التيار العوني يتصرف على انه استوعب الهجمة عليه... | أخبار اليوم

التيار العوني يتصرف على انه استوعب الهجمة عليه...

| الجمعة 18 نوفمبر 2022

التيار العوني يتصرف على انه استوعب الهجمة عليه...

عطاالله : نحن ابناء الازمات وهي تجعلنا اكثر قوة


 "النهار"- ابراهيم بيرم
حرص "التيار الوطني الحر" في الايام الماضية على حشد الكثير من الشواهد والقرائن التي تثبت انه استعاد توازنه وغادر مرحلة الشعور بالخطر على الوجود والحضور وهو الشعور الذي عمل خصومه الكثر على ترسيخه في الاذهان عشية نهاية الولاية الرئاسية لمؤسسه ورمزه وفقدانه احدى ابرز ركائز السلطة .
لم يكن مشهد الرئيس ميشال عون وهو يمارس رياضة التنزه في شوارع البترون قبيل ايام الا جزء من خطة ردة الفعل المنظمة والدفاع عن الذات من جهة واثبات الحضور وهي الخطة التي انطلق بها التيار قبل اشهر وتجلت ذروتها في الحشد الشعبي المعتبر الذي تبدى في يوم مغادرة عون قصر بعبدا وفي طريق عودته الى مقره الحالي في الرابية .

وبعد "عرض القوة" بايام ظهر رئيس التيار جبران باسيل فجاة في حارة حريك وحرص بعدها على القاء الضوء على "السجال " الذي دار بينه وبين الامين العام ل "حزب الله " السيد حسن نصرالله اثر ابلاغه رفضه التام النقاش في فكرة السير مع الحزب واخرين في اتجاه تسمية سليمان فرنجية مرشح المحور للرئاسة الشاغرة .ولقد اكد مقربون من الحزب لاحقا بان السيد خرج "متعبا " من هذا اللقاء وهو يجد امامه شخصا مستعدا للنزال مع منافسه الى اقصى الحدود . ايام اخرى ويظهر باسيل في الدوحة في زيارة ثانية خلال وقت قصير ما دفع المراقبين الى نسج العديدمن التحليلات والتخمينات لابعاد هذه الزيارة .
واخيرا زار باسيل باريس للقاء العديد من المسؤولين عن الملف اللبناني في عاصمة النور .
واستدلال ذلك انه فيما جمهور التيار يستعيد في الشارع حضوره ساعيا الى دحض سرديات الخصوم عن ضموره وتراجعه ، كان رئيسه يحاول ان يقدم اكثر من برهان يسقط عبره "تهمة "انه صار خارج الخدمة محليا واقليميا ودوليا .

ومع هذه الخطوات استشعرت قيادة التيار انها نجحت الى حد بعيد في "امتصاص" مفاعيل الهجمات الشرسة التي شنها اكثر من طرف على التيار والتي ارتفع منسوبها عشية مغادرة عون قصر بعبدا . واكثر من ذلك يكشف رموز في التيار انه انطلق بعد ذلك في هجوم معاكس اذ انتقل بعدها الى "مربع المشاكسة والاستعداد للمصادمة والجموح والصمود امام محاولات الترويض والاحتواء" .
ويؤكد التيار بلسان احد قيادييه النائب غسان عطاالله ان التيار يستشعر الان انه بات طليق اليدين ومتحررا من كثير من القيود والحدود التي فرضها واقع وجود مؤسسه العماد عون في سدة الرئاسة الاولى ويجد نفسه الان اكثر قدرة على حرية الحركة والتفاعل . وبمعنى اوضح يشير عطاالله في تصريح ل"النهار " الى ان التيار قد اسقط اخيرا الكثير من الرهانات التي عقدها البعض وجاهر بها حول امكان ازاحته من دائرة الفعل و التاثير الحاسمين وانه انطلق في رحلة جديدة عنوانها العريض تظهير ما يثبت وربما للمرة الالف بان "الحالة العونية عصية على الشطب والالغاء" .

استطرادا "نحن لم نتفاجا عندما لبى جمهورنا العريض الدعوة الى التفاعل والنزول الى الشارع في يوم مغادرة الرئيس قصر بعبدا فقد ثبت لنا وللاخرين ان هذه الحالة العونية التي نعلمها تماما منذ بداية التسعينات الى اليوم ".
ويضيف "اما وان البعض من الذين يخاصموننا قد اخذهم عنصر الاستغراب والدهشة من هذا المشهد فقد كان عليهم ان يجروا عملية رصد للحالة العونية وتاريخها .ونحن نزعم اننا لانشبه سوانا من الحالات الحزبية التي تظهر ثم تصعد ولكنها لاتلبث ان تؤول الى زوال نحن حالة مختلفة . والجميع يذكرون بانه بعد مغادرة الرئيس عون الى منفاه الباريسي اشتغل كثر على ترويض قاعدة التيار وفصلها عن قائدها وملهمها عبر اغراء هذه القاعدة بالالتحاق بالسلطة الحاكمة وقابل العونيون هذا الامر بمزيد من الرفض والاعتراض والصمود .

وتكرر الامر مع بدايات عهد الرئيس اميل لحود من منطلق اقناع العونيين بالذوبان في العهد كون رئيسه ينتمي الى المؤسسة العسكرية التي يكن لها التيار الاحترام الخاص وقد استخدمت وسائل الترهيب والترغيب في ان لكن القاعدة العونية ايضا تماسكت وتصدت .واذكر ايضا انه بعد عودة الجنرال من منفاه في عام 2005 وفوز التيار بالعديد من المقاعد في الانتخابات التي جرت في ذلك العام تصرف بعض القاعدة على انهم ادوا قسطهم للعلى وعليهم اخذ استراحة المحارب. لكن الحملة التي شنت على التيار وقائده بعد زيارة براد وقبلها على تفاهم مار مخايل استفزت القاعدة العونية فشاهدنا اولئك الذين اختاروا السلامة يعودون الى ساح النضال مجددا" .

ويتابع عطاالله" عندما وصل العماد عون الى سدة الرئاسة ايضا شاهدنا بعض القاعدة تختار الابتعاد اعتقادا منها ان دورها انتهى . وايضا عندما استشعرت قاعدتنا بان ثمة من يسعى الى تصفية الحساب مع الرئيس عون والتيار وتحميله تبعات الانهيار خصوصا بعد انطلاق حراك 17 تشرين ايضا عادت القاعدة الى زخمها في النضال والدفاع" .

وخلص عطاالله" مشكلتنا مع خصوم التيار انهم يعتقدون بانه تيار سلطة ومشروع عابر ومحدود ولكن التيار قدم بشكل عملي لاتخطئه العين في نهاية الشهر الماضي ما يثبت مجددا انه اكبر من حدود ذلك ، واظهر ايضا انه تيار الازمات الذي يشتد عصبه وساعده وينتفض حيث تدعو الحاجة وهو في الوقت عينه قادر على جبه التحديات والضغوط وهو يتبلور ويستنفر اذا ما احس بان ثمة اخطارا وهجمات تهدف الى محاصرته وتعطيل فعله تمهيدا للقضاء عليه" .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار