عون طالب بتشكيلة مساء... والرئيس المكلف رأى ان كل شيء انتقل الى الرابية!
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
وعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اللبنانيين في ايلول الماضي قبيل رحلته الخارجية، الى لندن لتمثيل لبنان في تشييع الملكة إليزابيث، والى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، انّهُ سيزور الرئيس ميشال عون، ولن يغادر قصر بعبدا حتى تتألّف الحكومة، قائلاً: "المشوار الجايي رح اجي وضلني قاعد حتى تشكيل الحكومة، وما رح روح، رح نام هون".
وفي حين، يبقى مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة معلقاً حتى آخر أيام الولاية العونية، جاءت زيارة ميقاتي الى بعبدا صباح اليوم لِـ"وادع" عون، بحيث تركزت على الشق البروتوكولي في برنامج رئيس الجمهورية، لا سيما قبل ستة أيام من نهاية عهده، فبطبيعة الحال غادر ميقاتي خالي الوفاض دون الادلاء بأيّ تصريح، مكتفيا بالقول عندما سئل هل ما زال ينوي المبيت في قصر بعبدا حتى تشكيل الحكومة ؟" نقلوا كل شيء الى الرابية. ما في محل نام".
ويُفهم من كلام ميقاتي، ان نعي الحكومة باتت اقرب الى الواقع حيث من المستبعد حدوث أي خرق بينه وبين رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل.
في المقابل، قال الرئيس عون، في دردشة مع الاعلاميين في بعبدا: "ان حل الامور بسيط جداً ، وقد طلبنا من الرئيس ميقاتي اليوم بأن يساوي الجميع في عملية التشكيل وأن يعود مساء الى قصر بعبدا لإصدار المراسيم."
وعن صلاحيات الحكومة الحالية اذا حصل شغور رئاسي، اوضح عون ان الحكومة ستكون منتقصة الصلاحيات، وبالتالي لا يمكن ان تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة.
وعلى رغم من انّ ميقاتي وباسيل في الواجهة مع ورقة التفاوض الحكومي، وهذا ما اكده عون بقوله: "عندما يأتي دور "التيار الوطني الحر" في عملية التسمية، يصار الى التمسك بالتدخل واختيار هم الوزراء وليس الجهة السياسية المعنية، وهذا امر غير طبيعي ولا يمكن القبول به". لكن هذا لا يعني ان الآخرين يقفون متفرجين او زاهدين بالحصص، فوفق المعلومات المتداولة انّ العمل على تذليل العقبات لا تزال قائمة، هذا ما اكده مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، بأن العمل مستمر في محاولة لتشكيل الحكومة، ولكن تلك المساعي التي لم تصل الى نتيجة حتى اللحظة، بما يتيح لحكومة جديدة تسلّم مهامها بشكل دستوري وشرعي لتحكم البلاد في الشغور الرئاسي.
وفي موازاة ذلك، تصرّ مصادر في التيار الوطني الحر، عبر "أخبار اليوم" على انّهُ ممنوع على الحكومة الحالية ان تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية، بعد الشغور في السدة الاولى، كون اي خطوة من هذا النوع تحول ميقاتي الى مغتصبٍ للسلطة، لان حكومته غير مكتملة المواصفات، بالتالي لا اجتماعات لمجلس الوزراء، ولا قرارات، هذا موقف لا نقاش فيه. وتعتبر انه في حال تجرأ، فهو يُهدد البلاد بفوضى دستورية وميثاقية، ويضرب بذلك أسس الشراكة الوطنية، وقد يجرّ البلاد إلى ما هو الأخطر.