ما الجديد الذي أراد نصرالله إرساله حيال الاستحقاق الرئاسي؟ | أخبار اليوم

ما الجديد الذي أراد نصرالله إرساله حيال الاستحقاق الرئاسي؟

| الثلاثاء 15 نوفمبر 2022

العمل ضمناً للثأر من تجربة الاعوام الستة الماضية وتحميل اشخاصها كل تبعات الانهيارات

"النهار"- ابراهيم بيرم

أما وقد رسم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته الجمعة الماضي السقف النهائي للمواصفات التي يتعين توافرها في رئيس الجمهورية المقبل، وهي مواصفات تنطبق في الوقت الراهن على شخص واحد هو زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية ولا تنطبق في الماضي القريب إلا على رئيسين سابقين هما ميشال عون واميل لحود، فهو يكون بذلك قد اعلن بوضوح القطع مع مرحلة اتسمت وفق تقديرات البعض بالضبابية بل وبنوع من الالتباس والأوجه المتعددة، وذلك عندما رفع قبل نحو ثلاثة اشهر راية الدعوة الى "الرئيس التوافقي غير الاستفزازي" وأعاد رموز الحزب الاصرار عليه في كل اطلالاتهم التالية.
في تلك الفترة، وجد خصوم الحزب في هذا الخطاب المرن التصالحي وحمّال الاوجه نوعا من الاستسلام للامر الواقع الذي فرض نفسه في اعقاب ظهور نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة في ايار الماضي على نحو يطوي، بتقدير هؤلاء، صفحة المرحلة السابقة التي نجح فيها الحزب قبل ستة اعوام في فرض رئيس بعينه هو العماد ميشال عون بعدما دخلت البلاد في شغور رئاسي غير مسبوق استمر اكثر من عامين.

وبناء على هذا التقدير، انطلق اولئك الخصوم في العمل ضمناً للثأر من تجربة الاعوام الستة الماضية وتحميل اشخاصها كل تبعات الانهيارات من جهة، والسعي من جهة اخرى للاتيان برئيس من لدن هذا الفريق ويحمل مشروعه الى حد رفع شعار معارضة اي تسوية تكون على شاكلة كل التسويات السابقة.

وعليه، بدت مكونات هذا الفريق كأنها في حال هجوم واسع وفي سباق مع الزمن بغية فرض ما تريد قبل ان تمر الفرصة المؤاتية مر السحاب.

مهلة اسابيع بدا الحزب وحلفاؤه في حال انكفاء واستعداد للمساومة، لينطلقوا بعدها في هجوم مضاد كانت اولى تباشيره المجاهرة برفض اعتبار ميشال معوض مرشحا مقبولا وانزاله منزلة رئيس التحدي المرفوض. وتاليها كان الاعلان بلسان نصرالله عن الشروط والمواصفات الصارمة ليكون ذلك بمثابة الايذان بالانطلاق في مقاربة جديدة تنطوي على استعداد للتصادم وسد السبل امام اي عابر الى قصر بعبدا لا تنطبق عليه هذه المواصفات، وهي تحاكي الى حد بعيد تجربة العامين ونصف العام التي سبقت دخول عون الى القصر الرئاسي عام 2016.

حيال هذا الموقف الذي هو في عُرف الكثيرين تصعيدي، يتم التداول برأيين: الاول يقول إن الحزب كان منذ البداية يضمر اشهار هذا التوجه منتظرا الظرف الملائم والمجدي، فيما الرأي الثاني يدّعي ان الحزب اعطى ضمناً مهلة سماح زمنية بغية استدراج عروض من الآخرين، مراهنا على امكان رؤية من يتقدم نحو مربع ابرام صفقة معه تفضي الى انتاج رئيس جديد وتؤسس لمرحلة مختلفة، على ان يتخفف خصومه الداخليون من شعور استبد بهم وفحواه انهم قادرون على ارساء معادلة حكم جديدة يُمحى فيها ذكر الحزب ومَن والاه. وثمة من يرى ان الحزب قرأ في انفتاح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عليه بادرة رغبة منه وما يمثل في السعي فعلا لتسوية رئاسية معقولة ترسي اسس مرحلة مختلفة اقل تشنجا وتوترا.

لكن الحزب، وفق تقديرات مقربين من مراكز القرار عنده، وجد عكس كل هذه الرهانات والتوقعات لاسيما بعد "لقاء الاونيسكو" الذي لم يرَ فيه إلا منصة لرفع منسوب التوتير الداخلي والحيلولة دون اي تسويات، فما كان منه إلا ان اخذ زمام المبادرة مبلغاً مَن يعنيه الامر بانه مستعد تماما لكل الاحتمالات.

وبحسب المعلومات المتوافرة فانه قبل اقل من 36 ساعة على اطلالة نصرالله الاخيرة سرت انباء فحواها ان قيادة الحزب المعنية استقبلت النائب طوني فرنجية في الضاحية الجنوبية وابلغته رسميا ان قرار دعم والده سليمان فرنجية كمرشح حصري للرئاسة الاولى قد اتخذ بشكل حاسم ولا رجعة عنه. واكثر من ذلك، ابلغت تلك القيادة ضيفها ان مهمة كسح المعوقات الحائلة دون هذا المبتغى قد انطلقت اقله في معسكر الحلفاء وتحديدا عند "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل. وعليه، تقر مصادر الحزب المعنية بصحة المعلومات القائلة بان اللقاء الاول الذي جمع السيد نصرالله مع باسيل في الضاحية الجنوبية قبل ايام والذي بادر باسيل وفريقه الى الافصاح عنه والبوح بما دار فيه، اتسم بالتشنج ولم يكن مثمرا، خصوصا ان باسيل لم يبدِ ادنى استعداد للبحث في طلب الحزب دعم ترشيح فرنجية.

لكن اللقاء الثاني الذي جمع باسيل بالقيادي في الحزب وفيق صفا في المقر المركزي للتيار كان اقل تشنجا وحدة واتسم بنوع من السلاسة والليونة وانتهى الى نتيجة ايجابية تجسدت في عدم مغادرة التيار ونوابه خيار الورقة البيضاء في جلسة مجلس النواب في انتظار الاتفاق على الخطوة التالية المشتركة.

وبناء عليه، فان المبدأ الذي يعمل الحزب على هديه هو "اننا معروفون بطول البال والقدرة على امتصاص الهجمات والرهان على عامل الوقت، لذا فاننا سنظل نلحّ على باسيل ليقتنع معنا بالخيار اياه، وفي اعتقادنا ان ما يرفضه اليوم ويعارضه سيعود لاحقا ليقبل به، خصوصا ان الخيارات البديلة امام الجميع شحيحة ان لم تكن معدومة". والحزب في الوقت عينه ابلغ من يعنيهم الامر انه لن يسير في السباق الرئاسي إلا مع باسيل يدا بيد، فهو اعلن وملتزم اعلانه ان رئيس التيار ممر الزامي بالنسبة اليه الى استحقاق الرئاسة.

وفي السياق نفسه، يتداول مقربون من الحزب وتيار "المردة" معلومات مفادها ان فرنجية الأب ابلغ الحزب استعداده للتجاوب مع مبادرة اقترحها الحزب وهي زيارة الرئيس عون في مقر اقامته في الرابية للوقوف على خاطره لتكون هذه الخطوة فاتحة عهد في العلاقة بين الطرفين يكون اكثر سلاسة ودفئا في العلاقة بين التيارين. لكن اشارة الموافقة على هذه الزيارة لم تأت من جانب باسيل. وهي إن أتت فستعني تطورا يبنى عليه.

وأياً يكن من أمر، فبعد الكلام الاخير لنصرالله مرحلة جديدة برأي المقربين من الحزب "وهذا يفرض على المعنيين اعادة النظر بكل خياراتهم".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار