"النهار"- أحمد عياش
انها المرة الأولى التي يلفظ الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عبارة بالانكليزية. وقدّم لهذه العبارة خلال خطابه في "يوم الشهيد" في 11 الجاري قائلا: "هلّق منعرفلنا كلمتين انكليزي ، يعني MADE IN USA ." ومضى من هذه العبارة ليشن هجوما لاذعا على مساعدة وزير الخارجية الأميركية برباره ليف التي كانت لها محاضرة في مركز ويلسون ب#واشنطن في الرابع من تشرين الثاني الحالي.
أثار إستخدام السيد العبارة التي تقول ترجمتها "صنع في الولايات المتحدة الأميركية" إبتسام المشاركين في المناسبة. وكأن زعيم الحزب أراد القول انه يهتم جيدا برصد السياسة الأميركية ، كما يفعل منذ عقود برصد السياسة الإسرائيلية، لكنه لم ينطق في يوم من الأيام أية عبارة باللغة العبرية.
ما هي الاحتمالات التي دفعت السيد الى لغة العام السام، الذي كان ولا يزال منذ نشوء الجمهورية الإسلامية التي أسسها الامام الخميني عام 1979 ، تطلق عليه طهران صفة "الشيطان الأكبر" ؟
وفي إنتظار جلاء هذه الواقعة، لا بد من الثناء على إنفتاح السيد على اللغة العالمية التي هي بمثابة المحيط الذي لا قرار له على مستوى ما ينشر عبرها او يسجل فيها في شتى الحقول. ومن بين هذه الحقول التي تعني السيد هو ما يتصل بالجمهورية الإسلامية عموما وبحزبه خصوصا.
في كلمته الأخيرة، تطرّق نصرالله الى احداث إيران والتي لم يسبق لها مثيل منذ إنشاء الجمهورية، أي منذ 43 عاما، فأكد "أن إيران انتصرت من جديد على الفتنة وعلى المؤامرة الأميركية الاسرائيلية الغربية، انتصاراً كبيراً وحاسماً وهذا سيزيدها قوة في المستقبل القريب إن شاء الله إلى قوتها." فهل حققت الجمهورية الإسلامية ، كما يقول نصرالله؟
من احدث المعلومات بالانكيزية ، "ان حملة القمع ضد المتظاهرين أدت الى اعتقال 14 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة. "
وقالت منظمة العفو الدولية إنها وثّقت 33 حالة لقاصرين قتلوا في الانتفاضة لكن الأرقام الحقيقية أعلى على الأرجح. ويقدر النشطاء الحقوقيون أن ما بين 500 و1000 قاصر محتجزون، ومن دون مبررات في سجون البالغين.
هذا ما ورد في النيويورك تايمز. وبالانتقال من الإنكليزية الى الفارسية التي قال نصرالله سابقا انه يتقنها ، ورد في مقال بصحيفة "اعتماد" ، تصريح مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة سابقا معصومة ابتكار يفيد "إن النظام منذ سنوات عديدة أصبح غير متصل بالمجتمع الإيراني وذلك بسبب تجاهله للتحولات الاجتماعية."
بدوره أشار عبد الله رمضان زاده المتحدث السابق باسم حكومة محمد خاتمي الإصلاحية في مقال له بصحيفة "هم ميهن" إلى إن إيران دائما كانت ولا تزال تواجه خطر التقسيم، وان الطريقة المثلى لمواجهة هذا الخطر تتمثل في إصلاح السياسات التمييزية ."
بالعودة الى ترداد السيد عبارة "صنع في الولايات المتحدة" وبالانكليزية، فهل الهدف هو بدء مرحلة تعلم هذه اللغة العالمية؟ نأمل ان يكون الجواب إيجابا، كي يتاح لنصرالله الاطلاع على معلومات لا تصله عبر بعض الفارسية والعربية.