إصطفافات نيابية مرتقبة ربطاً بالتسوية القادمة... | أخبار اليوم

إصطفافات نيابية مرتقبة ربطاً بالتسوية القادمة...

| الجمعة 02 ديسمبر 2022

إصطفافات نيابية مرتقبة ربطاً بالتسوية القادمة...

السعد: خياراتنا الرئاسية باقية ولن نخرج عن الإجماع


 "النهار"- وجدي العريضي
تتوالى التساؤلات حول استمرار القوى السياسية والحزبية والكتل النيابية في بقائها على مواقفها والتمسك بمرشحها للإستحقاق الرئاسي، أكان النائب ميشال معوض أو رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، ومن ثم قائد الجيش العماد جوزف عون، أو أي مرشح غير معلن .

ولكن، وفق المعلومات والمعطيات التي تُكشف في مجالس المرجعيات السياسية ورؤساء الكتل النيابية، فإن البلد متّجه نحو مرحلة رئاسية جديدة بعد بلورة صورة اللقاءات التي حصلت من واشنطن إلى باريس والفاتيكان، وربطاً بالدور السعودي الفاعل في هذا الإطار، مع الإشارة، وفق بعض السياسيين المخضرمين، الى ما تمثل بالهجوم المعاكس على عواصم عربية وقوى سيادية في لبنان من قبل الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الأول من نوعه منذ فترة طويلة، ما يترك تساؤلات حول ما إذا كان سينسحب ذلك على الإستحقاق الرئاسي، بغية دفع حلفاء دمشق لمواصلة "هواية" التعطيل.

إذ ينقل بأن الرئيس الأسد شنّ حملته الأخيرة على خلفية عدم حصول إجماع عربي لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، بعدما كان ذلك بنداً على جدول أعمال قمة الجزائر، وحيث غمز من قناة مصر التي كان عليها أن تحسم هذا الخيار، ولكن، وفي قراءة بين السطور، كما تشير المصادر المتابعة لهذا المسار، أن العلاقة السورية ـ الخليجية ليست سيئة كما كانت عليه خلال الحرب، بل هناك تواصل، ولو بمنسوب منخفض، ولكن ليس ثمة حملات، مما ينعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية، على اعتبار أن معادلة السين ـ السين، السعودية ـ السورية، ساهمت في محطات سابقة في إرساء الإستقرار السياسي والإقتصادي، وتمرير الإستحقاقات الدستورية، بخلاف ما هو حاصل اليوم.

وتتابع أن التصلّب الإيراني ومعاودة الحملات من قبل المسؤولين الإيرانيين على دول خليجية وغربية، والغمز من قناة لبنان، وكأنه تابع لطهران، فذلك، من شأنه أن يدفع "حزب الله"، حليف طهران الأبرز، إلى التمسّك بمواقفه الممانعة من خلال استعمال فائض القوة في الإستحقاقات الداهمة.
في السياق، وعلى خط الإصطفافات السياسية، وما يمكن أن يحصل راهناً بعد لقاء الرئيسين الأميركي والفرنسي جو باين وإيمانويل ماكرون، وتفعيل الحراك الدولي والعربي على خلفية الإستحقاق الرئاسي، ودفع الأطراف اللبنانية لانتخاب الرئيس العتيد اليوم قبل الغد، فان ذلك سيؤدي إلى تسويات واصطفافات جديدة من خلال إعادة خلط الأوراق، حتى داخل صفوف الحلفاء.

في هذا الإطار، يقول عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب راجي السعد ل"النهار"، أن ما يجري اليوم من حراك دولي وعربي وقمم في هذه العاصمة وتلك، فذلك شهدناه في محطات مماثلة إبان الحروب التي مرّت على هذا البلد، وصولاً إلى الطائف ولاحقاً تسوية الدوحة، وإن كان الطائف مغايرا عن الواقع الحالي، بمعنى أنه وثيقة الوفاق الوطني والدستور، ومَن أرسى السلم الأهلي وتحصينه وتنفيذ باقي بنوده من المسلّمات والثوابت. ويتابع السعد، أن الوضع الناشئ في لبنان اليوم، لا يشبه ما مرّ به في مراحل سابقة، حيث كان الإستقرار الإقتصادي والمالي، بما في ذلك مواصلة المؤسّسات ومرافق الدولة في عملهم المنتظم، حتى في خضم الحروب المؤسفة التي مرّت على هذا البلد، ويقول، أن الدولة اليوم ترهّلت وتحلّلت، وثمة أزمات إقتصادية واجتماعية وصحية وتربوية غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر، مما يستدعي في هذه الحال إيجاد حلول كبيرة لمواجهة ومجابهة ما يحيط بنا من معضلات قد تؤدي إلى فوضى إجتماعية كبيرة، ودرءاً لما يمكن أن يحدث، فمن الضرورة بمكان انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن، وعطفاً على ذلك، فإننا في "اللقاء الديموقراطي" لن نتوانى عن القيام بواجبنا الدستوري، والإلتزام بالأمانة التي حصلنا عليها من ناخبينا وأهلنا.

وهل سيستمر "اللقاء الديموقراطي" في الإقتراع لميشال معوض، يردّ السعد، نحن الآن متمسّكون بهذا الخيار والتصويت لمعوض بالتناغم والتماهي والتنسيق مع حلفائنا ونواب آخرين، فيما السؤال الكبير، لماذا لا زال الفريق الآخر، وفي ظل معاناة الناس وقهرهم إقتصادياً واجتماعياً، مستمر في سياسة عدم الإعلان عن مرشحه، بحيث البلد لا يحتمل الترف السياسي والمناورات وتنفيذ أجندات على حساب سيادة البلد واستقراره، بينما المطلوب وقفة وطنية مسؤولة من جميع الكتل النيابية، ومن هنا، سأكون صريحاً، يردف السعد متابعاً، إننا الآن، كما أشرت، مرشحنا هو النائب معوض، ولكن، وبعيداً عن التنظير والمواقف الملتوية في حال كان هناك توافق وإجماع وطني، وبغطاء خارجي، وهذا ليس بجديد عن لبنان منذ الإستقلال إلى اليوم، عندئذٍ نسير مع هذا الإجماع لخلاص البلد وأهله، فهل يجوز الإستمرار في الدوران في هذه الحلقة المفرغة؟ لذلك، نترك الأمور لأوقاتها، وفي المحصلة كل الإحتمالات واردة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار