الترسيم البحري يخفي في طيّاته صفقة متكاملة مؤدّاها ترتيب أوضاع من شاركوا فيها ووقّعوا عليها | أخبار اليوم

الترسيم البحري يخفي في طيّاته صفقة متكاملة مؤدّاها ترتيب أوضاع من شاركوا فيها ووقّعوا عليها

| الخميس 03 نوفمبر 2022

ما الجدوى من دعم هذه التنظيمات العسكرية والأصولية بعد الترسيم


"النهار"- وجدي العريضي

دخل الفراغ الرئاسي من بابه العريض، "وعادت حليمة إلى عادتها القديمة" من تصعيد سياسي وغرق في الاجتهادات، فيما البلد "على الأرض يا حكم، لا دولة ولا مؤسّسات ولا من يحزنون"، والسؤال الكبير: هل "لعيون الصهر عمرو ما يكون في رئاسة جمهورية، وإلا رئيس التيار الوطني الحر رئيساً للجمهورية؟" ذلك ما يتردّد بقوة في أروقة "فيلا الرابية".

هنا، تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل يخفي في طيّاته ترسيماً سياسياً، وربما صفقة متكاملة مؤدّاها ترتيب أوضاع من شاركوا فيها ووقّعوا عليها ولا سيما الرئيس السابق ميشال عون، حيث يُنقل وفق أجواء موثوقة، أن الفراغ سيطول بالتكافل والتضامن بين "التيار البرتقالي" والحليف الأبرز "حزب الله" الواقع بين "شاقوفين".

وهنا يقول أحد الذين شاركوا في لقاء رئيس حزب ونائب سابق مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، إن الأخير لا يزال يمسك بورقة رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، ومن الطبيعي أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يماشيه في هذا الخيار، لما يربطه به من صداقة قديمة ومتينة، وقد يعلن هذا الترشيح في لحظة مؤاتية تحتاج إلى نضوج وفق ما ينتظره ويترقبه "حزب الله" ليقطف ثمار الترسيم السياسي أو "ميني التطبيع"، إذ إنه حتى الساعة لا يريد أن يتخلى أو يُغضب حليفه العوني، لكونه يعتبر ميشال عون رئيساً مقاوماً، وجبران باسيل حليفاً أساسياً ماشاه ووالاه في كل السياسات الخارجية التي اعتمدها "حزب الله" أكان عندما تولى هذه الحقيبة، أم من أتى بهم هو أو عمّه.

ولهذه الغاية، فالرئيس السابق للجمهورية متمسّك إلى حدٍّ كبير بترشيح صهره، وهناك سعي وبحث لاهث في محاولة لرفع العقوبات عنه، والمسألة جدّية وتُطبخ على نار حامية، لا بل إن ثمة من أشار إلى أنه عندما اتصل الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس عون مباركاً الترسيم، فاتحه في موضوع العقوبات المفروضة على باسيل.

من هنا دعا مرجع نيابي سابق الأفرقاء السياسيين إلى ألّا يناموا على حرير وأن يأخذوا هذه المسألة بجدّية، لأن إطالة أمد الفراغ هي خريطة طريق تنطلق من محاولات رفع العقوبات عن رئيس "التيار البرتقالي"، وصولاً إلى تهيئة كل المناخات المطلوبة لهذا الغرض، وعدم الاستخفاف بكل ما يجري ربطاً بما واكب الترسيم من صفقات وخفايا، دون إغفال أن "حزب الله" ما زال يفضّل باسيل لكونه رئيس تيار يمثّل له غطاءً مسيحياً، وهو بحاجة لاستمرار هذا الغطاء الذي أعطاه الكثير خلال السنوات المنصرمة، بدءاً من اتفاق "مار مخايل" إلى فترة ولاية عون، حيث كان قصر بعبدا الداعم لحارة حريك على كافة المستويات والعكس صحيح.


وتردف المصادر لافتة إلى أن الاستحقاق الرئاسي يرتبط أيضاً بالانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأميركية، التي غالباً ما تُعدّ المدخل الرئيسي لتجديد الرئيس الأميركي لولاية ثانية، وتداعيات هذه الانتخابات لا تقتصر على واشنطن فحسب، بل تتخطاها إلى عواصم عربية وغربية، ولبنان ليس بمنأى عنها، فضلاً عمّا حصل من تغيير في العراق، إضافة إلى ضرورة قراءة بعض المحطات والمصالحات التي جرت من فلسطين إلى لبنان فسوريا، حيث كان للأمين العام لـ"حزب الله" دور أساسي فيها.

فبعد الزيارات المتتالية لقادة "حماس" لنصرالله، ومن ثم منظمة "الجهاد الإسلامي" تُوِّج المسار بتدخل مباشر من نصر الله لمصالحة "حماس" مع النظام السوري، وإعادة فتح المكاتب في دمشق، وهذا الدور المتنامي لـ"حماس" و"الجهاد"، بدعم من إيران و"حزب الله"، يؤكد أن هذا المحور يُمسك بالمفاصل اللبنانية، وقادر على أن يناور على الساحة المحلية من خلال فائض القوة إذا استمرّت الأمور على ما هي عليه، وليس صدفة أن تتزامن هذه المصالحات والدور الذي يقوم به "حزب الله" وطهران، مترافقاً مع الترسيم بين لبنان وإسرائيل، فيما السؤال الآخر: ما الجدوى من دعم هذه التنظيمات العسكرية والأصولية بعد الترسيم، وكل ما رافقه من مواقف من إسرائيل إلى لبنان على طريقة "صافي يا لبن"؟

وتخلص المصادر، مشيرة إلى أن هذه العناوين، من الاستحقاقات الأميركية والإقليمية، ولا سيّما في العراق، والترسيم، فذلك يدخل في صلب الاستحقاقات الداهمة محلياً، وتحديداً الانتخابات الرئاسية، فيما يبقى السؤال: ماذا عن الدور الفرنسي الذي يُعدّ أساسياً ومن يُمسك بالملفّ اللبناني؟ فهل باريس قادرة في ظلّ هذه المشهدية الدولية والإقليمية على قطع الطريق على مَن يسعون لإطالة أمد الفراغ؟ أم أن واشنطن هي القادرة على فرض التسوية، ولا سيما أن أحد المتابعين للاتصالات الفرنسية - الفاتيكانية، يقول إنه لا يمكن لكليهما فرض رئيس للجمهورية بمعزل عن الإدارة الأميركية، وهذه مسألة محسومة ولا لبس فيها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار