سياسة الكيدية لا تنفع وهي تضر أصحابها اولا قبل الاخرين
"النهار"- رضوان عقيل
لم يعد المجتمع الدولي في حاجة إلى اثبات تشرذم القوى اللبنانية عند مختلف الافرقاء والتي أثبتت على عدم تمتعها بحس المسؤولية الوطنية والتعالي عن الخلافات وتوجه الكتل النيابية الى انتخاب رئيس الجمهورية. ويسلم الجميع هنا بأن هذا الاستحقاق خرج من ايديهم. ووصل الامر الى عدم القدرة على عقد جلسة وزارية ملحة حتى لو كان جدول بنودها مخصصا لقضايا اجتماعية واستشفائية.
ويعترض"التيار الوطني الحر" على هذه الدعوة مقدما نفسه بأنه في موقع الزود والدفاع عن الرئاسة الاولى. وينقل عن الرئيس نجيب ميقاتي تصميمه على التئام هذه الجلسة التي دعا اليها الاثنين المقبل وانعقادها للضرورات التي يكررها على مسمع زواره وكل من يلتقيه. ويتوقف متابعون انه لو تلمس ميقاتي اي اشارة تقول ان وزيري "حزب الله" لن يشاركا في جلسة حكومية فما كان عمد الى تحديد موعد لهذه الجلسة التي يتحضر النائب جبران باسيل لوضع العصي والاعتراضات الدستورية من وجهة نظره لافشال هذه الجلسة.
ومن المفارقات غير المنطقية هنا ان حكومة تصريف الاعمال لا تجتمع بعدما تحولت المؤسسات والوزارات الى سلة فارغة القعر. وينقل عن ميقاتي هنا ان سياسة الكيدية لا تنفع وهي تضر أصحابها اولا قبل الاخرين. ولا يقلل هنا من أهمية انتخاب رئيس للبلاد واذا طالت فترة الشغور لا شيء يمنع ومن الناحية الدستورية التئام الحكومة ومتابعتها شؤون المواطنين وعلاقة لبنان مع المجتمع الدولي الذي يطالب لبنان بمجموعة من القوانين والمشاريع الاصلاحية.
ويستغرب المتابعون هنا كيف ان اكثر من دولة وصلت الى التدقيق في تفاصيل لبنانية داخلية لدرجة ان مسؤولا قطرياً وصل في اجتماعات مع شخصية لبنانية الى حدود الحديث في الهيئة الناظمة للكهرباء. وان تناوله هذا الموضوع ليس من اجل التدخل في شأن داخلي بل من باب خلق مساحة من التسهيل لملف عالق منذ سنوات عدة حيث لم تبصر هذه الهيئة النور لاعتبارات تخص العونيين حيث يرون ان تكون هذه الهيئة بأشراف مباشر من وزير الطاقة. وثمة من اقتراح ان تكون على شكل هيئة استشارية لا أكثر.
وعند مراجعة مسؤول كبير في "التيار" كان رده بأن المطلوب ان تكون هذه الهيئة غير مستقلة عن وزارة الطاقة. ويتحدث عن هذه الحقيبة وكأنها مسجلة باسم العونيين.
وعند سؤاله اذا كانت ستبقى في حوزتهم؟ يأتي الرد بـ "نعم" ما دامت وزارة المال عند الرئيس نبيه بري.
وفي المناسبة يضع المجتمع الدولي ومنها صندوق النقد شروطا لمساعدة لبنان ومنها المباشرة في الاعلان عن الهيئة الناظمة الكهرباء لاثبات ان ثمة نيات حقيقية لتبصر النور مع الاشارة الى ثمة من يعترض حتى الاعلان عن قبول اصحاب الترشيحات المؤهلة للحلول في عضويتها. وفي حال اعطاء لبنان اشارات ايجابية حيال هذه الهيئة امام المجتمع الدولي قد يؤدي هذا الامر الى الحصول على إذن ولو على شكل تسهيلات خاصة من واشنطن باستجرار الكهرباء من الاردن والغاز من مصر.
واذا كان ميقاتي يتابع شؤون وزارات حكومته فهو يستعد للمشاركة في القمة العربية- الصينية في الرياض وسيرافقه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تلبية للدعوة التي تلقاها من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز . وسيسمح له هذا اللقاء بالحديث مع مسؤولين في المملكة الى المدعوين بالتطرق الى الاوضاع في لبنان وحاجات مؤسساته. وتوضح جهات متابعة هنا ان لا مشكلة بين قيادات السعودية مع ميقاتي على المستوى الشخصي ولا حتى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بل ان القيادات في السعودية لم تر ولم تلمس بعد ان مساعدتها للبنان في ظل الواقع الراهن ستؤدي الى الغايات المطلوبة ولذلك لا تعمل على تحقيق كل ما يطلبه منها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع تشديدها على ابقاء اتصالاتها مفتوحة مع باريس حيال الملف اللبناني وازماته المفتوحة والتي يتقدمها الاخفاق الحاصل في انتخاب رئيس الجمهورية. ولا تغيب هذه الخشية عند الفاتيكان حيث يقول مسؤول كبير فيها بأنهم " قلقون جداً على لبنان. جراء التأخير الحاصل في انتخاب رئيس الجمهورية. وان المطلوب تضافر كل الجهود في الداخل والخارج لانتخاب الرئيس المنتظر" .
وبعد كثرة الحديث عن ربط انتخابات الرئاسة ومن سيحل في قصر بعبدا باسم رئيس الحكومة وان الفرنسيين يفضلون استمرار بقاء ميقاتي في السرايا. يأتي الرد بحسب مصادر تنقل عن الحلقة الضيقة في الاليزية بأن ماكرون فاتح ميقاتي في هذا الموضوع وكان رد الثاني بأنه من الافضل الاتيان بفريق جديد في الرئاستين الاولى والثالثة وانه لن يقصر من موقعه في دعم من سيحل في السرايا. وتضيف المصادر نقلا عن جهات فرنسية ودولية بأنه على رغم كل المشكلات والخلافات نجح ميقاتي في الحد من انهيار المؤسسات في البلد في تدويره زوايا اقتصادية ومالية عدة ساهمت في الابقاء على المؤسسسات وتسيير حياة المواطنين قدر الامكان.