الحوار المجلسي لشراء الوقت والتهدئة ولا رئيس... | أخبار اليوم

الحوار المجلسي لشراء الوقت والتهدئة ولا رئيس...

| الجمعة 28 أكتوبر 2022

ميقاتي يتحصن ببيئته ويتحرك مسيحياً سياسياً وروحياً


"النهار"- وجدي العريضي

بلغ السيل الزبى مما شهدته جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية من أوراق بيض الى تسمية "لبنان الجديد" وتسميات أخرى وصولاً الى ما شهدته قاعة المجلس النيابي من هرج ومرج وتسلية من قِبل بعض النواب، ما دفع رئيس المجلس نبيه برّي الى عدم تحديد جلسة لانتخاب الرئيس على أن تُحدد في التوقيت المناسب.

ومن هذا المنطلق دعا الى طاولة حوار لضبط "المشاغبين" والتخلص من بدعة الأوراق البيض وسواها من الألعاب غير المألوفة حيث البلد يُحتضر على كل المستويات. وقد جاء الردّ سريعاً على دعوته من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي رحّب بها عبر اللجوء الى الحوار والتوافق على رئيس يحظى بإجماع كل القوى، بمعنى أن جنبلاط الذي يسير بالمرشح النائب ميشال معوّض لا مشكلة لديه اذا كان هناك من خيارات تؤدي الى انتخاب رئيس توافقي، ومن الطبيعي من خارج المحاور من هذا المعسكر السياسي أو ذاك، لكنه حتى الآن متمسك مع الحلفاء والأصدقاء بالنائب معوّض.

والسؤال: لماذا الحوار حيث المكتوب يُقرأ من عنوانه؟ فالرئيس بري يُدرك جيدا أنه لن يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، إنما شراء الوقت للتهدئة ووضع حدّ للمهازل التي تحصل خلال جلسات الانتخاب هو الهدف، وفي المقابل قد تتكون رؤية وأفكار يُبنى عليها، لكنّ الحسم في مكان آخر، أي من خلال تسوية بدأت تُطبخ عبر "الشيف الفرنسي" الرئيس ايمانويل ماكرون، وبالتكافل والتضامن مع الفاتيكان، إذ وصلت معلومات عبر صداقات بين بعض المسؤولين اللبنانيين والفرنسيين وقنوات ديبلوماسية، مفادها أن ثمة صيغة فرنسية - فاتيكانية ستُعرض على شركاء باريس في الملف اللبناني، وتحديداً المملكة العربية السعودية، وقبل أيام تمّ التوقيع على أكثر من بروتوكول يرتبط بالصندوق الاستثماري التنموي بين البلدين من قِبل السفير السعودي وليد البخاري.

لذا وعَود على بدء، فإن رئيس المجلس وصلته أكثر من موافقة على المشاركة في طاولة الحوار، والمؤكد راهناً أن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط سيشارك، في حين ان "القوات اللبنانية" غير المتحمسة لجملة اعتبارات تدرس هذه المسألة على أن تتوضح مواقف كل الكتل النيابية قريباً جداً، وربما وفق المتابعين يُنسف هذا الحوار ربطاً بما سيرافق خروج رئيس الجمهورية ميشال عون من قصر بعبدا الى الرابية وما سيعقبه من احتفالات وسط قلق من وقوع احتكاكات أو إشكالات في الشارع واستغلال "التيار الوطني الحر" هذه المناسبة لرفع الشعبوية والدخول في المعارضة.

بمعنى ان ما بعد عودة عون الى الرابية ليس كما قبلها، اذ ثمة معلومات عن تشكيل فريق سياسي واعلامي سيتولى إدارة المواقف والمعارك السياسية التي يتحضر لها عون، حيث سيذكّر بماضي مواقفه وخطاباته وتصعيده، لذا ليس من حسم حتى الآن لجلسات حوار وانتخاب رئيس قبل جلاء الصورة حكومياً وعونياً لأن البلد يتجه نحو مرحلة جديدة عنوانها تصفية الحسابات السياسية، وكل فريق ينتظر الآخر على "كوع" المحاسبة ما يؤكد حتمية التسوية لأنها الخيار الوحيد في ظل ما يشهده البلد من خلافات وانقسامات وصعوبة انتخاب رئيس عبر طاولة حوار أو تفاهمات داخلية.

وعلى خط مواز، تقول مصادر سياسية بارزة إن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حسم الوضع الحكومي بعبارة واحدة عندما قال بما معناه إن "أغراض" رئيس الجمهورية أصبحت في الرابية، وعليه ثمة استحالة في الساعات المتبقية لانتهاء ولاية عون لتشكيل حكومة، بل الاعجوبة وحدها تؤدي الى التأليف، ذلك ان الاتصالات لم تتوقف لا سيما من خلال المساعي التي يتولاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، ورئيس وحدة الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا، ولكنها وفق المعلومات ظلت "مكانك راوح"، بينما اللافت والأبرز يتمثل بالخطوات التي يمكن البناء عليها لتحصين موقف حكومة ميقاتي ودورها أكان على مستوى الدستور عبر أكثر من استشارة داخلية وخارجية، تؤكد شرعيتها على رغم عجقة "الاجتهادات"، الى ارتياح ميقاتي ضمن بيئته الحاضنة بفعل موقف دار الفتوى والنواب السنّة ومرجعيات سياسية وروحية.

كما ان ميقاتي يندفع باتجاه المرجعيات المسيحية بعد زيارة اعتُبرت ناجحة الى بكركي قائلاً لهم: لن أمسّ بموقع رئاسة الجمهورية وننتهز الفراغ الرئاسي من خلال أي خطوة سنقدِم عليها، وان دور حكومة تصريف الأعمال واضح في هذا الاطار. وعُلم أنه لمس كل الإيجابية من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع التشدد بالسعي لانتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن، وثمة زيارات سيقوم بها ميقاتي مع كل المرجعيات المسيحية الروحية والقوى السياسية انطلاقاً من "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب وسواهما.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار