سفير أوروبي: انتخبوا الرئيس فالحرب الاقتصادية العالمية آتية | أخبار اليوم

سفير أوروبي: انتخبوا الرئيس فالحرب الاقتصادية العالمية آتية

| السبت 22 أكتوبر 2022

القاهرة تواكب الحركة الدولية الهادفة الى مساعدة لبنان

"النهار"- وجدي العريضي

يظهر جلياً أن الطبخة الدولية لإنتاج تسوية تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم تنضج بعد، لكن المواكبين والمتابعين لما يجري في العواصم المعنية بالملف اللبناني، يدركون ويعلمون بفعل صداقاتهم وعلاقاتهم ومن خلال أقنية ديبلوماسية، ان ثمة مساعيَ جارية على قدم وساق ويرتقب أن يكون لها دورها في الوصول الى مخرج للاستحقاق الرئاسي، لإبعاد لبنان عن أي منزلقات أمنية، ربطاً باستمرار الانهيارات الاقتصادية والحياتية والمعيشية.

وقد أعرب أحد سفراء الدول الاسكندينافية في لبنان، وهو ملمّ بشؤون المنطقة، عن مخاوفه، بمعنى أنه في حال طال أمد انتخاب رئيس عتيد للجمهورية، فسيفضي ذلك الى مخاطر كبيرة نظراً الى التطورات الدراماتيكية على خط الحرب الروسية – الأوكرانية التي بدأت تهزّ الاقتصاد العالمي، وتحديداً في أوروبا، ما أدى الى استقالة الحكومة البريطانية، ناهيك عن التظاهرات التي تشهدها بعض المدن الفرنسية والآتي أعظم. ويضيف: كيف للبنان أن يواجه ويصمد أمام هذه الحرب العالمية الاقتصادية في ظل صعوبة انتخاب رئيس وحكومة مستقيلة وانقسام داخلي وأوضاع اقتصادية هي الأخطر في تاريخه؟ ويؤكد أن هناك اجماعا دوليا على الإسراع في انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد.

من هنا، وحيال هذه المشهدية التي يعبّر عنها السفراء المعتمدون في لبنان ومن يواكب ما يجري على الساحة الداخلية، تشير مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" الى لقاءات واتصالات بالغة الأهمية تجري بين الفاتيكان وباريس، وثمة أجواء تسربت من خلال اهتمام دوائر الكرسي الرسولي بالشأن اللبناني بعدما أكّدت بكركي صعوبة تلاقي الأحزاب

والقيادات المسيحية للاتفاق على رئيس يحظى باجماع هذه القوى، الى حجم الخلافات والانقسامات، وتحديداً على خط "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وتجنب البطريرك
مار بشارة بطرس الراعي الدخول في لعبة الأسماء. وهذا ما دفع عاصمة الكثلكة في العالم الى تلقف كرة النار اللبنانية في ظل التقارير التي تصلها عن الظروف الصعبة لدى الكنيسة إن على صعيد المؤسسات الصحيّة والتربوية والاجتماعية، وما يعانيه أبناء هذا البلد مجتمعين من فقر وعوز، إضافة الى إصرار المسؤولين الفاتيكانيين على التعايش الإسلامي _ المسيحي والحفاظ على الطائف درءاً لما حصل في سوريا والعراق ودول أخرى من مآسٍ وتهجير أصاب المسيحيين. فمن خلال هذه العناوين تمّ تعيين السفير البابوي الجديد في لبنان باولو بورجا، وقد سبق له أن كان قائماً بأعمال السفارة في بيروت وهو على اطلاع واسع على الملف اللبناني، وعُلم أنه بعدما قدّم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية ميشال عون غادر الى روما وقد يعود بعد انتخاب الرئيس العتيد قبل نهاية العام الحالي، أو سيتابع الاتصالات والمشاورات الجارية على هذا الصعيد مع دوائر الكرسي الرسولي، إضافة الى ما يحصل على خط الفاتيكان – باريس ومن الطبيعي مع واشنطن والرياض وآخرين من المهتمين والمتابعين للاستحقاق الرئاسي، وما اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبابا فرنسيس إلا دليل على الرعاية البابوية للملف اللبناني.

وعلى خط مواز، يُنقل أن القاهرة وبعيداً من الأضواء تواكب الحركة الدولية الهادفة الى مساعدة لبنان والسعي لإيجاد صيغة توافقية بين كافة مكوناته السياسية على مرشح يحظى بإجماع داخلي وخارجي لتولي سدّة الرئاسة الأولى، وثمة من يشير من الدائرة الضيقة المواكبة للدور المصري، الى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يميل الى دعم قائد الجيش العماد جوزف عون، علما ان القاهرة تدعم الدورين الفرنسي والسعودي بحكم علاقاتها الجيدة معهما وتسير بأي اجماع وتوافق حول أي مرشح تتوافر لديه المواصفات التي أشارت اليها الرياض وباريس وآخرون.

الى ذلك، يتبدى بشكل واضح الاهتمام اللافت دولياً واقليمياً بالشأن الداخلي ولا سيما إصرار كل من يعمل على المساعدة والدعم لضرورة انتخاب الرئيس في وقت قريب، وأيضاً من خلال تقاطع المعلومات والمخاوف مما هو مقبل على المنطقة والعالم بأسره من أزمات اقتصادية عالمية قد تكون الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتالي تجنيب لبنان تداعيات هذه الأزمات إزاء ما يعانيه من ظروف هي الأصعب في تاريخه، ولا سيما اقتصادياً ومعيشياً.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار