ايران تتشدد في وجه باريس المنتقدة ! | أخبار اليوم

ايران تتشدد في وجه باريس المنتقدة !

| الجمعة 18 نوفمبر 2022

 الامور تغدو صعبة فيما يتلهى النواب في تقديم عروض اسبوعية هزيلة

 "النهار"- روزانا بومنصف
تكاد لا تخلو اطلالات او مواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اخيرا من الاشارة الى الاحتجاجات في طهران والتركيز عليها فيما تجهد طهران في المقابل الى التعتيم عليها .

فخلال اقل من اسبوع واحد استقبل ماكرون معارضات ايرانيات قبل ان يعلن مواقف في اجتماعات مجموعة العشرين في بالي في اندونيسيا كما اطلاق مواقف عبر احاديث صحافية تتناول حول الاحتجاجات العامة . وهو قال؜ اخيرا أن "التغيير الذي حدث في إيران هو ثورة النساء والشباب الإيرانيين الذين يدافعون عن القيم العالمية للمساواة بين الجنسين. يجب أن نقدر شجاعة وشرعية هذا النضال".

وأضاف، "أرى تغيرات شديدة الوضوح داخل إيران، كما أنني ألاحظ العنف المفرط والعدوانية من جانب \النظام الإيراني" . ولفت إلى أن النظام الإيراني يزعزع استقرار المنطقة بأعماله العدوانية، مضيفاً أن طهران تتزايد عدوانيتها تجاه بلاده باحتجاز مواطنين فرنسيين. والى اشارته الى " التغيرات شديدة الوضوح داخل ايران تحدث ماكرون عن " ثورة " تحصل في ايران على نحو متكرر يدحض كليا منطق النظام الذي يتحدث عن حوادث شغب يبرر فيها القمع الذي يمارسه .

تسليط الضوء على الوضع المتطور في ايران ومن باريس بالذات يثقل على النظام اكثر بكثير من العقوبات التي اتخذتها الدول الاوروبية اخيرا في حق مسؤولين وضباط ايرانيين على رغم ثقل هذه الاخيرة .

ولكن العقوبات كذلك تسلط الضوء على استمرار الاحتجاجات وتعمق القمع العنيف من النظام وذلك فيما ان التقارير الاعلامية المتداولة غير كافية في نقل الصورة الحقيقية عن التطورات الميدانية في ايران التي تعتقل زوارها من الرعايا الغربيين باتهامات مختلفة في ظل حاجتها الى تبرير اتهاماتها للغرب بالوقوف وراء الاحتجاجات .

والوضع مثقل لا سيما ان فرنسا وهي تعتبر من الدول التي لا تزال منفتحة على النظام ويأخذ عليها زعماء كثر سياستها المتساهلة مع طهران من يبادر الى ذلك فيما يسهل اكثر بالنسبة الى العاصمة الايرانية استخدام الشماعة التي تشكلها الولايات المتحدة في سلة اسهاماتها على هذا الصعيد . وكانت طهران اعلنت الشهر الماضي " نهاية الاضطرابات " حيث قال محافظ طهران محسن مصوري ان "الاضطرابات الاخيرة انتهت وان طهران في امن كامل لليال متعددة" ، لكي يتبين بعد شهر ونصف على هذا الاعلان ان الازمة الداخلية مستمرة . وهذا محرج من حيث المبدأ بالنسبة الى الدول الغربية ولكن الامور لم تكن لتأخذ هذا الحجم لولا تضافر جملة عوامل .

والرئيس الفرنسي اعتمد مواقف مرتفعة السقوف ربطا بالقمع العنيف للاحتجاجات السلمية في ايران فيما اعلن #الاتحاد الاوروبي عن سلة عقوبات طاولت اكثر من 30 شخصية ايرانية تردد انها في قلب الحرس الثوري الايراني . لكن هناك الى ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي تتهم به الدول الاوروبية طهران وكذلك الولايات المتحدة ، تبدو النقطة التي طافت بها الكأس في الاداء الايراني غير منفصلة عن تزويد ايران روسيا بالمسيرات التي تطلقها في حربها على اوكرانيا والتي اثارت استياء غربيا كبيرا كذلك . وهذا العنصر هو العامل الاساس الذي اخرج الغضب الاوروبي الى العلن بهذا الشكل لا سيما بعد فقدان الدول الاوروبية المبرر المبدئي في مسايرة ايران والسكوت على ارتكابات النظام وتجاوزاته الاقليمية كذلك نتيجة الجمود الذي اصاب ملف العودة الى خطة العمل المشتركة الايلة الى احياء الاتفاق النووي . وماكرون اشار الى ان النظام الايراني يزعزع استقرار المنطقة باعماله العدوانية كما قال ، في حين كان يتم تجاوز الامر ابان مفاوضات فيينا .

يستدعي ذلك في رأي مراقبين جملة تساؤلات يتصل بعضها اولا بما اذا كان كل ذلك يدفع الى ترقب تطورات او تغيرات غير مرتقبة في الوضع الايراني على ضوء استمرار الغليان الداخلي . ثانيا مدى الضغط الذي يمكن ان تشعر به طهران من اجل تغيير مقاربتها لبعض الامور او تخفيفا للدعم الخارجي المبدئي لانتفاضة الشباب الايراني علما ان خياراتها بتزويد روسيا بالمسيرات القاتلة ليس عفويا كاحتجاجات الايرانيين بل مدروسا وله حساباته كذلك .

وفي هذا السياق الاخير للامور ، يستدل بعض السياسيين من هذا التصعيد المتواصل على خط باريس طهران اخيرا والذي يستكمل توترا متواصلا بين الاتحاد الاوروبي وايران من اجل استبعاد اي حلحلة محتملة في الوضع السياسي الداخلي وانجاز الاستحقاقات اللبنانية . فحتى لو ان ادارة ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان تتعلق بالداخل فحسب، فان " حزب الله" يتحرك على خلفية التطورات في ايران وما يحصل فيها كذلك. حتى ان البعض اعتبر استحضار الامين العام للحزب اخيرا انتفاضة 17 تشرين الاول للعام 2019 واتهامها بالعمالة للولايات المتحدة والسفارات اسقاطا للموقف نفسه مما يحصل في ايران وتحذيرا بمواجهته كما تمت مواجهته في بيروت كذلك .

ولم يكن رفع السقف في تحديد المواصفات لرئيس" الجمهورية وايصال "من نريد" الا في اطار التشدد الذي رفعت طهران مستواه في بيروت في اطار التعبير عن ان التشدد معها يعني كذلك شد الخناق على الاستحقاقات اللبنانية بما يشبه عض الاصابع بين الطرفين . ولذلك الامور تغدو صعبة فيما يتلهى النواب في تقديم عروض اسبوعية هزيلة ما زالت في الجلسة السابعة والطريق طويلة الى الجلسة 46 او 47 لانتخاب رئيس جديد كما حصل في 2016 في حال ترك الحبل لاهل السلطة على الغارب .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار