرتها على الأراضي اللبنانية كافة".

ما ليس معلنا، ووفق ما ذكرته مصادر مواكبة للاستحقاق الرئاسي، ان اللقاء الأميركي- الفرنسي- السعودي الذي استضافته باريس قبل أسابيع، أعقبه قيام السفير البخاري الذي كان مشاركا في اللقاء بالتحرك نحو زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، كما تحرك نحو معراب لإبلاغ جنبلاط وجعجع ان اسم قائد الجيش العماد جوزف عون هو الخيار المتداول لكي يكون رئيسا للجمهورية.

وفي عالم "الاسرار" أيضا، قيام مسؤول في "حزب الله" بتحضير إعلاميّ متعاونٍ مع الحزب، والذي أطلّ عبر قناة تلفزيونية محلية ليقول بما معناه ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله طلب من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ان يخلي الطريق امام زعيم "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية لكي يصل الى قصر بعبدا. كما طلب "حزب الله" من هذا الإعلامي ان يعلن أيضا ان "المعرقل" لوصول فرنجية الى قصر بعبدا ليس باسيل بل السعودية، وان هذا الامر جرى إبلاغه الى فرنجية في زيارتين للسفيرتين الأميركية والفرنسية في لبنان. ليخلص هذا الإعلامي الى القول ان السفيرتين قالتا لفرنجية: "روح ظبّط حالك مع السعودية".

وتشكك اطراف في المعارضة في هذه الرواية الإعلامية بشأن فرنجية، لكنها تؤكد ان السفير السعودي كان في صدد التواصل فعليا مع فرنجية قبل أسابيع. لكن الأخير وخلال إطلالته عبر برنامج "صار الوقت" على قناة "أم تي في" قال إن "لا فيتو اميركياً عليه ولا حتى فرنسياً وسعودياً"، كما وصله بالتواتر ان لا مشكلة لديهم معه، مشيراً إلى أنه "بعد انتخابات الرئاسة (اذا انتُخبت رئيساً) سأزور السعودية واي دولة ومستعد ان اكون عتّالاً للبنان من اجل العمل لمصلحته". وتعتقد هذه المصادر ان ما صرّح به فرنجية قد يكون وراء تأجيل زيارة سفير المملكة الى بنشعي.

ماذا عن موقف زعيم أكبر كتلة مسيحية في البرلمان، أي جعجع، من كل التطورات المشار اليها آنفا؟ أجاب رئيس "القوات" قبل فترة قصيرة قائلا إن "اسم سليمان فرنجية مرفوض بسبب انتمائه الى المحور الآخر، ولكن لم نشنّ حملة عليه لأن باسيل يتكفل بذلك".

قبل 6 أعوام، كان جعجع صارما في رفض فرنجية، فكان ان ذهب الى خيار العماد ميشال عون. فهل لا يزال جعجع اليوم على موقفه الصارم السابق فيذهب الى خيار العماد جوزف عون كبديل؟

أجوبة عن هذا السؤال وسواه لا بد انها آتية في مرحلة قد تطول وقد تقصر لكنها في النهاية ستأتي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار