الأدوار النهائية للاستحقاق انطلقت ولا رئيس من دون تغطية الرياض | أخبار اليوم

الأدوار النهائية للاستحقاق انطلقت ولا رئيس من دون تغطية الرياض

| الخميس 01 ديسمبر 2022

  انتخاب فرنجية دونه عقبات وصعوبات

"النهار"- وجدي العريضي

بلغ مسار التأكيد والنفي للقاءات واتصالات وسيناريوات تجري بين هذا الطرف السياسي وذاك، أو هذه الجهة وتلك، الذروة في ظل تسديدات مباشرة تصيب مرمى معظم الأفرقاء والعنوان الاستحقاق الرئاسي وكل ما يحيط به داخلياً وخارجياً في ظل معلومات بأن نهاية الأسبوع الجاري ستشهد حركة موفدين لمرجعيات سياسية باتجاه العاصمة الفرنسية، وتحديداً بعد لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون، بغية الاطلاع على ما يحيط بهذا اللقاء من معلومات حول الملف الرئاسي، وهل من كلمة سر لواشنطن وباريس ستعمّم دولياً واقليمياً لتصل الى ساحة النجمة في بيروت؟

في السياق، تكشف مصادر سياسية عليمة لــ "النهار"، أن أكثر من سيناريو بات مطروحاً رئاسياً، وفي آخر المعطيات أن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون يعتبران الأبرز وربما الوحيدين المطروحين راهناً إلا في حال جاء الخيار الثالث بفلتة شوط. وهنا تشير المعلومات الى أن انتخاب فرنجية دونه عقبات وصعوبات، وفي الوقت عينه ثمة مسار يسلك طريقه على خط نزع هذه العوائق من خلال لقاءات تحصل في باريس بين بعض الموفدين لفرنجية، بينما على خط الرياض وخلافاً لما ينقل أنّ لقاءات حصلت مع السفير السعودي وليد بخاري من خلال موفد لرئيس "تيار المردة" لا يمتّ الى الحقيقة بصلة، والمملكة ليس لديها ما يعادي فرنجية الذي يُعتبر عربي الانتماء ولم يهاجم السعودية يوماً، وبالتالي ليس صحيحاً أيضاً أنها داعمة لترشيحه، فهذه المسألة وفق المواكبين والمتابعين للأجواء السعودية، بحاجة للتشاور مع الأصدقاء والمعنيين بالملف اللبناني كفرنسا، حيث هناك تواصل مستمر بين باريس والرياض، وهو


ليس بالجديد، الى حلقة متكاملة من واشنطن الى الفاتيكان، اذ ثمة علاقة متينة تربط السعودية بعاصمة الكثلكة في العالم.
وتضيف المصادر أن ما قيل عن تواصل بين "المردة" وحزب "القوات اللبنانية" أمر صحيح لكنه ليس على مستوى من شأنه الرهان عليه وقطع مرحلة متقدمة، أو ان "القوات" تتجه الى اتفاق معراب ثانٍ مع "المردة"، فالمصالحة تمت وليس هناك من مساجلات وحملات بين الطرفين، والتباينات حول مسائل استراتيجية موجودة بينهما. واستطراداً تكشف المصادر عن سيناريو جدّي يجري تداوله في الدوائر الضيقة، وفي حال حصل التوافق على فرنجية عندها ومن خلال محاولات "مَونة" عربية على "القوات"، فالمهمة في هذ السياق تتمثل بما اذا كانت الأخيرة تقبل بتأمينها النصاب لانتخاب فرنجية وليس الاقتراع له.

وتلفت الى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد متابعة سعودية – فرنسية للوضع اللبناني عموما، وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي بعد لقاء بايدن - ماكرون، ما يعني بما لا يقبل الشك أن لا توافق على رئيس من دون أن يحظى بموافقة الرياض ودعمها، وتلك مسألة واضحة وتقرّ بها كل الأطراف الدولية والإقليمية، ومن الطبيعي لبنانياً باعتبار المتابعين للوضع الداخلي من كل جوانبه يؤكدون في مجالسهم أن الأهم من الرئيس والحكومة، دعم لبنان مالياً واقتصادياً لخروجه من أزماته المستعصية، وهذا لا يأتي إلا من البوابة الخليجية، ولا سيما المملكة، بمعنى ان انتخاب رئيس من دون تأمين الغطاء السعودي، يُبقي البلد في حلقة مفرغة كما كانت الحال في عهد الرئيس السابق ميشال عون، حيث كان الاشتباك مع الرياض احدى سمات هذا العهد، ومن هنا فان الاتصالات الجارية بين عواصم القرار وفي الداخل تركّز على عدم ارتكاب الأخطاء السابقة على خط الخليج، ما يُعمل عليه اليوم لتجنب أي "فاولات" جديدة، وما يؤكد القبول برئيس "تيار المردة" له ممرات الزامية وأساسية، اذ كيف يحكم هو أو سواه من دون مساعدات مالية أو مؤتمر للمانحين والافراج عن أموال "سيدر"؟

اخيراً، بدا جلياً أن مسار الحل للاستحقاق الرئاسي يحتاج الى أكثر من طريق دولي وعربي، ولهذه الغاية تتفاعل الحركة في العواصم الأساسية، وهو ما سبق لـ"النهار" ان أشارت اليه منذ فترة، والأيام المقبلة ستشهد حركة موفدين غربيين وعرب باتجاه بيروت، ما يدل على أن الأدوار ما قبل النهائية انطلقت بزخم من لقاء واشنطن الى ما تشهده باريس، ناهيك عن الحركة الفاعلة في الفاتيكان، وتحديداً اللقاء الذي جمع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع عدد من السفراء العرب وفي طليعتهم السفير السعودي، والذي يحمل أكثر من دلالة ويعتبر نوعياً في الشكل والمضمون، وأساسه الاستحقاق الرئاسي الذي يحمله معه سيّد بكركي الى حاضرة الفاتيكان التي بدورها تتواصل وتنسّق مع واشنطن وفرنسا وتحضّهما على مساعدة لبنان والسعي بقوة لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار