كيف سيُدار الفراغ في ظلّ مثل هذه الأجواء السوداوية؟
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
بدت ملامح الفوضى جليّة في خطابات وتصريحات الأيام القليلة الماضية، التي فجرت سجالات نارية على أكثر من محور، وما بدا لافتاً الهجوم الحاد من محطة "ان بي ان"، الناطقة باسم حركة امل، على مدى يومين ضد الرئيس ميشال عون بمناسبة مغادرته القصر الجمهوري، وقالت لهُ "إرحل غير مأسوف عليك مع حاشيتك وصهرك"، ما يؤّشر عن امتعاض رئيس مجلس النواب نبيه بري من عون، الامر الذي دفع الحركة للدخول بقوة ايضاً على خط السجال.
عملياً، خلع رئيس المجلس "قفازاته، تلطيشات واستفزازات بالجملة غذت الكراهية بين الطرفين تحت سقف القضايا الداخلية، ما سيضع البلد على "كفّ عفريت" وربما أكثر، خاصة وانه تم تحميل برّي مسؤولية ما أصاب البلد من خراب، وانه عرقل العهد وكبلهُ، وهو ما لم تهضمه اوساط عين التينة، خصوصا وان عون هاجم الأفرقاء جميعاً، "كلن يعني كلن"، باعتبار أنّهم وقفوا في وجه مشروع محاربة الفساد وعلى رأسهم بري.
ومن جهة أُخرى، ظل عون يدافع عن الحزب حتى آخر ساعة لهُ في قصر بعبدا، فيما امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، لم يكن لديه الوقت لشكره بمناسبة انتهاء ولايته وعمّا قدمه للحزب من هدايا سياسية استراتيجية طيلة الست سنوات الماضية وما قبل، ربما تعمد الامر في اطلالتيه الاخيرتين، ما جعلهُ محرجاً جداً نتيجة سجال حليفيه المستجد، لا سيما على وقع الهجومات العنيفة بينهما خلال اليومين الماضيين، ما يُفسر ايضاً البُعد التكتيكي للحزب، بأنّ لِعون مساحة حركة محدودة، لكن ليس الى حدّ الوقوف على خاطرهِ في مواجهة نبيه برّي.
في المحصلة، ومع بدء مرحلة غامضة، يرفض عون بيع ما تبقى من صلاحيات لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ومن خلفه برّي، ولعلّ إطلالات الرئيس عون الوداعية عززّت هذا الجو، ما يبدي خشية للمزيد من خضّات واهتزازات جراء هذا الضجيج في التفسيرات الدستورية، ومن فوضى منظمة، في ادق مرحلة واصعبها في تاريخ البلاد، ما يختصر سؤال الوزير السابق وليد جنبلاط: إلى أين يتّجه البلد؟ وكيف سيُدار الفراغ في ظلّ مثل هذه الأجواء السوداوية؟