الانطلاق صباحا والمؤيدون في باحات القصر
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
على وقع الدعوات التي يوجهها "التيّار الوطني الحر" للمشاركة في وداع الرئيس ميشال عون، تلقى الاخير "صفعتين" في أيام عهده الأخيرة، الأولى عدم تشكيل حكومة لأن فريقه السياسي لم يتمكن من الحصول على حصة الأسد فيها، اما الصفعة الثانية، فتجلت بعدم الموافقة على البحث في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، على إعتبار انّ النظام في دمشق "لا ينظر الى لبنان ككيان نهائي انما كمحافظة سورية تابعة لهُ".
ويقف عون عند مفترق دستوري خطير، وقد بات عاجزاً عن القيام بدوره كحارس للجمهورية وللدستور. فليس من مؤشر جدّي انه سيكون هناك حكومة مكتملة المواصفات لتتسلم السلطة بعد 31 الجاري. كما ان المسألة لا تتعلق بوجود هكذا حكومة من عدمه، بل بضرورة وحتمية حصول انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً له، لكنّ الاكيد انّ لبنان سيدخل نفقاً مظلماً من الشغور الرئاسي، سبق أن ظل فيه لمدة عامين قبل انتخاب عون عام 2016.
وفي وقت تتجه فيه الانظار، الى الطريق المؤدي من بعبدا (او بالأحرى "بيت الشعب"، العبارة التي اشتهر بها القصر الجمهوري عام 1989، والتسمية الاحب على قلوب العونيين) والى الرابية (حيث الفيلا الجديدة التي سينتقل اليها الرئيس عون) اذ يتحضر مناصروا التيار لتنظيم مشهد مماثل لمشهد التهنئة، في بداية ولاية الرئيس عون (في الـ 2016) بحيث كان هناك يوم الشعب والتهنئة الشعبية.
ووفق اللجنة المنظمة للإحتفال، سيُسمح دخول المواطنين إلى محيط القصر، ومن المقرر انّ تنطلق المواكب يوم الاحد في ٣٠ الجاري من امام مراكز التيار من كافة المناطق اللبنانية عبر نقليات مؤمنة تبدأ من الساعة الثامنة والنصف صباحاً على وقع الاناشيد الوطنية والاغاني الحزبيّة المؤيدة للرئيس.
كما تؤكد معلومات وكالة "اخبار اليوم" انّ إجراءات رسمية ستجري في هذا السياق، وسيحظى عون كما أسلافه بوداع رسمي، إضافةً إلى ترتيبات وتشريفات، ومن المتوقع انّ تتقاطر الوفود الشعبية من مختلف الاحزاب الحليفة للعهد وعلى رأسها وفود شعبية مؤيدة لحزب الله، وستمتزج الأعلام الصفراء مع الاعلام البرتقالية، ومن المتوقع ايضاً حضور شخصيات نيابية لا سيما من كتلة الوفاء للمقاومة، وسط اجراءات لوجستية وإعلامية ومواكبة امنية مشددة.
الى ذلك، تتجه الأنظار الى إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الخميس المقبل في مناسبة افتتاح معرض جهاد البناء، وتُفيد اوساط حارة حريك، الى انّ نصرالله سيستغل المناسبة لِشكر عون على ما قدمه من اجل البلد خلال عهده، وعلى مساهمته القيادية الكبيرة في معركة تحرير جرود عرسال من الارهابيين في عام 2017، كما عن دعمه المطلق للمقاومة، وسيتم التأكيد على استمرار التواصل والتعاون الكامل معه من أجل مصلحة لبنان ومستقبل أبنائه.
ويبدو، بحسب الاوساط عينها انّ نصرالله بصدد حث جمهور المقاومة للمشاركة الكثيفة في حفل وداع رئيس الجمهورية.
ومن ناحية أُخرى، يُشير مواكبون سياسيون لِمرحلة عهد عون، انّ الاخير قدّم هدايا كثيرة لمحور الممانعة عبر تبنّي مواقفه، والتماهي مع الحزب، مقابل حصوله على "اللا شيء"، فأقل ما يمكن انّ يُقدمه الحزب ونصرالله في هذا اليوم، كعربون شكر الرئيس مواكبته سياسياً وشعبياً، وربما اعلانه يوماً مجيداً.