اتضحت الصورة: فرنجية مرشح "حزب الله" | أخبار اليوم

اتضحت الصورة: فرنجية مرشح "حزب الله"

| الثلاثاء 15 نوفمبر 2022

"النهار"- علي حمادة

تحدث الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية الأخيرة عن مواصفات الرئيس المقبل كما يراه، وركز على أن الرئيس الذي يريده هو الذي لا يطعن "المقاومة "في الظهر.

ثم تحدث عدد من قادة الحزب السياسيين عن أن الرئيس الذي يريدون سيصل في السياق نفسه قائلين إنهم يريدون رئيساً يشكل ضمانة لاستمرار "المقاومة"! من الواضح من خلال ما تقدم أن الحزب المشار إليه فتح باب المناورة العلنية لخوض معركة رئاسة الجمهورية. فمن خلال رفع سقف الضمانات المطلوبة لما يسمّى "مقاومة" أعلن قادة الحزب المذكور أن الرئيس المطلوب يجب أن يواصل تغطية سلاح "حزب الله" وتجنب إثارة أي ملف يتصل بدور الأخير المافوق الشرعية داخلياً وخارجياً. بمعنى آخر، يريد "حزب الله" رئيساً شبيهاً بإميل لحود أو ميشال عون. وهو مستعد لاستخدام سلاح "الوقت" الذي يحسن إدارته وسط الحالة اللبنانية الكارثية التي تعصف بشعب بأسره. يعرف نصرالله أنه يمتلك القدرة على المناورة، والتأثير على حلفائه العلنيين كما غير المعلنين الذين يختبؤن خلف موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يلعب هذه المرة دور المسهِّل لموقف "حزب الله" بعدما زال الخلاف حول مرشح محور "الممانعة" بخروج ميشال عون من القصر الرئاسي وتراجع حظوظ صهره جبران باسيل الى حد العدم. هذه المرة سيتقاطع كل من بري ونصرالله في موقفهما لدعم سليمان فرنجية الذي يعتبر من صلب المحور إضافة الى كونه "الابن البار" لآل الأسد ونظامهم سابقاً وحاضراً. لكن هذا لا يكفي لأن ذراع إيران هي الجهة التي ورثت الوصاية السورية وفرنجية يستظلها من دون أن يرتكب أية أخطاء تضعف حظوظه في الحصول على دعم القوة الأكبر في البلد والأكثر قدرة على استقطاب حلفائها وفرض قرارها، فضلاً عن قدرتها على اللعب تحت الطاولة إما مباشرة أو عبر نبيه بري لاستقطاب أطراف في الموقع الآخر يميلون الى تغليب الواقعية في سلوكهم السياسي.

واضح أن "حزب الله" يريد رئيساً يمكّنه من الاستمرار في الهيمنة على الرئاسة الأولى كما كانت الحال في عهد ميشال عون، وفي الوقت عينه يكون قادراً على تهدئة النزاعات غير المجدية مع أطراف عدة كان عون وبطانته قد أشعلاها طوال ستة أعوام. بمعنى آخر، يمثل سليمان فرنجية المرشح المثالي لخدمة أهدافه، فهو عضو أصيل في المحور الذي تقوده إيران على المستوى الإقليمي وحزبها على المستوى المحلي، وهو نجح حتى الآن في تصفير مشاكله مع جميع الأطراف المحلية الوازنة وتحييد نفسه عن مشاكل وتوترات لا طائل منها، ولذلك يقدم نفسه مرشح حوار قادراً على أن يجمع من خلال الانفتاح والحوار. لكن ما لا يغيب عن البال أن فرنجية هو في نهاية المطاف مرشح "حزب الله" ووصوله الى سدة الرئاسة هو بمثابة تمديد لسيطرة الأخير على الموقع الدستوري الأول في الدولة اللبنانية، ما يجعل من إمكان تحرير منصب رئاسة الحكومة من هيمنته الواقعية والعملية أمراً مستحيلاً. إن "حزب الله" باعتباره ذراعاً للنظام الإيراني لا يخرج عن سياقات المشروع الأكبر. ولبنان فيه قاعدة تمكن من فرض هيمنته عليها، لذا يريدها هادئة مستقرة فيما يكمل مسيرته بهدوء خدمة لأجندته والأهم لنسف أسس الكيان اللبناني بتواطؤ البعض وتخاذل البعض الآخر!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار