بعد تل ابيب ... هل يهدد نصرالله دمشق لإنجاز الترسيم؟
ليس لدى دمشق أصدقاء أو حلفاء اطلاقاً
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
بوضوح تام، اقفلت سوريا الباب أمام التفاوض مع لبنان حول ملف ترسيم الحدود البحرية معها. وبمعزلٍ عن توظيف القضية في سياق الهجوم، لا شيء يُبرّر أنّ يقبل العدو الاسرائيلي بمفاوضات مع لبنان، فيما ترفضها الدولة الشقيقة، من هنا لا بد من ان يمارس الضغط على النظام السوري من أجل الإسراع في إعادة فتح باب التواصل الرسمي لبت هذا الملف، وعدم التذرع بأي حجج واهية، فبعد انجاز الترسيم البحري جنوباً يجِب عدم التساهل مع الحدود البحرية شمالاً وبالتالي الحؤول دون إبقاء المسألة عالقة الى ما شاء الله.
يقول مراقبون سياسيون، انّ حزب الله، وضع ترسانته الضخمة من الأسلحة والصواريخ، في المفاوضات مع إسرائيل، وذلك من خلال توجيه تهديدات مباشرة بإستهداف حقل كاريش للغاز الواقع في المنطقة البحرية المتنازع عليها. وبالتالي السؤال: هل "يقدم" الحزب على نفس "معادلة القوة" التي ارثاها على العدو الاسرائيلي في موضوع الترسيم شمالا؟
وفي وقتٍ، كان الرئيس ميشال عون قد أجرى اتصالاً بنظيره السوري بشار الأسد، وبحث معه في ملف الترسيم البحري، وتم تشكيل وفد للتوجه الى دمشق هذا الاسبوع يضم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والوزيرين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب وعلي حمية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ومسؤولين آخرين لفتح النقاش في موضوع ترسيم الحدود البحرية، غير انه وبطريقة مفاجئة وجهت الحكومة السورية رسالة إلى وزارة الخارجية اللبنانية تقول فيها إن الوقت غير مناسب لمثل هذه الزيارة من دون تحديد موعدٍ آخر لها.
على هذا الصعيد تستغرب اوساط سياسية مُخضرمة عبر وكالة "اخبار اليوم"، الصمت المُطبق على هذا الرد المُهين والمسيء لمقام الرئاسة الاولى اولاً والدولة ككيان ثانياً، ويجب أن يكون درساً للحلفاء بأن مثل هذه الأنظمة تتعاطى بهذه الطريقة حتى مع حلفائها لأنها تضع مصالحها فوق كل اعتبار تحالفي، كما تشير الاوساط انّ العبرة مما حصل ويحصل، أن ليس لدى دمشق أصدقاء أو حلفاء اطلاقاً.
بطبيعة الحال، ثمة من يقول، انّ العلاقة بين امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد بأحسن حال. فبين سوريا والحزب تقاطعات كثيرة، وايضا مصالح مشتركة، ابرزها: انهما لا يريدان الترسيم ولا مراقبة المعابر البرية بين البلدين، اذ هناك من يستفيد من عمليات التهريب الواسعة التي كانت وما زالت تحصل على طول الحدود مع قوى الامر الواقع منذ عشرات السنين.