الاستحقاق الرئاسي في بُعده الإيراني | أخبار اليوم

الاستحقاق الرئاسي في بُعده الإيراني

| الثلاثاء 29 نوفمبر 2022

الاستحقاق الرئاسي في بُعده الإيراني
الحزب سيقاتل بكل ما أوتي من قوة لكي تبقى رئاسة الجمهورية في عهدته

 "النهار"- علي حمادة

ليس خافيا على احد ان "حزب الله" يشكل ذراعا إيرانية في لبنان. انه تنظيم امني -عسكري اولا، وجزء رئيسي من تركيبة " فيلق القدس" بكل ما يستتبع ذلك من وظائف تتجاوز البُعد المحلي. ومن هنا يبقى البُعد الإقليمي المرتبط بمصالح النظام الإيراني ومؤسسته الأمنية - العسكرية التي يمثلها "الحرس الثوري" الأهم في آلية اتخاذ القرارات الكبيرة. "حزب الله" ليس تنظيما محليا، ويستحيل ان تنحصر نظرته الى الساحة المحلية بقراءة لبنانية محدودة. انطلاقا من هذا المعطى يجب النظر الى موقف "حزب الله" من الاستحقاق الرئاسي العالق في عنق الزجاجة. فتسوية 2016 التي أتت بالجنرال ميشال عون الى سدة الرئاسة هي الحدث الذي يجب ان تقاس به الأمور.

لم يكن وصول عون الى قصر بعبدا حدثا لبنانيا بمعنى المكسب السلطوي الشخصي سوى بالنسبة الى عون وبطانته التي لا تفكر سوى بالامور الصغيرة. بالنسبة الى ذراع ايران في لبنان كان وصول عون ببُعده الإقليمي ترجمة لإمساك المشروع الايراني برئاسة الجمهورية على نحو لم يسبق له مثيل. كل المناورات والبعض يسميها المسرحيات التي اداها عون وبطانته خلال ستة أعوام لم تكن ذات أهمية، ففي العمق كانت رئاسة الجمهورية بيد "حزب الله". من هنا يمكن فهم إصرار "حزب الله" على مواصلة الإمساك بورقة رئاسة الجمهورية بصرف النظر عن المقيم في القصر.

ومن هنا ايضا يمكن فهم كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي حدد اهم بند من المواصفات الرئاسية التي يصر حزبه على ان تتوافر في شخص الرئيس المقبل، ان "يحمي ظهر المقاومة"! هذا هو الهمّ الأول للحزب المذكور لأن الوظيفة الإقليمية التي يمكن القول ان جانبها اللبناني يستند الى مسار تدميري متواصل لنسف الصيغة اللبنانية بوجوهها كافة من السياسة، الى الاقتصاد والمال، فالثقافة، ونمط الحياة. وبناءعليه يتم التعامل مع الدستور اللبناني من زاوية التطبيق السلبي الذي يفرغه من محتواه. في النهاية مشروع "حزب الله" المحلي لا هدف له سوى خدمة الوظيفة الخارجية التي يضطلع بها. هذا هو مبدأ "ترابط الساحات" الذي تحدث عنه بشكل صريح قبل أيام معدودة المرشد الإيراني وهو المرجعية العليا للحزب المشار اليه عندما قالها بصراحة وبما معناه ان مشروع التمدد في لبنان وسوريا والعراق يمثل الحماية الرئيسية للجمهورية الإسلامية في ايران، أي للنظام!

الاستحقاق الرئاسي ليس خارج المعادلة التي يعمل في اطارها "حزب الله"، وبالتالي فإن الأخير سيقاتل بكل ما
أوتي من قوة لكي تبقى رئاسة الجمهورية في عهدته. أي مرشح يختاره سيكون أداة طيّعة بين يديه في القضايا الكبرى، تماما مثلما كان ميشال عون. لم يكن الحزب المشار اليه يهتم كثيرا بالمناورات السلطوية الصغيرة، او بـ"حرتقات" حلفائه ضد بعضهم البعض. ما كان ولا يزال يهمّه ان يقفوا صفا واحدا متراصا عندما يدق النفير. هذا ما سيحصل لحظة يتخذ قرارا بضبضبة بعض حلفائه "المتفلسفين" مثل #جبران باسيل وغيره. سليمان فرنجية سيبقى في السباق، واذا قضت الضرورات بان يتخلى "حزب الله" عن فرنجية كمرشح فلن "تخرب" الدنيا، وسيلبي هو الآخر ككل مرة.
ما نريد قوله مما تقدم ان البُعد الإقليمي يتحكم بالتنافس الرئاسي وبخيارات "حزب الله"، ولذلك نحن امام استحقاق رئاسي يمثل بالنسبة الى المشروع الإيراني معركة جدية هدفها المحافظة على مكاسب 2016 !

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار